منذ أن تولى منصب رئاسة اتحاد الإذاعة والتليفزيون وهو فى مأزق كبير، كونه أصبح المسئول الأول عن أضخم مبنى فى مصر تحاصره المشاكل، عصام الأمير كان رئيسا للقناة الثالثة، ثم رئيسا للتليفزيون، ثم أصبح رئيسا لاتحاد الإذاعة والتليفزيون، يعمل بأقصى جهد كى يصل ب"ماسبيرو" إلى بر الأمان فى ظل الأجواء الصعبة التى تمر بها البلاد ويمر بها الإعلام الوطنى .. التقيناه فى الحوار التالى ... حوار : محمد المراكبى - ميادة حافظ ** ما هو دور الهيئة الوطنية للإعلام المرئى والمسموع المزمع إنشاؤها فى الدستور الجديد ؟ نسعى فى الاتحاد إلى إعداد نموذج للشكل الأمثل الذى يجب أن يصبح عليه اتحاد الإذاعة والتليفزيون فى إطار القانون الذى تم وضعه، وذلك عن طريق الإستعانة بعدد من الخبراء، والمنتظر عرضه على البرلمان الجديد . وهذه الهيئة تضم ذراعين رئيسيين، ذراع اقتصادي وهو المتمثل فى الشركات التابعة للاتحاد والتي سوف تساهم بشكل كبير فى دعم اقتصاد "ماسبيرو" مثل راديو النيل والتى سوف تصبح نواه لشركة تليفزيون النيل، مضافا إليها القنوات المتخصصة مثل "نايل سينما" و"دراما" و"لايف" وغيرها، أما الذراع الآخر فيضم إذاعات وقنوات الخدمة العامة مثل إذاعات، "القرآن الكريم"، و"صوت العرب" و"البرنامج العام"، وما تبقى من القنوات الأخرى بينما تظل القنوات الإقليمية، بالإضافة إلى الأولى والثانية هى قنوات الخدمة العامة. كما ستقوم الهيئة بتقليص القطاعات الموجودة من 11 قطاعا إلى 7 قطاعات، ثم تخفيضهم إلى 5 خلال 3 سنوات بالاتحاد ولن نقدر على الوصول لهذا الشكل إلا بعد إنشاء عدد من الشركات التى تستوعب عددا من القنوات، ولأننا نسعى للوضوح فى كل شىء نخطط لكى لا تصبح هذه الهيئة عبئا على الحكومة. وما تقييمك لشركة راديو النيل أحدث شركات "ماسبيرو"؟ أنا سعيد جدا بالمجهود الرائع الذى يقوم به العاملون بالمحطات الأربع التابعة للشركة، وأرى أنهم من خيرة شباب ماسبيرو لأنه عندما تم انتدابهم للعمل فى راديو النيل كانوا من أفضل كوادر ماسبيرو وتنبأت لهم بنجاح كبير . وأعتقد أن راديو النيل هو اللبنة الأولى فى الذراع الاقتصادي الجديد للهيئة الوطنية للإعلام المرئى والمسموع ويقدمون خدمة لا تقل عما يقدمه الاتحاد لكنها تعمل فى منظومة أكثر تحررا من الجانب المادى أو الاقتصادي . وأتمنى لهم كل التوفيق والتقدم فى الفترة المقبلة من خلال الحفاظ على النجاح الذى حققوه. ولماذا لم يتم سداد ديون الاتحاد حتى الآن؟ هذه الديون ليس لنا الآن أى علاقة بها، فهى ديون تاريخية تسبب فيها عدد ممن تولوا مسئوليات داخل ماسبيرو منذ فترة طويلة، لكننا بلا شك نضع خطة لسداد هذا الدين القديم لأنها فى النهاية أموال المصريين، وإن شاء الله خلال شهر سوف نقوم بتوقيع وثيقة تعامل مع بنك الإستثمار القومى لسداد الدين من خلال مساعدة الحكومة لنا وإتاحة الفرصة للتصرف فى المخصصات التابعة للاتحاد والتخلص من بعض الأراضى التى لسنا فى حاجة إليها على الإطلاق، وهى 32 قطعة أرض كبيرة والتى سوف يصبح العائد منها هو البداية لسداد الديون . كما أن تحويل البث الأرضى من الترددات ال annual إلى digital سوف يتيح لنا استثمار الترددات غير المستغلة فى صالحنا مما يسهل أيضا فى سداد الديون خلال فترة وجيزة إن شاء الله. لماذا لم تظهر"شركة النيل للأخبار" إلى النور حتى الآن ؟ تراودنى فكرة إنشاء شركة إخبارية تضاهى الشركات العربية والعالمية فى الأخبار منذ فترة طويلة مثل العربية وسكاى نيوز وإن شاء الله سوف تظهر هذه الشركة إلى النور قريبا من خلال شراكة مع إحدى الشركات الإعلامية الكبرى على المستوى العالمى والإقليمى حتى نخاطب العالم ببرامجنا وتغطياتنا الإخبارية المميزة . وأين مشروع إعادة هيكلة ماسبيرو الذى نسمع عنه منذ عدة سنوات؟ منذ 2011 وحتى نوفمبر الماضى كان الأمر مجرد كلام، لكننا منذ 8 شهور بدأنا خطة للإصلاح المالى والإدارى للاتحاد بهدف انعاش المحطات التليفزيونية والإذاعية، بالإضافة إلى تطوير المحتوى الذى يقدم، وأعتقد أن الجمهور بدأ يشعر بتطور واضح فى المضمون الذى يقدم على شاشة. ما رأيك فى الانطباع المأخوذ عن ماسبيرو بأنه مبنى مترهل مليىء بالصراعات والخلافات؟ أعتقد أن الهجوم على ماسبيرو بعد أحداث ثورة يناير 2011 كان سببا رئيسيا فى هذا الانطباع ، فالجميع حاسبوا ماسبيرو على الدور السياسى فقط، وتجاهلوا تماما الأدوار الأخرى له من أدوار ثقافية واجتماعية وترفيهية، لكن بعدما عاد التليفزيون بشكله الجديد عادت ثقة الجمهور لماسبيرو مرة أخرى . كما أن نسب الإعلانات الآن أصبحت مؤشرا قويا على عودة اهتمام الجمهور وحبه لماسبيرو بالإضافة إلى إستطلاعات الرأى التى تثبت لنا ذلك باستمرار. متى يصبح لدينا اتحاد للإذاعة والتليفزيون قادر على المنافسة ؟ عندما تكتمل خطة الإصلاح المالى والإدارى سوف يلاحظ الجميع تحسن الوضع كثيرا وذلك من خلال خطط حقيقية موجودة ونشرف على تنفيذها وأعتقد أننا خلال عام سيتم حل كل المشكلات المالية فى حين سوف يستمر الإصلاح الإدارى لفترة قد تصل إلى 5 سنوات. ماذا عن أمانيك فى الفترة المقبلة؟ أحلم أن يكون لدينا شركة للصحافة والطباعة والنشر، و أن يكون لنا جريدة يومية تصدر عن الاتحاد باسم "ماسبيرو " جنبا إلى جنب مع مجلة الإذاعة والتليفزيون، كما أسعى أن يصبح لدينا شركة كبرى للإنتاج الدرامى، وإن شاء الله سوف تصبح لدينا القدرة على توفير المخصصات المالية التى تساهم فى ذلك خلال 5 سنوات على أقصى تقدير.