يرى الدكتور والمفكر محمد سليم العوا نفسه جندي في هذا الوطن، ولا يجوز أن يتأخر عنه.. والتعجيل بالإعلان عن نيته في الترشيح لرئاسة الجمهورية فائدة عامة.. وخاصة أنه يعطى فرصة له وللناس أن يتعرفون على الوضع أكثر.. وأشار إلي أنه يعمل في العمل السياسي منذ نعومة أظافره.. وذلك ليس لمجد شخصي ولكن لخدمة الصالح العام.. وقد حان الوقت للعمل السياسي العام المباشر على مستوى أوسع.. ويري أن تخليه عن الشعب المصري في هذا الوقت الراهن خيانة لهم.. وقد جاء ذلك من خلال لقاءه مع مني الشاذلي في برنامج العاشرة مساء، حيث أكد أنه بالفعل الأب الروحي لحزب الوسط، وأنه أحد الداعمين لهذا الكيان الحزبي على مدار 16 عام، ولكنه لم يكن أبدا عضوا فيه، لأنه لا يستطيع أن يكون جزءا من أى منظومة حزبية أو سياسية، ولا يوجد أى كيان له حق أو فضل عليه. وعن برنامجه الانتخابي أكد العوا على أنه يعمل على هذا المشروع منذ 40 سنة، فهو يطمح إلى تحقيق دولة وسطية حضارية قومية عربية أفريقية، وهذا سيتحقق عن طريق نصرة الفقير على الفقر نفسه، لأننا لن نعادى الغنى، وأيضا نصرة العاجز على عجزه، ونصرة الوطن ليس على أبناء الوطن كما كان يحدث أيام الحكومة السابقة، بل نصرته على أعداء الوطن، وهذه المعالم الأساسية لبرنامجه الانتخابي. كما أكد العوا أنه يتعامل مع الواقع ولا يتعامل مع المصطلحات، فالدولة الإسلامية دورها هو تحقيق المصالح وإبعاد المفاسد، فالدولة الإسلامية يجب أن تقوم على حماية أي ديانة، فهي تقوم بحماية حقوق المسلم والقبطي واللا ديني، والذي غير مسموح به هو إنكار الأديان، لأن هذا سيؤدى إلى إحداث فتنة. وأضاف العوا أن المسلمين قادرون على تأدية الصلاة في أى مكان، لأن الدين الإسلامي حثهم على ذلك، فإذا أقيمت الصلاة يؤدوها في مكانهم، ولكن الأخوة الأقباط واليهود لا يستطيعون تأدية طقوسهم الدينية إلا في الكنيسة أو في المعبد، لذلك على الدولة الالتزام ببناء عدد من الكنائس الكافي لأعداد الأقباط المتزايد، وليس من العدل أن يصدر إذن بناء الكنيسة من رئيس الجمهورية، فهم مثلهم مثل المسلمين من المفترض أن يحصلوا على التصريح من السلطة المحلية، ولكن لابد أن تراعى الدراسات الميدانية الأمنية، لأننا في عصر كثر فيه الشغب وقلة الأدب . وأشار العوا إلي أن مصر بها ثلاث مشكلات كبيرة، وهى التعليم والصحة والاقتصاد، مما أدي إلى تخبط برامج مرشحي الرئاسة، ولكن من وجهة نظره هناك مشكلة رابعة وهى استرداد المكانة العربية، وأيضا يجب إزالة التنافس الداخلي المرضى الضار، وإذا حدث ذلك في البرلمان الجديد فهذا معناه أننا لم نقم بثورة، ففي مرحلة التكوين يجب أن يكون الهدف موحد، وهو مصلحة الوطن، وفى هذا السياق يعيب العوا على الحكومة التي تركت من أقاموا المباني على الأراضي الزراعية، مما أدى إلي بوار خمسة أفدنة يوميا من أراضى مصر، فيجب هدم هذه المباني وإعادة استصلاح الأراضي مرة أخرى. وتطرق الدكتور العوا إلى الجدل حول الدستور أولا أم الانتخابات، وأنه يميل إلى فكرة التعديلات الدستورية التي وافق عليها 14 مليون مصري، ولو كان هذا الرقم صوت بلا كان سيدافع عن هذه الأغلبية، فيري أن كون الانتخابات البرلمانية أولا ليست مسألة دينية بالرغم من انزعاجه من تدين التصويت، وأيضا انزعج من الكلام والجدل الذي حدث حول المادة الثانية من الدستور، ومن العبث الذي حدث بعد النتيجة، وكأنه كان انتصار دين على آخر، أما عن علاقته بالأقباط فأكد أنها علاقة حميمة، ولا يعتقد أن التصويت لمحمد سليم العوا سيكون على أساس ديني. وأكد الدكتور العوا أنه لا يوجد ما يسمى بالسيدة الأولى، واعترض على تسمية زوجته أماني العشماوي بسيدة مصر الأولى المقترحة، لأنه لا يوجد دور دستوري مقبول لزوجة الرئيس، فهي لا شان لها في الدولة، ثم بدأ يسرد قصة زوجته ابنة القيادي الإخواني حسن العشماوي وجدها محمد العشماوي وزير المعارف سابقا، وهو الذي أسس المسرح القومي ومكتشف راقية إبراهيم اليهودية التي كان اسمها راشيل، فهو من أطلق عليها اسم راقية إبراهيم، وهو أحد الذين أسسوا نظام الكشافة المصرية وأول من وضع أول قانون مرافعات مصري حديث، أما أماني نفسها فهي كاتبة في أدب الأطفال، وكانت متزوجة من قبل، ولكن زوجها الأول توفى، وترك لها ثلاث أبناء، بجانب أن زوجته أيضا توفت وتركت له خمسة أطفال ثلاث بنات وولدين، وأكد أنهم يتناقشان في كل ما يصرح به علنا، و90% مما يكتبه لابد أن يعرض عليها أولا، ولكنها معترضة على ترشيحه للرئاسة، لأنها ترى هذا المنصب هم ثقيل.