احتشد اليوم الآلاف فى ميدان التحرير رافعين شعارات تطالب بنصرة فلسطين والزحف المقدس إلى المسجد الأقصى ، وتطالب فى الوقت نفسه بوحدة المصريين ونبذ الفرقة والشقاق .. تصوير: محمد لطفى وقد امتزجت اليوم مطالب الثورة المصرية بمطالب تحرير فلسطين ومطالب جميع الثورات العربية التى كانت حاضرة اليوم بأعلامها وروحها فى الميدان .. ومن جانب آخر فقد طالبت العديد من القوى السياسية بإعادة النظر فى اتفاقية السلام كما أعلن عن تنظيم ما سمى ب"جيش محمد" لتحرير القدس كما طالب بعض الشباب فى هتافاتهم بفتح الباب للجهاد .. فى البداية ادت جماهير الثورة صلاة الجمعة والغائب على أرواح شهداء الثورات العربية حيث قال الشيخ مظهر شاهين فى خطبة الميدان اليوم: يا شعب مصر تفرقكم كاميليا شحاته ولا يجمعكم القدس الشريف والأقصى .. يا شعب مصر جمعكم ميدان التحرير وتفرقكم كاميليا؟ .. ما هذا العبث هذه ليست طبيعة المصريين على الإطلاق إننا فى امس الحاجة لبناء دولة قوية ومتى نقف على أرجلنا وهذا هو الهدف الأول الآن فإننا سنقوم بعد ذلك بالزحف إلى بيت المقدس لتحرير فلسطين من الصهاينة .. أتظل قدس الله تنعى شعبها .. أتظل جرحا فى الحنايا غائرا.. إننا ندعوا الله أن يوفقنا إلى اليوم الذى نذهب فيه إلى فلسطين بعد بناء دولة قوية موحدة الأمن فيها مستقر والصفوف فيها متساوية والجنود فيها مستعدون .. ورسمت خطبة الجمعة الطريق إلى القدس حيث قال الشيخ مظهر شاهين: الخطوة الأولى فى تحرير فلسطين هى بناء دولة مصرية قوية عسكريا واقتصاديا واجتماعيا وان تكون دولة متحدة بين عنصريها لا يفرق بين مسلميها ومسيحييها أحد والوحدة الوطنية قوة ويخشى منها العدو ولذلك يسعى لتفريقنا وبذر بذور الفتنة والشقاق والفتنة التى يريدونها هى فتنة مختلقة والدليل أن دماء المسلمين والمسيحيين سالت جنبا إلى جنب فى وقت واحد فى إمبابة وهنا فى ميدان التحرير أيام الثورة المجيدة ولذلك سنبقى شعبا واحدا وأمة واحدة كما ان قضية فلسطين ليست قضية المسلمين وحدهم فكما ان مسجدنا هناك فإن كنيسة المسيحيين هناك هى قضية الأمة المصرية وهى قضية العرب جميعا .. آه يا عرب نسيتم قضيتكم واهتممتم بجمع الأموال والأولاد آه يا حكام المسلمين آتاكم الله الملك وولاكم على امور المسلمين وأوصاكم الله بالقدس الشريف فى كتابه العزيز ولكنكم خزلتموه ونسيتم هذه القضية الأخطر فى تاريخ الأمة العربية والإسلامية وقبضتم ثمن هذا النسيان من أجل كراسيكم فيا حكام العرب لقد خنتم بلادكم وخنتم قضيتكم فعقابكم عند الله شديد ، وآه يا مبارك عقابك عند الله فلقد جوعت شعب فلسطين وحبست عنهم المال والدواء من أجل أن يجلس ابنك على الكرسى لكن الله أبى ولكن إرادة الشعب أبت إلا أن تتخلص من جميع هؤلاء الخونة وستأبى إلى ما شاء الله حتى تعود فلسطين المستقلة إلينا وعاصمتها القدس الشريف فهذه عقيدتنا التى نصلى جميعا من اجلها. وعادت خطبة الجمعة لكى تؤكد على باقى مطالب الثورة المصرية التى لم تتحقق بعد حيث طالب الخطيب باسم ميدان التحرير بسرعة إجراء المحاكمات لرموز النظام من الفاسدين حيث لم يعد الوقت كافيا للبطء والتقهقر كما ناشدت خطبة الجمعة الدكتور عصام شرف سرعة حل المحليات وإقالة رؤساء الجامعات وتطهير الإعلام من رموز النظام السابق وإكمال عملية التطهير حتى تشمل جميع القطاعات . وعقب صلاة الجمعة احتشدت المنصة بالنشطاء السياسيين وقادة