" هجرة القصّر قنبلة موقوتة تهدد الأمن القومي".. هذا ما كشفت عنه اليوم نبيلة مكرم وزيرة الهجرة وشئون المصريين في الخارج.. مؤكدة أن هناك حوالي 2500 طفل مصري موجود بطريقة غير شرعية في إيطاليا.. ويتم استغلالهم للعمل في المخدرات والدعارة.. مؤكدة أن هؤلاء الأطفال يتم إلحاقهم بمدرسة أو مراكز إيواء ليتعلمون حرفة يدوية، ولكن الأطفال المصريين يهربون من هذه المراكز ويذهبون إلى سوق الخضار للبحث عن عمل، ولكن تاجر الخضار يستغل عدم وجودهم بشكل قانوني ويلحقهم بالعمل في المخدرات والدعارة، وأي شيء يطلب من الطفل يفعله، كما أن الكارثة أنهم يخرجون من مصر بدون أي إثبات شخصية هذا التحذير لم يكن الأول لوزيرة شئون الهجرة، حيث أكدت منذ عدة أشهر أن هذه القضية ليست جديدة، ولكنها تحدث منذ سنوات حيث يهرب الأطفال الصغار على السفن التي تحملهم إلى شواطئ إيطاليا، وتتراوح أعمار هؤلاء الأطفال بين 7 سنوات و13 سنة، ومعظمهم من قرى الصعيد وهذا الطفل المهاجر لا يحمل أي شئ يؤكد شخصيته غير شهادة ميلاد، وقالت الوزيرة أن هؤلاء الأطفال يهاجرون بدافع من آبائهم للعمل هناك وتحويل الأموال بل إن منهم من كان يبكى لأنه لا يستطيع العودة خوفا من أبيه الذي أرغمه على السفر وقالت الوزيرة أنها تتابع هذه القضية منذ كانت تعمل قنصلا في سفارتنا في روما، حيث كانت السلطات الإيطالية تطلب منها استمارة بيانات عن كل طفل حتى يتم توثيق حالته في مركز الإيواء، ولكي يتعلم حرفة أو يعمل في أي مكان، وأنها كانت دائما تزور مراكز إيواء هؤلاء الأطفال للاطمئنان عليهم ولكن من الواضح أن الموضوع أكبر من العدد الذي ذكرته وزيرة الهجرة، فقد كشف سفير الاتحاد الأوروبي لدى مصر جيمس موران أن 60% من المهاجرين المصريين غير الشرعيين إلى إيطاليا" أطفال وقصّر"، وهناك إحصائيات أخرى تؤكد أنه يصل إلى إيطاليا سنويا حوالي 500 من المصريين صغيري السن والمهاجرين بشكل غير شرعي تتراوح أعمارهم بين 14 -18 سنة بجانب ذلك هناك من يستغل الأطفال في أمور أخرى.. ففي العام الماضي قالت صحيفة "الجارديان" البريطانية، إن المهربين في مصر وليبيا، يستغلون الأطفال لقيادة قوارب المهاجرين غير الشرعيين إلى إيطاليا، في محاولة للتهرب من السلطات الإيطالية، بعد احتجاز، وسجن الكثير من هؤلاء المراهقين من قبل السلطات الإيطالية، الذين يواجهون أحكاما تصل إلى 15 عاما في السجن وغرامات تصل إلى مئات الآلاف من اليورو، وتابعت أنه خلال هذا العام، تم إلقاء القبض على 18 طفلاً، وإرسالهم إلى السجن في مدينة كاتانيا، في جزيرة صقلية، بتهمة تهريب المهاجرين غير الشرعيين، بينما يحتجز آخرون في مراكز احتجاز الأحداث في مدن أجريجنتو، وباليرمو، وسيراكوزا، ووريجيو، وكالابريا الإيطالية. ونقلت الصحيفة عن قاصر مصر تورط في تهريب المهاجرين الغير شرعيين، من مركز احتجاز "فوستر" في كاتانيا، قوله إنه "عندما كان في الخامسة عشر، أرسلتني السلطات الإيطالية إلى السجن، بتهمة المساعدة، والتحريض على الهجرة غير الشرعية، والاشتراك في التنظيمات الجنائية الخطرة، ويروي الشاب، 19 عامًا ، وكيف تم استدراكه لقيادة القارب لتهريب المهاجرين الغير شرعين". وأضاف أنهم عرضوا عليه وظيفة صياد على متن قارب، لكن عندما غادروا الإسكندرية، قالوا أنهم في طريقهم لتهريب 100 شخص إلى أوروبا، وعندها حاولت التمرد، كان قائد القارب يحمل سلاحا وهدده. وأضاف أنه أدرك أننا ذاهبون إلى السجن عندما قال أحد أفراد الطاقم أن السلطات الإيطالية كانت في طريقها لإلقاء القبض عليهم، عندها شعر باليأس، وبدأ في البكاء، ونقلت الجارديان، عن أحد المحامين الذين يدافعون عن القاصرين الذين يواجهون أحكامًا بالسجن لفترات طويلة قولهم "لقد تعرض الأطفال المحتجزون للتهديد، والاختطاف، وأساليب الخداع، لقيادة قوارب المهربين، فالأطفال المجندون من ليبيا، محتجزون الآن في السجون الإيطالية، وكانوا يتعلمون قيادة القوارب في مقابل السفر المجاني أو المنخفض التكاليف إلى أوروبا". خالد نبيل شاب مصري كان له تجربة مع الهجرة غير الشرعية إلى إيطاليا ويتحدث عن حكاية الأطفال مع الهجرة ويقول: الأطفال أقل من سن 18 سنة يهاجرون إلى إيطاليا من أجل الحصول على الإقامة، فأي طفل في هذا السن له حق الإقامة والرعاية والدراسة أيضا، وهو أمر مضمون، وبعد وصوله لسن 18 تكون أمامه فرص عمل، وهناك من يرسل أطفاله من أجل العمل بعيدا عن الإقامة ولو لم يلقى القبض عليه يستطيع أن يعيش حياته، ولكن في الغالب ما يحدث هو أن الطفل يسلم نفسه للسلطات هناك من أجل الإقامة، وهم يهاجرون مثل أي مهاجرين غير شرعيين عن طريق الاتفاق مع سماسرة وعلى مراكب تنطلق من البرلس أو أي مكان آخر حسب الاتفاق