أكثر من 200 يوم قضاها رئيس الوزراء إبراهيم محلب في منصبه منذ أن كلفه الرئيس المؤقت المستشار عدلي منصور بتشكيل الوزراة في 25 فبراير الماضي ، ثم أعاد الرئيس عبد الفتاح السيسي تكليفه بتشكيل الوزارة الثانية له في يونيو 2014 . وطوال هذه الفترة اصبح مألوفاً رؤية المهندس إبراهيم محلب في الشارع .. ولم تكن زيارته لشارع 9 بالمعادي يوم الجمعة الماضي إلا حلقة في سلسلة طويلة من التواجد بين الناس ، فمثلاً خلال يوم واحد وصل به الأمر لزيارة منطقة دار السلام حيث افتتح مستشفى هناك ، وعاد بعدها إلى لقاء مع قضاة مجلس الدولة، ثم طار من عندهم إلى شرم الشيخ لافتتاح مشروع هناك ثم عاد إلى القاهرة ليواصل نشاطه مساءً من مكتبه ، وفي أول 6 أشهر من تواجده بمنصبه قام الرجل ب150 جولة ميدانية ، وحتى عندما يجلس في مكتبه كان لاجتماعات بروتوكولية مع مسئولين أجانب أو لالتزامات دورية مثل استقبال المتبرعين من رجال الأعمال لصالح صندوق تحيا مصر ، بل وكان رئيس الوزراء أول من طبق توجيهات رئيس الجمهورية عبد الفتاح السيسي الخاصة بتواجد كل وزير في مكتبه من السابعة صباحا ، حيث يبدأ اجتماعاته مع رجال الحكومة مبكراً ثم يتفرغ طوال اليوم لجولاته الميدانية ليري بنفسه مشاكل المواطنين ، وهو لا ينتظرُ التقارير فى مكتبه .. بل يتجول بنفسه ليعيش معاناة المواطن اليومية، وكأن محلب يرفع شعار "نحن حكومة الشارع" ولن يجلس مسئول في مكتبه ، وكما يشيد معظم المواطنين بأسلوب عمل إبراهيم محلب الميداني .. هناك علي الجانب الآخر أراء لا تشجع علي كثرة نزول رئيس الوزراء من مكتبه ، مثلاً السيناريست وحيد حامد يري أن الحكومة الحالية " تلفزيونية " ولم تحقق إنجازات وقال " أريدها حكومة أقوال لا أفعال، والأهم من الجولات الميدانية هو تحقيق الإنجازات ، وأطالب المهندس إبراهيم محلب رئيس مجلس الوزراء، بالجلوس فى مكتبه لأن الدولة تعاني من قصور شديد على المستوى الاستراتيجي، وهذا يتطلب تواجد رئيس الوزراء في مكتبه " ، لكن يظل السؤال أيضاً : كم ساعة يقضيها رئيس الوزراء في مكتبه ؟! يجيب هاني يونس المستشار الإعلامي لرئيس الوزراء قائلاً : ربما لا يصدقني أحد إذا قلت أن رئيس الوزراء كل يوم موجود في مكتبه من 7 صباحاً وحتى 12 مساء .. فهو يذهب في موعده مبكراً ليحضر اجتماعات وينهي ارتباطات خاصة بالبريد وغيره ، ثم يبدأ جولاته ومقابلاته واسفاره ، ولابد أن ينهي يومه أيضاً في مكتبه ، ومنذ يومين ذهب إلي مكتبه وعقد عدة اجتماعات ثم سافر في جولة إلي الفرافرة وعاد في المساء لمكتبه وظل به حتى منتصف الليل ، أما بالنسبة لكثرة جولاته فهو يعتبر نفسه مثل الجرّاح الذي يجري عملية لمريض ، ومن غير المعقول أن يترك المتابعة للممرضين .. فربما حدثت كارثة ، وبالتالي لا مجال للخطأ ولابد من متابعة كل شيء بنفسه ، وهذا ليس تقليلاً من بقية الهيكل الإداري بالحكومة لكنه المسئول الأول عن الوزارة ولا يقبل التهاون وسط الظروف الاقتصادية الاستثنائية التي نعيشها ، وهو اصلاً بطبعه يحب العمل الميداني لدرجة أن له كلمة شهيرة كان يقولها من أيام عمله بالمقاولون العرب وهي " من ينام أكثر من 4 ساعات هو انسان غير طبيعي " .. بل ويمكن أن ينام الساعات الاربع في سيارته ، وعندما خرج علي المعاش بعد 43 سنة خدمة في المقاولون وجد أن مجموع اجازاته كان شهران فقط ، أى بحسبة بسيطة علي مدي نحو 15 ألف 480 يوماً عملاً حصل علي 60 يوماً فقط إجازة ، وهذا الرجل يجهد كل من يعمل معه .. لدرجة أن فريق العمل الذي معه يقومون بالتبديل في 3 شيفتات بينما هو الوحيد الذي يستمر طوال اليوم ، ومن ينتقدون وجوده الدائم في الشارع وأنه لا يعطي وقتاً أكبر للخطط .. الرد عليهم بأن هذه الوزارة اتخذت قرارات ربما الأصعب في تاريخ الاقتصاد المصري سواء خاصة بالدعم أو الحد الادنى للاجور ووضع اللبنة الاولي لمشروعات قومية كبري مثل قناة السويس والمثلث الذهبي وغيرها ، بالتأكيد هناك اجتماعات وخطط ومناقشات واسترتيجيات .. والجديد هو المتابعة اليومية لتنفيذ كل ذلك . .. .. ..