اختار أن يصبح درويشاً لفن المايم .. يتجول في الشوارع والميادين ساعياً لأن يقدم عروضه للناس " الغلابة" لأنهم الأكثر احتياجاً لرسم البسمة على وجوههم والتخفيف من هموهم، ولذلك أصبح لقب "محمد سعيد شيتوس" هو "صانع السعادة" رغم أن سنوات عمره لا تتعدي 22 عاماً، وكانت أولى بداياته مع فريق مسرح -كلية الآداب قسم الفلسفة- جامعة حلوان، فكان "المايم" أحد مكملات العروض، يقول: وجدت أن إيماءات الوجه وحركات الجسم كفيلة بأن تبعث في نفوس المتفرجين الرسالة المراد توصيلها بدون الاسترسال والخروج عن النص بالارتجال، وبعد عام من تعلمه لفن المايم حصل "شيتوس" على المركز الأول بالجامعة في مجال التمثيل الصامت. وكانت لدراسة الفلسفة تأثير كبير على "شيتوس"، الذي اتبع فلسفته الخاصة في تعلم والتطوير من فن المايم خاصته، حيث رفض أن تكون "فيديوهات اليوتيوب" هي الأساس لمعرفته أساسيات المايم، مبرراً أنه لا يرغب في محاكاة أحد، وإصراره على خلق شخصية خاصة به، فاقتصر على التعلم الذاتي والقراءة المتعمقة بهذا الفن، تاركاً الحكم للجمهور مستقبلاً تعليقاته بمحمل الجد، لينمي من أسلوبه. .. ولم يقتصر "مايم صانع السعادة" على مسرح الجامعة ، بل شارك في عدد من المهرجانات الفنية، فحصل على المركز الأول بعرض من إخراجه وتمثيله في مهرجان المايم بساقية الصاوي، كما اختير كأفضل ثلاثة عروض برأي الجمهور في مهرجان البانتونايم الذي أقيم في دار الأوبرا المصرية. أما عن عروض "صانع السعادة" بالميادين، كان يري "شيتوس" أن من حق المارة في الشوارع -الذين ليس لهم القدر على دفع حق الحفلات المقامة على المسارح-، أن يتعرفوا على فن المايم، فاعتمد "شيتوس" على خاصية "الفلاش باك" وتذكر أبزز تعليقاتهم بعد تقديم أولى عروضه، حيث اعتقد الكثيرون أنه "شحات"، ولكن بعد فترة تآلف الأناس معه، وكان ينتظرونه "علشان يضحكوا".