توافدت أسر أهالي ضحايا مظاهرات الأقباط التي حدثت على أثر أحداث ماسبيرو على المستشفى القبطي منذ الساعة العاشرة من مساء أمس على المستشفى القبطي لاستلام جثثهم، وظل الوضع هكذا حتى دقائق قليلة مضت .. تصوير: محمود شعبان منذ صباح اليوم بدأت أعداد الأقباط في التزايد حيث أنضم إلى أسر الضحايا مجموعة من المتضامنين سواء من الأقباط أو المسلمين، فوصلت الأعداد إلى بضعة آلاف أمام باب مشرحة المستشفى، وبدأت هتافات المتظاهرين تشتعل مع خروج جثث الضحايا محملة في الصناديق، وكانت الهتافات كلها ضد الأمن ، وضد إطلاق النار على المتظاهرين ودهسهم تحت عجلات المدرعات، ولكن الأجواء كلها كانت توحي بتخبط القرارات بين المسئولين في إدارة المستشفى وقرارات القساوسة الذين حضروا منذ صباح اليوم إلى المستشفى، بخصوص تشريح جثث الضحايا، حيث قرر المستشفى تحويل الجثث إلى مشرحة زينهم وهو الأمر الذي أثار حفيظة أهالي الشهداء الذين شككوا في تقارير مشرحة زينهم ومعهد ناصر، حيث أن بعض الأهالي والمتضامنين من الأقباط الذين يعملون داخل المستشفى تحدثوا حول أن هناك بعض التقارير الملفقة التي خرجت من المستشفى القبطي نفسه، ولكن بإمكانهم السيطرة على ذلك طالما أن الأمر سيدور داخل المستشفى نفسها، بينما لن يستطيعوا السيطرة على التلفيق الذي سيجري في زينهم أو معهد ناصر.. يقول أحد موظفي المستشفى-رفض ذكر أسمه-: تم عمل تقارير المستشفى القبطي مساء أمس، ولكن هناك كلام حول تشريح الجثث لصدور تقارير أخرى من مشرحة زينهم والتي لا نضمن كيف ستصدر تقاريرها، فنحن نتوقع حدوث تلاعب في هذه التقارير، ولا نعلم الآن ما هي الجهة التي سوف نشكو لها مثل هذا التلاعب، بل في الواقع نرى أنه من الجهل تشريح جثث واضح على معالمها سبب الوفاة بالطلقات النارية ، فالآن يوجد بساحة المستشفى 17 قتيلاً تم التعرف على هويتهم بخلاف 4 قتلى داخل مشرحة المستشفى أتوا من جوار مبنى ماسبيرو ومازالوا مجهولي الهوية حتى الآن. كرم غبرائيل-محام قبطي- يقول: التلفزيون المصري يفبرك الحقائق فعدد القتلى أكبر بكثير مما يقولونه، ويساهم في تحريض رهيب لحشد الإخوان والسلفيين ضد الأقباط، وهو ما دفع عدداً كبيراً من البلطجية الذين هجموا على المستشفى القبطي مساء أمس لرشقها بالحجارة وقاموا بتكسير زجاجها وكافة السيارات المتوقفة أمامها، . ويضيف أمير نصيف-محام-: لنا شهداء في مشرحة زينهم ومعهد ناصر بخلاف الموجودين في المستشفى القبطي، ونؤكد أن كل التقارير التي خرجت من هناك "مضروبة"، بخلاف وجود تواطأ بين الطب الشرعي ومدير المستشفى القبطي حيث أن بعض التقارير التي صدرت مساء أمس كانت مغلوطة والبعض الآخر غير كاملة، فأحد التقارير أن أحد الشهداء أخذ طلقة في الفخذ وأخرى في الكلى اليسرى تسببت في نزيف داخلي برغم أنه من المعروف أن الضرب في هذه المناطق لا يؤدي إلى ذلك بل يأتي أثر الضرب في المخ أو القلب أو الرئتين أو الكبد فقط، وتقرير آخر