كتب : وليد فاروق محمد في فيلم " الكيف " هناك مشهد كوميدي يذهب فيه " مزاجنجي " إلي منزل شقيقه للبحث في منتصف الليل عن قطعة حشيش نسيها داخل ملابسه ، ولم يجد شقيقه ما يعبر به سوي أن يقول له " يا مختل الإدراك " بصراحة .. هذا ما شعرت به مؤخراً تجاه المهتمين -سلباً أو إيجاباً -بحدوتة شيرين عبد الوهاب وفلتات لسانها التى لا تنتهي ، هل أنتهت كل مشاكلنا ولم يعد لدينا سوي خلافات فلانة مع فلان ؟ هل قاموس اهتمامات المصريين توقف ليرصد اللحظة التاريخية التى تجمع فيها 90 مليون مصري ليتناقشوا في مصيرهم بعدما ألمحت مطربة بأن مطرباً آخر " راحت عليه خلاص " ؟ هل واصلنا الانحدار لنصل لدرجة أن " تلقيح " فنانة علي زملاء لها اصبح " قضية رأي عام " ؟ صحيح أن الذي شتمته ليس مقدساً – علي الأقل بالنسبة لي ، وحكايات " فلان خط أحمر " هذه هي والعدم بالنسبة لي سواء ، نعم هو فنان استثنائي ولكنه في النهاية بني آدم .. لكن التصريح عما في القلوب – مهما بلغ سواده – له أصول .. حتي الشر والتعبير عنه " صنعة " كما أخذ الحق تماماً .. و" التجريح " بغشامة ليس دليلا بالمناسبة علي التلقائية أو البساطة كما يروج البعض .. ولكنه سوء نوايا مقصودة وواضحة .. هي نفسها افتعلت مشاكل مع الكل قبل ذلك ، سبق وتورطت في مشاجرة مع جارها الفنان شريف منير ووصل الأمر لأقسام الشرطة وأفلتت من السجن 6 أشهر بعدما اعتذرت له علنًا ومن قبلها مشكلة في بداياتها مع مكتشفها المنتج نصر محروس ، ومواقف متكررة مع نقابة الموسيقيين التى منعتها من الغناء في عهد نقيبها الراحل حسن أبو السعود ثم نقيبها الأسبق إيمان البحر درويش ، حتى عندما ذهبت لأول مرة في حياتها للغناء بدار الأوبرا المصرية عام 2007 ألم تفاجيء الجميع في هذا المكان الوقور عندما قالت للجمهور " أنا حاسة إني بغني في كوز" وهو الأمر الذي أغضب إدارة دار الأوبرا المصرية وقررت منعها من إحياء حفل داخل الأوبرا مرة أخرى، وعدم إسناد حفلات لها خاصة بمهرجان الموسيقى العربية التي كانت تنظمه الراحلة رتيبة الحفني ، آصالة صديقتها نفسها سبق وقالت إنهما عندما تقابلا في مطار بيروت منذ سنوات لم يعجبها طريقة رد السلام من شيرين عبد الوهاب لأنها تجاهلتها ، وطبعا حدوتة شيرين وعمرو مصطفي و " الردح المتبادل " الكل يعرفها ، وحتى في برنامج "ذا فويس" كثرت مشاكلها كما سمعنا مع زياد كبي المنتج المنفذ سواء في تأخرها عن مواعيدها أو طريقة تعاملها مع المشاركين .. وطبعا لا ننسي واقعة الضغط علي الزر ب " الحذاء " والتعليقات الغريبة علي أصوات البعض ، عشرات الحكايات لا تنتهي .. ما الجديد إذا عندما تهاجم شيرين عمرو دياب أو غيره .. هذا هو الطبيعي والمعتاد ، هل تعتقد شيرين أن الترويج لكونها اصبحت فجأة مذيعة " عبقرية " لا يكون إلا بافتعال مشكلة جديدة ؟ تامر حسني نفسه والذي فجأة اصبح مع حماقي - أعز ما تملكه مصر – سبق وطاله الكثير منها قبل ذلك .. هل أصبح ملاكاً الآن ؟ هل هو نفسه يصدق هذا قبل أن نقتنع نحن به ؟ في عام 2009 ألم تقل بالنص " لا توجد مقارنة بين عمرو دياب وتامر حسني، فعمرو دياب يقدم أغاني محترمة بينما تامر يقدم أغاني كلماتها مشينة وبها ألفاظ " المضحك أنه بعد كل مرة يظهر جيش من ورائها – أغراضهم لا يعلمها سوي الله ورؤساء أقسام الفن فقط – ليدافعوا عنها بحجة أنها " ثروة قومية " .. يا جماعة شيء من الحياء يرحمكم الله ، فعندما طال هجوم البعض الرمز الحقيقي الدكتور مجدي يعقوب منذ سنوات لم سجتمع للدفاع عنه نصف الواقفين وراء صاحبة " الفلتات " والتى توهمت أن الشعب المصري سينظم مليونية في يوم ما عندما أرادت عمل " فرقعة " بخبر مفبرك عن اعتزال لم يدم سوي أيام ، بل ربما لو تعرض أحدهم للإهانة سيقرر أن " يعفو ويصفح ويتوكل علي الله " بينما يشهر كل اسلحته ليدافع عن غيره في معركة خاسرة ، وللأسف .. مهنة الصحافة هانت علي أصحابها .. فهانوا هم في عيون قرائها ، وذلك عندما رضي البعض علي نفسه ان يملي عليه مدير أعمال الفنان الفلاني حواراً حول الأكلات المفضلة للنجم ، وهو نفسه الذي رضي علي نفسه أن يعمل مديراً لأعمال البعض تحت مسمي " مستشار إعلامي " .. أو بالبلدي كده " المسئول عن حملات غسيل السمعة سواء بالدفاع الدائم أو شتيمة الآخرين " ، والبعض أيضاً رضي علي نفسه بأن يتذلل لمصور من اجل " سيشن " بينما الأصل أن الفنان كان – نعم كان – يذهب بنفسه لأى مجلة ليتصور بجانب حواره ، والأكثر آسفاً – وعاراً – أن البعض يتقاضي مبالغ من الفنانين كنسبة نظير تفاوضه مع الفضائيات علي اسعار ظهورهم .. سمسار فنانين يعني ، وطبيعي هنا ألا نلتفت للصغائر .. أن يقبل عزومة من فلان أو سفرية لتغطية حفلة مع فلانة .. المهانة اصبحت اسلوب حياة ..
بصراحة لا اعرف قيمة أن تعيش عمرك كله لتنتظر فلانة لترد علي التليفون بعدما تصحو من النوم لتقول لك إنها ستصور اليوم " فيديو كليب " سيقلب مسار الحياة في مصر ، ولا اعرف ماذا يقول الصحفي – او الصحفية لأهله ولنفسه – ولن نقول ماذا سيقول لربه – وهو يضيع عمره في متابعة صفحات السوشيال ميديا ليكتشف لنا صور " مايوهات " فلانة الفلانية في رحلة الساحل أو المطرب الفلاني وهو محتار في لون صبغة شعره الجديدة .. ستقولون عني متشدداً .. أو ربما من دعاة الرجعية .. عموماً أنا واضح تماماً ، هذا حقي وأنا حر .. ولن أعتبر اي مطرب أو مطربة .. أو ممثل أو ممثلة ضمن الفنانين الحقيقيين إلا إذا كانت أخلاقهم لا تنفصل عن مواهبهم ، أو بشكل أدق يظهرون كذلك أمام الناس لأن غيب القلوب لا يعلمه سوي الله عز وجل ، لابد أن يقدموا رسالة ويكون لوجودهم هدفاً .. طيب ، بما إنني مستاء جداً من المشهد ، لماذا الخوض في هذا " الوحل " ؟ .. آسف علي الإطالة .. والإجابة غداً بإذن الله .. وحتى نلتقي أبحثوا عنها في مقال منشور في " بوابة الشباب " بالأمس ..