الحمد لله أخيرا وبعد شد وجذب واعتراضات حول درجة عنف المشاهد واسم الفيلم تمت أجازة فيلم(الصمت) - وأسمه السابق (زنا المحارم )- من قبل الرقابة المصرية الباسلة .. ليتحقق بذلك أهم وأفضل أحلام السيناريست رفيق الصبان والمخرجة المتخصصة في شئون المشاكل الجنسية في مصر إيناس الدغيدى .. والتي أخذت على عاتقها فضح وهتك عرض المجتمع المصري من أجل مجموعة مشاهد ساخنة تستهويها جدا كمنتجة وترى إنها وسيلتها للتواجد منذ فترة طويلة كمخرجة .. طبعا بطلاقتها المعتادة ستفحمنا جميعا السيدة إيناس وتقول إنها تواجه مشاكل موجودة بدلا من دفن رأسها في الرمال مثل النعام مثلنا .. وهى كلمة ظاهرها حق وكل مضمونها باطل ، فزنا المحارم لا يمكن إنكاره وهناك الكثير من المؤسسات الاجتماعية الرسمية ترصدها بمعاونة العشرات من الجمعيات الأهلية المحترمة ويحاول الجميع التوصل لحلول لها لان الحل بالتأكيد له الكثير من الأبعاد الاقتصادية والاجتماعية والدينية وليس فهلوة ومجموعة مشاهد ساخنة تتحدث تحديدا – في هذا الفيلم- عن علاقة مجموعة شاذة واستثنائية من الآباء وبناتهن وهى موضوع فيلمها الكارثى القادم الذي سترسخ به حالة الاكتئاب والانحلال التي تصدرها السينما لجمهورها منذ سنوات طويلة على يد عدد من المخرجين والكتاب والممثلين الذين أصبح هدفهم مناقشة مشاكل العلاقات الحميمية بمختلف صورها على الشاشة وكأنها أصبحت شغل المصريين الشاغل .. ومن يتجرأ يجد فريق المتاجرين سينمائيا بمشاكلنا يرد بكل جرأة بأن ده واقع وهم يحاولون فقأ الدمامل الموجودة في جسد المجتمع وتنظيفها لنتخلص منها تماما.. والسؤال كم دمل أنفقأ؟ ..ولا واحد بكل تحول مجتمعنا على الشاشة لمجتمع متقيح بالموبقات والرذائل .. والشباب تحولت لديه سينما خالد يوسف وأسامة فوزي وإيناس الدغيدى . وغيرهم الكثيرون لوسيلة بديلة عن مشاهدة الأفلام "الثقافية" وتحولت دور العرض لمركز من مراكز التحرش بين الشباب وإذا اعتراضنا تخرج علينا منه شلبي لتقول _في احد تصريحاتها الشهيرة_ أننا شعب مكبوت ذنب الفن إيه؟! والحقيقة أن السينما هي التي تحولت لدينا في الفترة الأخيرة لأداة للحض على الرذيلة وهناك تعمد غير مسبوق فيها لتشويه صورتنا .. نعم توجد نماذج شاذة في كل مجتمع وظواهر استثنائية ولكن لماذا لا نقدم غيرها ..ولماذا تحولنا كمشاهدين لضحية واقعة بين مطرقة الأفلام التافهة وسندان الأفلام المنحرفة المضمون والتي لا نجد فيها أى متعة لان مشاهد اللحم الرخيص على الشاشة ليس فن ومشاهدة اللقطات الحميمية له نوعية من الأفلام ليس مكانها دور العرض .. والغريب في الأمر أن هذه الأفلام ولأول مرة وجدت هذا العام دعما قويا من المؤسسات الرسمية بدليل فوز فيلم مثل (الشوق) بجائزة مهرجان القاهرة السينمائي وهو لا يحمل بين لقطاته أى مضمون إلا مجموعة من المشاهد التي يمكن أن تبسط محبي روبى وكوكى باعتبارهما الاكتشاف الجديد في دنيا أفلام المناظر والدليل أن السيناريست رفيق الصبان عندما سؤل عن بطلة فيلم( الصمت) قال انه لا يتصور العمل بدون روبى ..وإذا كان اكبر مهرجان مصري يقر بان هذا فنا فماذا سنفعل نحن كمشاهدين تجاه ذلك ؟؟ لنا الله علينا أن نقتنع بذلك ونقول إنها أفلام واقعية رغم أن هذا قمة الكذب فالواقع أن الاستثناء هو ما نراه على الشاشة والواقع أن مصر كلها مخطوفة في السينما لحساب الاستثناءات الشاذة .. فأين مصر الحلوة على الشاشة وأين شبابنا المكافح صاحب قصص النجاح البسيطة أو العظيمة لكنها واقعية .. أين فتيات مصر المجتهدات في دراستهن أو بحثهن عن لقمة العيش أو حتى تربية أولادهن..هل كل شباب مصر أصبحوا كالشخصيات التي يقدمها باسم سمره وأحمد عزمي وكل بناتنا هي النماذج التي تجسدها روبى وعلا غانم وغادة عبد الرازق.. أقسم أنها ليست الحقيقة ولن تكون ولكن هذا لن يعجب الكذابون الذين كذبوا وصدقوا أنفسهم والأغرب أن بعضنا جرى وراء أكاذيبهم وأصبحت نغمة (مش ده بيحصل وموجود ) تتردد بقوة ولكن إذا كان ده بيحصل فغيره أيضا بيحصل لكن لا يبدو الأمل قريب في استرداد الشاشة السينمائية لدينا كرامتها بعد أن باعها صناع الفن السابع لمروجي الانحراف. وهنيئا لك يا سيدة إيناس بانتصاراتك المتوالية علينا كمشاهدين وانتظر شكل العلاقة بين الآباء والأبناء بعد الموافقة على هذا العمل الذي سيعرى المزيد من الموبقات الاجتماعية لمجرد كشف المستور وليس علاجه أو حله .. وأفكر من الآن في نظرة الأسر لهذا العمل الذي سيقضى على الأخضر واليابس فيما تبقى من روابط أسرية .. لكنى سأتمسك بالأمل في اليوم الذي تعود فيه مصر الحلوة للشاشة.