جدل كبير شهدته مكتبة الشروق بالكوربة بين الكاتب عمر طاهر، وعدد من الشباب الذين حضروا الندوة التي أقامتها المكتبة وحضرها حوالي 50 شخصا. تصوير : أميرة عبد المنعم ورغم أن الندوة في بدايتها كانت هادئة وشهدت حوارا منظما بين عمر طاهر والحضور، وأدلى كل شخص برأيه فيما يدور بمصر، إلا أن الأمور بدأت تزداد سخونة واشتد الحوار، عندما اعترض أحد الشباب على الإعلان الذي قدمه عمر طاهر هو ومجموعة من المشاهير مثل عمرو موسى ومحمد البرادعي وعمرو خالد وأحمد حلمي وغيرهم، وطالبوا فيه الناس بأن تقول "لا" للتعديلات الدستورية، وقال الشاب إن هذا الكليب كان سببا رئيسيا في أن يصوت المواطنون ب"نعم" للتعديلات الدستورية، وقال إن ظهور الدكتور محمد البرادعي في الإعلان هو الذي دفع أئمة المساجد إلى أن يوجهوا الناس إلى أن يقولوا "نعم" للتعديلات، تخوفا من إلغاء المادة الثانية من الدستور والتي تنص على أن الإسلام هو مصدر التشريع وأنه دين الدولة. فاعترض على كلامه عدد من الحضور ورد عليه عمر طاهر وقال أنه إذا كان البرادعي وجهاً غير مقبول للناس فالإعلان كان به أشخاص مختلفون وهم مقبولون سواء على المستوى الديني مثل عمرو خالد ومعز مسعود، أو من المرشحين للرئاسة مثل عمرو موسى، أو فنانين مثل خالد يوسف وأحمد حلمي، أو مسيحيين مثل نجيب ساويرس. إلا أن هذا الرد لم يقنع الشاب الذي قال إنه فعلا قال "لا" للتعديلات ولم يقل "نعم"، ولكن كان من الأفضل ألا تكون الحملة الإعلانية موجهة، وأن تكون مقتصرة على مطالبة الناس بالذهاب للتصويت، وإذا كان هذا قد تم، ما حدث الجدل الدائر وما وصلنا لهذه المشكلة، فرد عليه عمر طاهر وقال إنه كانت لديه وجهة نظر في مسألة التعديلات، وكان لابد أن يقولها، وابدى اعتراضه على أن يكون الكليب هو المسئول عن موافقة المصريين على التعديلات الدستورية. وخلال الندوة حدثت مناقشات عديدة أخرى بين الحضور وعمر طاهر تلخصت حول التعديلات الدستورية والثورة المضادة وسيطرة الإخوان على الشارع وعن الفلول الحزب الوطني وثقافة المصريين ودور الجيش، وأدلى عدد كبير من الحصور الذين وصل عددهم لحوالي 50 شخصا برأيهم في الأوضاع في مصر ومستقبل مصر، كما تمنوا أن تعود روح الميدان التي كانت بين الثوار في أول ايام الثورة. وقد أكد عمر طاهر إنه كان يتمنى أن يكون هناك دستور جديد ، لأنه لا يثق في أحد بشكل كامل، ولا يضمن أنه عندما يجلس على الكرسي رئيس جديد أن لا يتغير لأن الكرسي "بيجنن .. فمبارك أول ما طلع أكل دماغنا وقال الكفن مالوش جيوب، قعد معانا 30 سنة وطلع الكفن كله جيوب" وقال عمر طاهر إن المجلس العسكرى اعترف بوجود ثورة مضادة، وأنه ما زال القلق قائما، فكيف تعترف بذلك وتريد إجراء انتخابات رئاسية وبرلمانية، مؤكدا أنه هناك تناقض كبير يدفعك للمطالبة بإلغاء الخطوة القادمة، فالجيش على "رجله" كرة نار يريد التخلص منها. كما استبعد عمر طاهر عودة الحرس القديم مرة أخرى، مؤكدا أنه في حالة ظهور أتباع النظام السابق مرة أخرى فإن الخلاف الحادث بين المسلمين والمسيحيين والعلمانيين واليساريين سينتهي، لأنهم سيتجمعون مرة أخرى ضد أتباع النظام السابق كما كانوا قبل ذلك في ميدان