أصدر الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب شيخ الأزهر بيانا ناشد فيه حكام العرب عامة وخاصة حكام سوريا واليمن أن يستجيبوا لإرادة شعوبهم في الحصول على حقوقهم المشروعة، وقال: على الحكام أن يتذكروا أن كل قطرةِ دمٍ تُراقُ من دماء المسلمين أغلى من كل مناصب الدنيا وسلطاتها، وأضاف أن الأزهر الشريف -انطلاقاً من واجبه الإسلامي والقومي والوطني خاصة في تلك الظروف الدقيقة التي تمر بها شعوبنا العربية فى مرحلتها الجديدة وتَكتبُ فيها صفحةً حرةً من تاريخها الممتدّ فى هذه المنطقة المركزية من العالم- يتوجه إلى الحُكّام العرب بالنّصيحة التى أمرنا بها النبى صلى الله عليه وسلم في قوله الشريف: "الدين النصيحة، "قلنا: لمن؟ قال: لله، ولكتابه، ولرسوله، ولأئمة المسلمين وعامتهم"، ويطالبهم وأن (كل المسلم على المسلم حرام: دمه وماله وعرضه) كما قال (الصادق المصدوق)، صلى الله عليه وسلم، مذكّرُهُم الأزهر بموقفهم بين يدي رب العالمين ومحاسبتهم عن شعوبهم فرداً فرداً يقول تعالى: ? يَوْمَ لَا يَنفَعُ مَالٌ وَلَا بَنُونَ * إِلَّا مَنْ أَتَى اللَّهَ بِقَلْبٍ سَلِيمٍ? صدق الله العظيم.
ويناشد الإمام الأكبر شعوب العالم العربي خاصة في اليمن وسوريا ألّا تخرج عن نهجها السلمي الذي بهر العالم وأثمر ثمرته الطيبة في مصرَ وتونس، ونادي الشعوب العربية أن يعملوا على الحفاظ على وحدة النسيج الاجتماعي لأوطانهم، ويضربوا المثل في مراعاة العدل والإنصاف وسيادة القانون، بما يتفق مع حضارتهم ومع روح الإسلام الحنيف، وألا يمكنوا المترصدين من أعداء العروبة والإسلام من اختراقهم والعبث بمقدراتهم ومواردهم، فما وجدتم ولا وجدنا من هؤلاء الأعداء - إلا الأنانية والاستغلال.
كما حذر الأزهر في بيانه خاصة بعد الأحداث الأخيرة على الحدود المصرية، من غضبة الشعب المصرى الأبى الذي فاض به الكيل من تصرفات العدو الذي لا يراعى العهود ولا المواثيق، وينذره بيوم الحساب على ما اقترف من جرائم فى الماضى والحاضر، مضيفا أن الأزهر يحيى القوات المسلحة وقوات الشرطة ويشد على أيديهم ويترحم على شهداء الوطن ويتقدم بالعزاء لأهلهم وذويهم، كما يحيى الأزهر شباب مصر الثائر الذين انتفضوا لكرامة وطنهم، ودماء إخوانهم، وأبدوا من الوعى الحضارى فى رفضهم للتصرفات الهمجية العدوانية ما لفت أنظار العالم إلى روح مصر الجديدة الثائرة، والتى سوف تضطر المعتدين إلى أن يحسبوا لها ألف حساب.