الحركات السياسية حيث تكلم فى البداية الشيخ صفوت حجازى وقال هناك رسائل ينبغى أن تصل للجميع وهى : - ثورتنا مستمرة ولن تهدأ حتى يكون عندنا دستور يرضى به جميع المصريين وحتى يكون عندنا برلمان منتخب ورئيس مدنى يرضى عنه كل المصريين . - إننا سنحرر بيت المقدس وهذه رسالة نوجهها للعالم كله ونحن لا نقول كلاما. - إلى المجلس العسكرى ومجلس الوزراء لماذا تتشبثون بهؤلاء المحافظين الذين يمثلون النظام السابق ، فهناك عشرة محافظين من بقايا الحزب الوطنى ومن رجال الداخلية والأمن ونحن لا نريدهم أن يحكموا فى بلادنا. - هناك سبعة وزراء لا نريدهم فهذه وزارة الثورة وليست وزارة عصام شرف وعلى رأس هؤلاء الوزير محسن النعمانى . - ينبغى تطهير آداة الحكم من الفاسدين ومن رموز الماضى وتطهير الإعلام ممن يديرونه للخلف وعلى رأسهم الدكتور يحيى الجمل - يا شعب مصر لا خضوع لأحد ولن نسمح للبلطجية وفلول الحزب المنحل أن يهددوا وحدتنا والمسلمون والمسسيحيون يدا واحدة وسنبقى كذلك أبد الدهر وسننطلق معا إلى أرض فلسطين لتحرير بيت المقدس تم تلى نائب رئيس مجلس الدولة بيان اللجنة التنسيقية لجماهير الثورة والذى اشتمل على عدد من المطالب والنقاط وهى : - التأكيد على نصرة شعب فلسطين - التأكيد على الوحدة الوطنية والوقوف يدا واحدة ضد اى محاولات لإثارة الفتنة - حل المجالس المحلية - اقالة يحيى الجمل ومحسن النعمانى - على وزارة الداخلية ان تبذل قصارى جهدها لضمان الأمن للشعب - العفو الفورى عن جميع المعتقلين السياسيين ومن بينهم معتقلى يوم التاسع من مارس. - دعم المصالحة الوطنية بين فتح وحماس - رفع الحصار عن غزة وفتح معبر رفح بشكل شامل ودائم - الاعتراف بدولة فلسطين فى القريب العاجل - التضامن مع جميع الشعوب العربية فى ثوراتها من اجل الحرية وأعلن البيان ان شباب الثورة سوف يطرحون قريبا خمسة مشروعات قومية عاجلة للبدء فى بناء الدولة المصرية الحديثة واكد البيان أيضا على ان مصر تحتاج إلى ثورة فى القيم وفى العادات والتقاليد وان تقوم هذه الثورة على فكرة المواطنة والمساواة وسيادة القانون. وتحدث الدكتور جمال زهران النائب السابق بمجلس العشب والناشط السياسى حيث طالب بابعاد الدكتور مصطفى الفقى عن اى تكليف سياسى لأنه من رموز النظام السابق وكان واحد من أبرز مؤيديه ومع ذلك يظهر فى الصورة باعتباره مناضلا شريفا وطالب أيضا بسقوط الدكتور زاهى حواس ووصفه ب " حرامى الآثار " وطالب زهران بتنظيم مليونية جديدة إذا لم يتم الاستجابة لمطالب الثورة الباقية. أما جورج إسحاق قفد قدم التحية للشهداء وذكر ان الذى تعرض للحرق فى احداث إمبابة ليس مجرد كنيسة وإنما أحد أملاك المصريين وشدد على اهمية وحدة الصفوف والوحدة الوطنية من اجل نزع فتيل الأزمة كما طالب أيضا بتأجيل الانتخابات البرلمانية حتى ديسمبر ، لكن جماهير المليونية واجهت هذا المطلب بالرفض القاطع ، وعن الإخوان المسليمن تحدث الدكتور محمد على بشر عضو مكتب الإرشاد بالجماعة واكد على دعم الإخوان لنصرة القضية الفلسطينية وعلى وحدة الشعب المصرى واتهم مبارك ونظامه بإضاعة حقوق الشعب الفلسطينى وحصاره وتجويعه ومن جانبه أعلن المستشار زكريا عبد العزيز على المنصة عن تأسيس أول ائتلاف للثوار العرب لدعم الثورات العربية فى مصر واليمن وليبيا وتونس والعراق وسوريا، كما طالب المستشار الخضيرى بأهيمة وحدة المصريين وحذر من العبث بها.