خلال الأيام القليلة الماضية أصبحت فكرة البحث عن البوكيمون هي الجملة الأكثر تداولا من خلال النشطاء على مواقع التواصل الإجتماعي.. وما تبين بعد ذلك أن البحث عن البوكيمون يأتي في إطار لعبة "Pokémon Go" الإلكترونية التي تم طرح نسختها التجريبية من قبل شركة نينتيندو اليابانية مؤخرا عبر المتاجر الإلكترونية، ولكنها قوبلت بإقبال غير مسبوق وحققت نجاحا جماهيريا لم تحققه النسخ التجريبية من الألعاب الإلكترونية التي سبق طرحها من قبل إلى درجة ساهمت بشكل كبير في رفع قيمة أسهم الشركة المنتجة في بورصة طوكيو.. وتدور فكرة اللعبة حول قيام اللاعب بالبحث عن البوكيمون أو "وحوش الجيب" في كل مكان، حيث أن تفاعلية اللعبة تعتبر الأكثر إثارة بين الألعاب والتي تعتمد على حركة اللاعب سواء في البيت أو العمل أو الشارع، فتعتمد اللعبة على عثور اللاعب على البوكيمون بالأماكن المحيطة به وذلك من خلال خريطة شييهة بخرائط جوجل ثم فتح كاميرا الهاتف، وعلى المستخدم أن يتوقع العثور على بوكيمون في غرفة نومه أو في حوض المطبخ أو في منزل الجيران أو حتى في مكتب مديره بالعمل، لذلك فإن اللعبة تتطلب المغامرة والحماس للمشي، وبعد أن يعثر على عناصر البوكيمون يقوم بتدريبها وعمل منافسات بينها لاختيار الأقوى وتكوين جيشه الخاص لينافس بعد ذلك جيوش لاعبين آخرين سواء من الأصدقاء أو لاعبين لنفس اللعبة حول العالم.. الطريف أن فكرة الهوس باللعبة لم تكن من خلال تداول النشطاء تأثيرها عليهم من خلال السوشيال ميديا فقط، بينما ممارستهم للعبة أيضا كانت في حد ذاتها أحد أنواع الهوس، وقد تناقلت الأخبار عن قيام بعض اللاعبين في الولاياتالمتحدةالأمريكية بدخولهم إلى أقسام الشرطة ليبحثون بداخلها عن البوكيمون لتكوين جيوشهم.. ويعتبر نجاح اللعبة مبني على عاملين أساسيين، الأول هو أسم اللعبة الذي ارتبط مع شريحة الشباب وتحديدا جيل الثمانينات والتسعينيات حيث أطلقت شركة نينتندو ألعاب فيديو خاصة بها حققت شعبية كبيرة وتحولت إلى مسلسل كرتوني حقق نسب مشاهدة عالية عالميا حتى أنه تم دبلجته للغة العربية، ويدور المسلسل حول فتى يبلغ من العمر 10 سنوات يحمل اسم آش كيتشام يحلم بأن يصبح بطل البوكيمون في العالم، وعرض المسلسل أول مرة في الوطن العربي على القناة الثانية بالتليفزيون المصري وقناة MBC عام 2000 ، وهو ما ساهم في وجود رابط نوستاليجي بين اللعبة وبين شريحة كبيرة من جمهور البوكيمون القدامى، أما السبب الثاني فله علاقة بواقعية اللعبة وربط العالم الافتراضي بعامل المكان وحركة اللاعب في حياته الحقيقية، وهو الأمر الذي أضاف إليها طابع الإثارة طوال ممارستها، وهو الأمر الذي جعل البعض يحذرون من فكرة الاستغراق في ممارسة اللعبة وتأثيره على حياتهم الشخصية والعملية، بخلاف أن شرطة ولاية ميزوري الأميركية أعلنت أن هناك عصابة مسلحة استخدمت اللعبة لتحديد مكان ضحاياها والإيقاع بهم، وبرغم أن تطبيق اللعبة يطلب من ممارسيها توخي الحذر لكن العديد من مستخدمي اللعبة انتهى المطاف بهم في المستشفيات، كما عثرت إحدى الفتيات على جثة أثناء محاولتها إصطياد بوكيمون مائي !!