التحرير، مؤكدا أن شخصيات مثل زكريا عزمي وفتحي سرور وصفوت الشريف لن تظهر مرة أخرى، وقال إن أتباع النظام السابق ليسوا بهذا الغباء حتى يغيروا وجوههم ويلبسوا "ماسكات" أخرى حتى يخوضوا العمل السياسي مرة أخرى. كما أكد عمر طاهر أن الانتخابات البرلمانية القادمة ستشهد تواجدا لوجوه عديدة مثل بقايا الحزب الوطني والمتأسلمين وليس الإسلاميين، مع كامل احترامه للإخوان والسلفيين، والناس الشريفة منهم، مؤكدا أن كل طائفة بها المحترم وغير المحترم، فالحزب الوطني به ناس شريفة وغير شريفة، كذلك اليسار، فلا يجب أن نعمم والتركيبة على مطلقها ليست سيئة دائما، ولذلك من المهم أن يكون البرلمان القادم مثلما نحلم به، لا أن يكون شبحا للثورة، لأن الصف الثاني من اتباع الحزب الوطني سيخوضون الانتخابات بأي شكل أو تحت أي انتماء، ولن يستطيع أحد أن يمنعهم، وهذا ما يجب أن يعمل عليه الجميع خلال الفترة القادمة، من خلال توعية الناس، وتوجيههم إلى الطريق السليم. ## ورد عمر طاهر على أحد الحضور الذي تحدث عن حلقة الشيخ الشعراوي والتي يقول فيها "إن الثائر الحق هو الذي لا يثور دائما وإنما الذي يثور ليهدم الفساد ثم يهدأ ليبني الأمجاد"، وقال إنه يتم استخدام هذه الحلقة لإخماد الثورة وتهدئة الناس، فرد عليه عمر طاهر وقال نحن ما زلنا في الثورة، ولم نبدأ البناء بعد، مؤكدا أن الاعتصامات الفئوية ما هي إلا امتداد للثورة، وأن البلد كانت في حاجة شديدة لوزارة إعلام خلال هذه الفترة حتى تقوم بتوجيه الناس، وقال إن الذين يقومون بمظاهرة لتطهير مؤسسة أو مكان عمل من فاسد أو من الفساد فهذا مفيد للثورة، لكن من يتظاهر من أجل زيادة الراتب 100 جنيه فهذا ليس مطلوبا الآن، فأنت عندما تطهر المكان من الفساد نفسه، فإن ال100 جنيه التي تطالب بها الآن سوف تكون 500 جنيه بعد تطهير المكان من الفساد والفاسدين، وقال عمر طاهر إنه يحترم طلاب كلية الإعلام جامعة القاهرة المعتصمين لرحيل عميد الكلية لأنهم يرون أنه فاسد إعلاميا، فهم لا يبحثون عن تخفيض مصاريف أو غيره. وأكد عمر طاهر أننا نحتاج في الفترة القادمة إلى توعية الناس، ولا يصح أن نقوم بثورة في زمن الميديا ولا تكون هناك ميديا تدعمها، الجميع يعمل على الثورة بجهود فردية، الثورة المفروض أن تكون مثل الديانة الجديدة التي تبشر دون أن ترغم أحدا، لا بد أن تفهم الناس وتقنعهم، مؤكد أنه هناك ثغرة في الثورة وهي العمل بشكل فردي، فلا بد أن يجتمع كل طوائف الثورة، ويكون هناك ميثاق وكتالوج واضح للثورة، وفي هذه الحالة سأكون مبسوطا إذا تولى الإخوان الحكم وسيطروا على البرلمان. ثم تطرق عمر طاهر إلى نقطة أخرى وقال إن الثورة اندلعت في لحظة .. وتم بترها، وأصبحت ممثلة فقط في المجلس الأعلى للقوات المسلحة، وفي الحكومة، وفي ميدان التحرير، ميدان التحرير حوله لغط الآن، "اللى عايز يزود مرتبه 20 جنيه بيروح التحرير، واللى مش عارف يتجوز بيروح التحرير، واللى عنده مسلسل عايز يتذاع في رمضان ومش عارف يسوقه بيروح التحرير"، هناك حالة " نفسنة " من بتوع ميدان التحرير، لكن السؤال الآن أين مجلس قيادة الثورة؟، فهناك مجلس أعلى وحكومة تسيير أعمال وشباب الثائرين، من يحرك الثورة إذا؟