لأحد الذين دهسوا بالمدرعات مكتوب بها "هرس" فقط دون أن يوضح الأداة التي أدت إلى ذلك. ويقول مايكل عريان-أحد أهالي الضحايا-: توفى أبن خالتي وأسمه صبحي جمال أثر طلق ناري نافذ في منطقة الفخذ ثم دهس بإحدى السيارات الملاكي المارة بالطريق، ونحن هنا معترضون على تشريح الجثث من الأساس وحتى لا نريد اتخاذ أي إجراء قانوني، وكل ما نريده هو دفن الجثث فقط. ريمون رفائيل- محام - يقول: تم وضع كل الجثث في محضر واحد فقط وهذا معناه أن تحويل جثة واحدة إلى الطب الشرعي أن كل الجثث سوف يتم تحويلها، وهو الأمر الذي حدث فعليا حيث خرج علينا مدير المستشفى ليقول أن الجثث كلها سوف تحول إلى الطب الشرعي ومن ثم يذهبون إلى الكاتدرائية ليتم الصلاة عليهم من قبل قداسة البابا قبل الدفن. المشهد داخل مشرحة المستشفى كان موحشا، حيث أن جثث الأربعة المجهولين ملقاة على الأرض وملفوفة بملاءات بيضاء والدماء في كل مكان على الأرض، فبعضهم واضح عليه أن أسباب الوفاة كانت الدهس والبعض الآخر أثر الطلقات النارية والكثير من الأقباط يتدافعون نحو باب المشرحة محاولة منهم للتعرف على الجثث، بينما قام بعض القساوسة بتهدئة الأوضاع ومن بينهم القس أندروس عزمي الذي كان على اتصال دائم بالنائب العام لترتيب تفاصيل حركة الجثث من المستشفى إلى مصلحة الطب الشرعي ومن ثم إلى الكاتدرائية ولتسهيل سرعة حدوث هذه الإجراءات، بينما دار كلام خطير بين مجموعة من الأقباط سواء من أهالي الشهداء أو المتضامنين، حول موقف البابا من هذه الأحداث، وأن لابد من تصعيد الأمر، وبدأت تدور بعض الشائعات حول تضخم عدد القتلى لأرقام غير واقعية . .. ولحظة بلحظة من داخل الكاتدرائية ! كتب : شريف بديع النور ووسط مشاعر حزينة بدأت مراسم صلاة الجنازة على قتلى أحداث ماسبيرو في الكاتدرائية المرقصية بالعباسية.. وكانت جثامين القتلى قد بدأت في الوصول تباعا إلى مقر الكاتدرائية، وقد خصصت لهم الكاتدرائية مكان لوضع توابيتهم أمام كرسي البابا في قاعة الإحتفالات الكبرى بالكاتدرائية، وقد بدأت مراسم الجنازة بعد وصول ثلاثة من نعوش القتلى من المستشفى القبطي والتي نقلوا إليها عقب أحداث الأمس، وكانت الكنيسة قد أرسلت النعوش للمستشفى في وقت مبكر اليوم. وقد أتخذت اجراءات أمنية مشددة في المناطق المحيطة بالكنيسة التى امتلأت عن آخرها بآلاف المسيحيين. الأقباط من حضور الجنازة رددوا هتافات غاضبة تنتقد المجلس العسكري وأوضاعهم في مصر، وقد التهبت القاعة بهتافات الحضور ومنها " بالروح بالدم نفديك يا شهيد، بالروح والدم نفديك يا صليب" غير هتافات أخرى منددة بالمجلس العسكري، وكان الحضور قد طردوا كاميرات التلفزيون المصري من القاعة في بداية الاحتفالية. وقد دعى المجمع المقدس الأقباط للصلاة والصوم 3 أيام على أرواح الشهداء، وقام البابا شنودة بالصلاة على الضحايا وقد ظهر عليه علامات الحزن والإعياء الشديد حيث لم يستطع التحرك إلا بمعاونة مساعديه.