بالمزمار البلدي استقبلت المذيعة هالة سرحان استقبال الفاتحين بعد عودتها للقاهرة وشعرت من حفاوة الاستقبال في المطار أنني أمام زعيمة وطنية كانت في المنفى ثم عادت بعد سقوط النظام رغم أن الحقيقة ابعد ما تكون عن ذلك. فالسيدة هالة هربت من مصر بعد أن أسأت لنا إساءة شديدة من خلال أحد برامجها الذي فبركت فيه لقاءات مع فتيات ليمثلنا دور فتيات ليل من مصر وقدمت في سلسلة حلقات مخزية صورة كاذبة وباطلة عن مجتمعنا الذي صورته على انه وكر للمنحرفات وكل ذلك من أجل نسبة مشاهدة أعلى وعدد إعلانات اكبر ولن أكون سيئة الظن بها لأقول أن عرض هذه الحلقات كان ورائه أهداف أسوأ لاسيما وإنها بثت من قنوات خليجية وليست مصرية. الست هالة – كما يدعونها في الخليج _ فرت بعد ملاحقات قضائية من الفتيات اللاتي اكتشفنا خديعتها وفضحن بين أهاليهم ومعارفهم.. ولم تملك الإعلامية الشهيرة ما تقوله للدفاع عن نفسها أمام الاتهامات الموثقة ضدها بالفبركة الإعلامية فهربت.. لكن يبدو أنها ككثيرين أغرتهم حالة الاهتزاز الملحوظ في هيبة الدولة وهيأ لهم ذلك أن القانون قد يكون في أجازة أو بمعنى أدق فى حالة تفرع لملاحقة قضايا فساد بعض رموز النظام السياسي السابق مما دفعها لركوب موجة 25 يناير كما يفعل الكثيرون الآن وتحولت بقدرة قادر لثائرة إعلامية تعيد علينا مقاطع منزوعة من سياقها الحقيقي من برامجها القديمة لتنقل لنا صورة رسمها المونتاج بحرفية لكفاحها الوهمي ضد النظام السابق وقد تكون راهنت على ضعف ذاكرة بعضنا لتعيد رسم صورتها من إعلامية لا تجيد إلا الإثارة وتقديم حلقات توك شو يتعمد معظمها الضجة والسخونة المفتعلة بلا جدوى حقيقية وحوارات فنية إيقاعها على واحدة ونص غالبا .. إلى إعلامية ترتدي ثوب القديسين وتبشرنا بثورة في الحوار_ أسم برنامجها الجديد_ بعد أن فجرت بعدد من التصريحات قنبلة إن ما حدث لها من فضيحة إعلامية كان نتيجة غيرة السيدة سوزان مبارك منها. وطبعا ونحن في هذه الحالة من السخط على زوجة الرئيس السابق لابد وأن نصدق بلا مناقشة كل ما يقال عنها و كأننا في غابة الأقوى ومن يملك جرأة الادعاء فهو الأصوب.. وهذه خطيئة هالة سرحان الثانية في حقنا بعد الحلقات المشبوهة التي قدمتها إذا تصورت أننا شعب منافق لا سمح الله يصدق فينا قول رسوله الكريم (المنافق إذا خاصم فجر) .. وهذا منتهى الامتهان لنا لأننا والحمد لله شعب عاقل متزن لا يجر لمثل هذه الطريقة في التعامل مع اشد خصومه كما أننا أعود واكرر دولة قانون فمن له حق لابد أن يثبته عن طريقه ومن لديه أدلة براءته فعليه أن يقدمها لرجال القضاء ويأخذ منهم حكما يؤكد ذلك عادت السيدة هالة ونحن نرفض أن تظهر على الشاشة لتقدم لنا حالة نتوقع أن تكون نادرة من الثورية على طريقتها الخاصة جدا عبر برنامجها الجديد قبل أن تثبت براءتها .. فالتهليل والتطبيل لرجال التحرير لن يعفى أحد من المثول أمام القضاء طالما كانت هناك اتهامات تطارده ونفس الكلام لابد أن يوجه لعدد كبير ممن أتبعوا نفس أسلوب أكثر المذيعات المصريات إثارة للجدل وبدأوا ينسبوا للنظام السابق كل جرائمهم ويتحدثوا عن براءتهم من قضايا فساد أو آداب حكم عليهم فيها وكأن غسيل أسمائهم وسمعتهم وجعلها أكثر بياضا سيكون عبر هذه التصريحات وهذا غير حقيقي لان المجال أمام إعادة فتح التحقيق في أي قضايا مفتوح دائما لإعادة الاعتبار لأصحابها إذا ما كانوا تعرضوا لظلم .. وهذا هو الطريق الوحيد لهؤلاء القافزين بجراءة غير لائقة على الإجراءات القانونية لينالوا براءة مشبوهة وغير موثقة عبر بعض وسائل إعلام مرتبكة لا تعرف على وجه الدقة مدى حساسية الفترة التي نمر بها والتي يجب ألا نتفرغ فيها للتشفي والشماتة وإلصاق التهم بأعدائنا لان الأجدر بنا الآن هو إعلاء قيمة دولة القانون ومطاردة الفساد والفاسدين سواء كانوا معنا أو ضدنا فالعدالة حق للجميع وإظهار حالة من الثورية أو حمل لقب ثائر لا يجب أن تجعل أحد فوق المساءلة حتى لا يتخذ البعض من حالة الارتباك التي نعيشها على معظم المستويات وسيلة لضرب بلدنا في مقتل .. فسيادة القانون أمر غير قابل للنقاش أو التجاوز والتملق لشباب التحرير لن يكون سك الغفران الذي يمنح لأي مخطىء طالما لم يقدم بشكل قانوني أدلة براءته .. لذا على السيدة هالة وغيرها الكثيرون ألا يستمروا في إهانتنا ونقل صورة غير حقيقية لنا أو لغيرنا خارج الحدود بأن الحالة الاستثنائية التي نمر بها يمكن أن تسقط هيبة القانون أو أن أرضنا مازالت ساحة خصبة للنفاق الذي أحطنا به النظام السابق وحاليا نحاول أن نغرق فيه شباب يناير الذي يسعى وسيسعى البعض لتحويلهم لنصف آلهة لتمرير جرائمهم وخطاياهم.. ولكل من لا يريد استيعاب ذلك نقول كل من أفسدوا في هذه الدولة سجنوا والباقيين في الطريق فلا أحد فوق القانون ولا مفر أمام المظلومين إلا القضاء وساعتها المزمار البلدي يمكن أن يعزف ويكون منطقيا ومبررا أما المزمار البلدي الآن فهو دليل براءة مزور . الهام رحيم