أحداث عديدة شهدتها مصر في اليام الأخيرة بداية من أزمة قنا وإصرار أهل المحافظة على إقالة المحافظ الجديد، مرورا بالهجمات المتتالية على اقسام الشرطة مثل أقسام الساحل والبساتين ودار السلام لتهريب المساجين ومعركة التجار والبلطجية بشارع عبد العزيز. وصولا لأزمة إمبابة ومعركة المسلمين والمسيحيين أمام ماسبيرو، كلها تحمل مؤشرا وهو أن هيبة الدولة في خطر، فهل ما يحدث طبيعي أما أن الدولة فقدت هيبتها فعلا؟ يقول الدكتور مصطفى علوى أستاذ العلوم السياسية بجامعة القاهرة : هيبة الدولة ليست مجرد كلام نظرى بل هي مرتبطة بمدى التعامل مع الواقع والأحداث التى تمر بها البلاد، وهيبة الدولة مرتبطة ومتمثلة فى أشياء كثيرة منها المؤسسة التعليمية والدينية والثقافية ويأتى فى مقدمة كل ذلك المؤسسة الأمنية، التى تعانى الآن من حالة ضعف كبيرة نتيجة النقص فى الأفراد والمعدات والتسليح، وبالتالى هذا أثر على تواجدها بشكل حقيقى وفعال فى الشارع مما شجع على إنتشار الفوضى ، وكان أكبر دليل على ذلك هو أحداث إمبابة وعبد المنعم رياض وقبلها ما حدث فى قسم الساحل وشارع عبد العزيز. وأكد علوي قائلا : لانستطيع أن نقول أن هيبة الدولة قد ضاعت، بل مازال هناك تماسك يقابله تحدى كبير، ولكن إذا ظل الحال على ماهو عليه الأن سوف تضيع بالتأكيد، فقد حان الوقت لتثبت الدولة لنفسها قبل أن تثبت للناس أنها قوية وقادرة على إدارة الأزمات والسيطرة على الشارع، وهذا لن يأتى إلا إذا تم تحديد برنامج زمنى وعملى لجميع مؤسسات الدولة ومنها مايحتاج إلى خطط طويلة الأجل مثل المؤسسات التعليمية والدينية والثقافية، ومنها ما يحتاج إلى حلول فورية وسريعة مثل المؤسسة الأمنية، فيجب على القائمين على الجهاز الأمنى أن يضعوا برنامجا زمنيا يتم فيه إعادة بناء جهاز الشرطة وتدعيمه مرة أخرى بالمعدات والسلاح وعودة الإنتشار الكامل للشرطة، وأن تتعامل مع الأزمات بمفردها بدون مساعدة القوات المسلحة، لأن رجل الشارع عندما يرى رجال الشرطة بمفردهم فى المشكلات وهم يسيطرون عليها هذا سيعيد هيبة الجهاز مرة أخرى وثقة الشعب فيه.