قد يظن الكثيرون أن المعارك قد إنتهت مع إنتهاء موقعة الثانوية العامة ... لكن مع التخرج الميمون تبدأ المعركة الآكبر ، و أنا هنا لا أقصد معركة طابور العيش لانها سياسة عليا .. و لآ أقصد معركة البحث عن الوظيفة لان النتيجة فيها محسومة برفع الراية البيضا ، و لآ أقصد معركة الهجرة – لانك ممكن بعد ماتركب المركب و تفضل تعوم و تنجى من الغرق تلاقى نفسك على حدود ولاية رأس البر مش إيطاليا .. إن معركتنا الحقيقية مع الجنس الللطيف – ولو حد عرف هو لطيف و ده اسم حقيقى ولا تمويه من العدو يبقى يبلغ القاعدة بتاعتنا على القهوة اللى فى وسط البلد – فالبنات سيطروا على البلد كلها بشكل كبير فيما عدا انا و مجموعة اصدقاء و اسامة الجرسون اللى اصبحوا خط الدفاع الاخير و ربنا يستر و نصمد للنهاية فأحلامنا كشباب إتبخرت و بدل أحلام الشقة و العربية -و نعلى التكييف و نوطى التكييف - أصبحت هنك أصوات تنادى بالتحويل هو الحل .. و فوزى بقى عايز يبقى فوزية أم رجلين حلوة ( على رأي محمود عبد العزيز فى فيلم سيداتي آنساتى ) لأنه بهذا يستطيع أن يجد وظيفة بسهولة ، والدليل على ذلك إعلانات الوظائف التى تكتب بنفس صيغة إعلانات البحث عن عروسة .. - أنسة حسنة المظهر ملفوفة القوام فى العشيرنيات من عمرها ملونة مش أبيض و إسود ..و كل الاختلاف بين الاعلانين هو هنا إيميل الشركة و هناك إيميل العريس ..هنا اسم الشركة و هناك س ع القاهرة .. - و فى خطبة لى مع أصحابى حضرها أسامة الجرسون قلت : يا جماعة البنات سيطروا على كل شىء الشغل و الفلوس و العربيات و الشقق و حتى المترو ..و انا بالمناسبة دى أحب أحكى قصة ..إنى كل ما اجى اركب المترو الاقى دايما الرجالة بتتكهرب أول ما حد يلاقى اليافطة المكتوب عليها " للسيدات فقط " كأنها يافطة ألغام أو خطر و يجرى عشان يلحق يركب أى عربية تانية ..و يبقى رجل عجوز بيجرى و العربية بتاعتهم تكون فاضية و قاعدين براحتهم يطبخوا و يقشروا كوسة فى الوقت اللى فيه يا أخوانى عربية الرجالة زحمة موت و كلنا لازقين فى الزجاج زى الذباب ، و الادهى انك تلاقى حد من الاعداء راكب العربية معانا و بيطلب و بكل غطرسة ان حد يقعده و او تلاقى واحدة جاية تسألك هو انت نازل امتى ؟ فى تصرف غريب و لما ما تردش تعيد السؤال بلهجة تانى مش محطتك قربت و لا إيه ؟ و تلاقى فى العيون الناس ضغط إنك لازم تقوم وهى تقعد ..ولما تقوم تلاقى واحدة تانية من الاعداء تقولك حاسب بقى يا استاذ ماينفعش كده ..و تلاقى نفس العيون بتزغرلك .. - بعد تلك المعاناة قررت انا و اصحابى على القهوة و اسامة الجرسون اننا نمضى معاهدة تنص على عدم القيام لاى حد من الاعداء تحت اى ظرف وتحت اى صفة ..و ان نعد اسلحتنا استعداداً للموقعة القادمة و اننا نصمد و نرفض اى محاولة لقلب فوزى إلى فوزية أم رجلين حلوة ..و كلنا وقعنا على المعاهدة و شربنا سحلب فى صحتنا ، و كان يوم تاريخى من ايام المقاومة.