هل يمكن أن يجد المجتمع حلولا لمشكلاته المستعصية إذا نوقشت المشكلات بين جميع الأطراف سواء التي تنتج المشكلة أو التي تعاني منها ؟ هذا السؤال حاول طلاب جامعة المنيا الإجابة عنه في ورشة عمل استمرت لمدة ثلاثة أيام، ضمن فعاليات برنامج "ميادين النقاش العامة"، وهو البرنامج التدريبي الذي يشارك فيها الطلبة جنبا إلى جنب فئات مختلفة من المجتمع، منهم بعض الأساتذة من مراحل دراسية مختلفة، ويدور النقاش في حرية كاملة دون تحفظات مسبقة، وفي تقيم أحد أساتذة المرحلة الثانوية الذين حضروا النقاش كمشاركين قال : " هؤلاء طلاب فى مستوى الأساتذة". يهدف البرنامج الذي الذى تشارك فيه مؤسسة سوليا الشريك المنفذ للأمم المتحدة ، إلى تمكين الجامعات من القيام بدور أكثر فعالية في المجتمع من خلال التفاعل بين الجامعة والمجتمع في حلقات نقاشية، ويركز على تنمية مهارات الطلاب في التفكير النقدي والإبتكاري، وهي المهارات التي يحتاجها الطلاب بصورة أساسية في سوق العمل لاحقا بعد تخرجهم. من أمثلة الموضوعات التي ناقشتها" ميادين النقاش العامة" أو " Public Squares" في فعاليتها الأولى بمحافظة المنوفية بالتعاون مع جمعية السادات، وبحضور أكثر من 70 مدرس ومدرسة للمدارس الثانوية، مشكلات العنف ضد المرأة، نظرة المجتمع للمرأة المطلقة، عمالة الأطفال، وغيرها من موضوعات. وأدار الحوار في هذه الجلسات طلاب وطالبات في المرحلة الجامعية. عدد المستفيدين من المشروع فى الجامعتين إستفادة مباشرة بالتدريب حوالى 200 طالب بالإضافة إلى المشاركين من المجتمع ودول حوالى 150 شخص شاركوا فى الفعاليات وصرحت سهي جاد مدير مكتب القاهرة لمؤسسة سوليا أن " ميادين النقاش العامة أداة لتفعيل دور الشباب في المجتمع، لكن قبل أن نُفٓعِّل دور الشباب نحتاج ان نفعل دور الجامعات، لتساعدنا علي اداء تلك المهمة، ومن أهداف البرنامج إكساب الشباب المهارات اللازمة لدخولهم سوق العمل، والمتمثلة في مهارات التفكير النقدي وغيرها من مهارات القرن العشرين" خرجت توصيات مفيدة من ورشات نقاش سابقة، منها لحل مشكلة التحرش أن يتم زيادة الوعي الديني من رجل الدين ( الشيخ أو القسيس)، وخلق برامج تثقيفية للأم، وإتاحة النوادي للشباب بتكلفة معقولة لتفريغ طاقة الشباب، وعودة النظام الدراسي المشترك بين الطلبة. كما اقترح المشاركون في "نقاشات الميادين العامة" لحل مشكلة العنف الأسرى أن يتم توعية الأسرة من خلال دور الإعلام بعواقب المشكلة الكبيرة، وتفعيل دور العبادة ، وإصدار القوانين لتجريم العنف الأسرى، وتفعيل دور محكمة الأسرة لتوعية المتزوجين، وتدريس المناهج الدينية على أيدي متخصصين، وعرض أفلام تسجيلية تساهم في نشر الوعي الديني والثقافي. كما أرجع البعض المشكلة لجذور أخرى منها المشكلات الاقتصادية، لذلك جاءت بعض الإقتراحات بأن يتم تسهيل القروض البنكية لعمل المشروعات الصغيرة، وتوفير فرص عمل للشباب لتتماثل مع مؤهلاته.