بعد مشوار كبير مع الأغنية الشعبية لأكثر من 30 عاما ، توفى اليوم الفنان حسن الأسمر عن عمر يناهز ال52 عاماً ، فقد بدأ حياته الفنية مع منتصف ثمانينيات القرن الماضى وأستطاع أن ينافس بحرفية عالية نجوم الفن الشعبى فى هذا الوقت، والذى ساعده على ذلك هو موهبته الكبيرة فى الغناء وصوته المميز الممزوج بنبرة شجن كانت دائما الطابع على أغانيه ومواويله . وكان معروف عنه بين أبناء وسطه الشهامه والطيبة، وهذا ماجعل العديد من مطربي الفن الشعبى من أبناء الجيل الحالي وجيل الراحل يحرصون على تشيع جنازته اليوم، وفى تصريح خاص لبوابة الشباب يقول الفنان أحمد عدوية : كان أبن بلد وجدع وكله شهامه ورجولة وكرم ، ولا أنسى العام الماضى كنت أنا وهو وإيمان البحر درويش فى دبى نقوم بإحياء حفل لأحد المهرجانات ونظرا لظروفى الصحية كان حسن دائما يرافقنى ولايتركنى بمفردى تماما فكنت أشعر بأنه أخ حقيقى، وكان من أصدقاء الوسط الذين دائما كنا على أتصال ببعضنا البعض، وأخر مرة قابلته كان قبل رمضان مباشرة فى أحدى الحفلات وجلسنا مع بعض لفترة طويلة ، وكان فى هذه المرة يتذكر مواقف قديمة جمعتنا سويا ويضحك من قلبه بشدة، وكانه كان يودعنى، ولكن فى النهاية لا أملك غير أن أتوجه الى الله بالدعاء فى هذه الأيام المباركة بأن يتقبله برحمته ويجعل قبره روضة من رياض الجنة. أما الفنان عبد الباسط حمودة فيقول : أول ما علمت بخبر وفاة حسن الأسمر الله يرحمه، ظللت فى حالة شرود ، مر أمام عينى شريط طويل من الذكريات وكل المواقف التى جمعتنى به، فكنت أعتبره نجم الموال الأول فى مصر، وللأسف هذه الحنجرة الذهبية لم يعطها الإعلام حقها فى السنوات الأخيرة، ولكن كل هذا كان لايفرق معه .. حسن الله يرحمه كان طيباً لأقصى درجة. حسن الأسمر ولد في 21 أكتوبر 1959 في حي العباسية بالقاهرة بينما تنتمي أصوله إلى صعيد مصر وتحديدا محافظة قنا ليتحول سريعا في النصف الثاني من ثمانينات القرن الماضي إلى أحد أشهر مطربي اللون الشعبي في الشارع المصري وتتخطفه السينما ليقدم عددا من الأفلام إضافة إلى عدة مسرحيات ومسلسلات تلفزيونية ، وكان آخر ظهور لحسن الأسمر في رمضان الجاري من خلال إعلان تجاري لصالح إحدى شركات الهاتف المحمول ، وظل الأسمر غائبا عن الساحة الفنية منذ ظهور محدود له في مسلسل "قمر" مع فيفي عبده عام 2008 لكنه ظهر إعلاميا نهاية الشهر الماضي في أعقاب ما سمي في مصر ب"موقعة العباسية"، حيث أعلن أنه بصدد إقامة دعوى قضائية ومعه عدد كبير من أهالي منطقة العباسية ضد حركة "شباب 6 أبريل" التي وصفتهم ب"البلطجية" في مسيرة إلى المجلس العسكري ، وقد واشتهر بمجموعة من الأغنيات التي رددها المصريون بينها "توهان توهان" و"كتاب حياتي يا عين" و"أنا أنا الواد الجن" و"مش حسيبك" و"أعملك إيه حيرتني" و"اتخدعنا" و"طعم الأيام" و"متشكرين" وكانت معظم أغانيه ذات طابع حزين إضافة إلى شهرته الواسعة في تقديم "المواويل" ، كما قدم عددا من المسرحيات الشهيرة بينها "باللو باللو" و"حمري جمري" وشارك في بطولة أفلام عدة بينها "ليلة ساخنة" و"امرأة وخمسة رجال" و"زيارة السيد الرئيس" وكانت له مشاركة بارزة في المسلسل التلفزيوني الشهير "أرابيسك" ، وورث المطرب الراحل شهرة واسعة كانت للمطرب الشعبي أحمد عدوية الذي اختفى عن الساحة عقب حادث تعرض له ، وتميز حسن الأسمر بأنه أكثر شبها بطبقة العمال المصرية التي كانت بدأت تتخذ مكانها في المجتمع المصري وتكون ثقافتها الخاصة بها. وقد شيعت جنازة حسن الأسمر، ظهر اليوم ، من مسجد النور بالعباسية، بعد أن وافته المنية عقب إصابته بجلطة فى القلب وتم إيداعه بمستشفى كليوباترا بمصر الجديدة ولكن جاءت الجلطة شديدة ولم يتحملها القلب، وفارق الحياة فى الحال ، وشهد صلاة الجنازة عدد من النجوم مثل الفنان سعد الصغير، وريكو، وسامح يسرى، وعبد الباسط حمودة، وفيصل خورشد، وهوبا، والمطربة هدى، وعدد من المطربين الشعبيين وأصدقاء الفنان الراحل حسن الأسمر، وعدد من أقاربه، وأسرته، خاصة وأنه من منطقة العباسية ، وحسب كلام الفنان هاني الأسمر، نجل الفنان الراحل ، فإن والده أصيب بإعياء في ثاني أيام شهر رمضان المبارك بعد أدائه لصلاة العشاء والتراويح ، وتم نقله إلى مستشفى كليوباترا بمصر الجديدة ، حيث شخص الأطباء حالته بجلطة في القلب ، وتحسنت حالته وكان مقررا له الخروج من المستشفى قريبا إلا أنه توفى في الواحدة بعد منتصف ليل أمس بعد إصابته بنوبة قلبية مفاجئة.