كان ضمن وفد الإغاثة الذى سافر إلي للصومال محمد بشير وأشرف شوقي من جمعية مصر المحروسة ، فى اليوم الأول تمت مقابلة مع التاجر المورد للمواد الغذائية والاتفاق معه على توريد الكمية المطلوبة ، وبعد الاستلام يتم تسليم النقود . فى اليوم الثانى كان الانطلاق بعد صلاة الفجر إلى منطقة داداب لمخيمات اللاجئين وبها ثلاثة مخيمات (مخيم ايفو – ومخيم حجر دير – ومخيم دقحلي) ، تعتبر مخيمات داداب أكبر مخيمات العالم لللاجئين من حيث العدد والمساحة ، فيبلغ عدد اللاجئين أكثر من 450 ألف ، وقد أنشئت هذه المخيمات عام 1992 أبان الحرب الأهلية بالصومال ، ثم ازداد العدد عام بعد عام بسبب الجفاف ، ويروى محمد بشير ما حدث بعد ذلك قائلاً " وصلنا في تمام الساعة الثانية ظهرا، وتم استلام المواد الغذائية ، والاطمئنان على تعبئتها ، واصطحبنا بعض الأخوة إلى مخيم حجر دير لزيارته ، والتقينا بالمسئول الأول عن المخيم وأيضا عن المدرسة والتقينا أيضا بنائبه وبعض المدرسين ، ثم انتقلنا إلى مخيم آخر ملحق بهذا المخيم ولكنه أصغر منه في الحجم ، وعدنا إلى مدينة جاريسه على أن نرجع في اليوم التالي لتوزيع المواد الغذائية على مخيمي ايفو ودقحلي وحجر دير " . ويكمل " فى اليوم الثالث انطلقنا بمشئية الله قبل صلاة الفجر حتى نصل في الساعة السادسة صباحا لنبدأ توزيع المواد الغذائية ، وقابلنا الأخوة المسئولين عن المخيمات ورتبنا مسألة التوزيع وبدأنا بمخيم دقحلي وكان في غاية التنظيم وانتهينا في تمام الساعة التاسعة والنصف تقريبا ، ثم انطلقنا إلى مخيم ايفو وتابعنا التوزيع حتى الساعة الحادية عشر ، وقمنا بزيارة بعض المخيمات المفتوحة الأخرى بالقرب من المخيمات الرئيسية ووجدناها أكثر احتياجا ، ثم انطلقنا إلى مخيم حجر دير فصلينا الظهر والعصر جمعا ثم بدأنا التوزيع وانتهينا حوالي الساعة الثانية والنصف ، ورجعنا أدراجنا إلى نيروبي حيث وصلنا الساعة العاشرة والنصف تقريبا ، كانت هذه الأيام مملوءة بالمشاعر الجياشة الممتزجة بالحزن والسعادة معا ، مملوءة بالحزن على أحوال المسلمين والذل والهوان الذي رأيناه على الكثير من المسلمين الذين لا حول لهم ولا قوة وليس لديهم مقومات الحياة الكريمة ولا القدرات والمهارات وفرص العمل والإنتاج التي تجعلهم قادرين على الأخذ بزمام المبادرة وتحمل مسئولية عبء الدعوة ، ومملوءة بالسعادة لأننا تقابلنا مع إخواننا المستضعفين في الأرض وقدمنا لهم بعض الشيء الذي لا يذكر من الممكن والمتاح لدينا ، ولعل ذلك ينفعنا يوم لا ينفع مال ولا بنون إلا من أتى الله بقلب سليم " . ويضيف : مهما قرأت أو سمعت أو شاهدت على شاشات التلفاز لن تشعر بالمأساة التي يعيشها اللاجئون الصوماليون في مخيماتهم ، يكفي أن يقع نظر طفل أو امرأة أو رجل مسن على نظرك لتشعر بنظرات عينيه وهي تقول لك : أين أنتم ؟ أين أنتم من قول الله تعالي ( ويؤثرون على أنفسهم ولو كان بهم خصاصة ) ؟ أين أنتم من قول رسول الله صلى الله عليه وسلم (من لم يهتم بأمر المسلمين فليس منهم)؟ هذه أول قافلة إغاثة تأتي من شعب مصر لهذه المخيمات منذ أن أنشئت عام 1992 ، فقد ذهبنا إلى مدينة داداب على الحدود الكينية الصومالية والتي بها أكبر المخيمات في العالم من حيث المساحة والعدد ؛ فيبلغ عدد اللاجئين أكثر من 450 ألف لاجيء كلهم من الصومال وكلهم مسلمون وكلهم فقراء معدومون ، وموزعون على ثلاثة مخيمات رئيسية ( مخيم ايفو – مخيم دقحلي – مخيم حجر دير ) ، وكل مخيم يحتوي على عدة مخيمات صغيرة ، وإليكم المشهد في سطور : • عندما وصل اللاجئون الجدد وعددهم حوالي 150 ألف لاجيء منذ شهر ونصف استقبلهم إخوانهم اللاجئون القدامى فآوهم واقتسموا معهم الطعام والشراب ، واكتفت هيئة الأممالمتحدة والتي تشرف على المخيمات بتسجيلهم في سجلاتها فقط لحين تسويقهم لأن ليس لديها اعتماد لهم. • يتعامل موظفو الأممالمتحدة مع اللاجئين بنوع من التعالي والغطرسة واللامبالاة دون رحمة ويضنون عليهم حتى ولو بابتسامة إليستيكية مصطنعة ، مثلما يتعامل الأطباء والممرضين في استقبال الحوادث في مستشفيات مصر . • يعيش اللاجئون حياة في غاية الصعوبة ، فالطعام قليل وكذلك المياه وينتشر الكثير من الأمراض، والخيام لا تكفي الأعداد الغفيرة من اللاجئين فيبنون خيام من فروع الشجر ويكسونها بأكياس البلاستيك التي تأتي مع الطعام .. وكأن عجلة التاريخ رجعت للوراء آلاف السنين. • المشكلة تتفاقم عاما بعد عام ويزداد عدد اللاجئين كل عام وليس هناك نية لدى قوى الشر لحل المشكلة ولا لترك قوى الخير لحلها . • حل المشكلة يكمن في القضاء على الحرب الأهلية الداخلية التي بين الحكومة وحركة الشباب الإسلامي من خلال الدول الإسلامية والعربية وليس أمريكا والغرب ، وكذلك القضاء على الجفاف ببناء السدود على نهري جوبا وشبيلي تجنبا للفيضانات المدمرة ثم الجفاف بعد ذلك ، وبناء محطات لتحلية مياه البحر ، وحفر الآبار في المناطق الداخلية .. وهذه من الممكن أن تساعد فيها المؤسسات الخيرية الإسلامية والعربية الكبرى إن عجزت الحكومات الإسلامية والعربية ؛ وبهذه الطريقة نحل المشكلة بطريقة تمنع تكرارها ، بدلا من انتظار المزيد من اللاجئين عاما بعد عام . • هل الأممالمتحدة لا تستطيع المساعدة في حل مشكلة الجفاف أم أنها مستفيدة من هذا الوضع وتعمل على استمراره لتنمية مواردها ، ولتحقيق مصالح قوى الشر للموقع الاستراتيجي للصومال . • يقول المثل : " ما حك جلدك مثل ظفرك .. فتول أنت جميع أمرك" ، ولكن للأسف قلمت الأظافر جبرا أو بالتراضي مع البعض ، وكلما نمت قلمت مرة تلو الأخرى ، نحن في حاجة إلى ثورة على تقليم الأظافر حتى تنمو ونستطيع أن نحك بها ، فما أكثر المواضع التي تحتاج إلى حك في جسد الأمة .