فاكرين سهير البابلى لما سألت عادل امام فى مدرسة المشاغبين تعرف ايه عن المنطق فرد عليها اعرف ان الواحد لما ينضرب على رأسه يقع ميحطش منطق ، هو ده بالضبط كان حالى عندما سألنى دكتور محمد مهدى خبير علم الفراسة تعرفى ايه عن الفراسة ؟ وطبعا لأنى لم اكن اسمع عنها من قبل حتى اكتشفت منه انه من اقدم العلوم الإنسانية التى يمكن الإعتماد عليها فى تحليل الشخصية ، عن هذا العلم و كيفية الإعتماد عليه فى معرفة خبايا النفس البشرية كان لنا معه هذا الحوار ما هو تعريف علم الفراسة ؟ عندما نحب ان نعرف اى شىء على حقيقته لابد ان نرده الى اصل اللغة و كلمة فرس الشىء فى تعنى انه تفحصه وآلم به و من هنا اطلق اسم فرس على الحصان بسبب حركة حافره و كان العرب يقولون هذا الحصان افترس الرمال بحافره و المقصود هنا اخذ الشىء مجمل ، و المتفرس او الشخص الذى يعمل بعلم الفراسه عندما يرى شخصا ما يفترسه اى يحكم على شخصيته و يحللها و يحدد مميزاتها و عيوبها فى دقائق معدودة و بالتالى اذا اردنا ان نضع علم الفراسة فى جملة صغيرة نقول عنه انه علم تتبع الإشارات المرئية و البصرية يعنى مثلا شكل العين و الأنف و حركة الجسد و الجبهة كلها مؤشرات تعطى المتفرس مواصفات الشخصية بنقاط ضعفها و قوتها لذلك فإنى عندما اجلس مع عميل حيث انى لا احب ان اقول مريض بعد فترة من كلامى معه اشعر انه يصبح منزعجا عندما يجد انى اقول له كلاما عن نفسه لم يكن يتخيل ان هناك شخص فى الدنيا يستطيع ان يعرفه عنه و لكن تلك هى اصول هذا العلم للوصول الى بواطن الشخصية و مساعدتها على تخطى ازمات نفسية او انسانية معينة او حتى التغلب على صفة تسبب لشخص مشاكل كثيرة فى حياته . هل علم الفراسة يدرس كجزء من علم النفس ام انه علم مستقل بذاته ؟ لا هو علم مستقل بذاته و هو لا يؤخذ بالدراسة و انما بالتلقين او العهد و العرب هم اول من ابدعوا هذا العلم و قد ظل ملتصق بهم حتى الأن و ان كان غير منتشر لأن العاملين به او من اخذوه بالعهد قليلون جدا حيث انه يحتاج الى سنوات طويلة من التعلم و التحليل و عموما العلوم الثابتة قد يكون لها علاقة بالعلوم المتغيرة و تلك هى اوجه الربط بين علم النفس و علم الفراسة الذى وضع اسسه و تكلم فيه رجال لا يصح مراجعتهم اى ان اصوله مثل الأحاديث لا يجوز الإبتكار فيها اما علم النفس فو متغير حيث يظهر فيه جديد كل يوم . و هل هناك اشخاص يأتون اليك لتحليل شخصياتهم بالفراسة ؟ نعم و لكنهم لم يأتوا لتحليل شخصياتهم بشكل مباشر و انما لأنهم لديهم مشكلة يريدوا ان يتغلبوا عليها فبعضهم مثلا يعانى من نقطة ضعف ما و يريد ان يعرف سبل التخلص منها و كثيرا ما يأتى الى شخص ليعرف ان اكانت مواصفات الشخصية التى يريد ان يرتبط بها مناسبه له ام لا و هنا اطلب الجلوس مع الطرفين لأقيس شخصية كلا منهما على الأخر فإذا وجدت انهما متوافقين بنسبة معينة اقول لهم على النقاط التى اذا استطاعوا ان يتغلبوا عليها فإن علاقتهم ستكون رائعة و متوافقة تماما و اذا وجدت انهما غير ذلك اشرح اوجه الإختلاف بينهما و اترك لهما حرية القرار لأن بعضهم يكون مرتبط من الأساس بعلاقة عاطفية و بالمناسبة فليس بالضرورة ان اى اثنين بينهما قصة حب او ارتباط عاطفى يكونا متوافقين انسانيا و هذا هو سبب انتشار الطلاق بين المتزوجين عن حب حيث ان الإحتكاك المباشر بمواقف الحياة يظهر عدم توافق شخصية كلا منهما مع الأخر . لكن هناك ملامح محددة للشخصية لا يمكن اخفاءها و تكاد تكون مؤشر لنجاح اى علاقة من فشلها ؟ هناك اختلاف كبير بين الشخصية و سلوكها يعنى مثلا ممكن تجدى شخصا يعمل فى مجال الإعلام او الإعلان اثناء عمله شديد الأدب و له مهارات لغوية و حسية عالية جدا مما يحقق له نجاحا كبيرا فى عمله و هذا ما نطلق عليه السلوك اما شخصيته فقد تكون مختلفة تماما عن سلوكه فمثلا قد يكون شديد الخجل او سليط اللسان فى حياته الخاصة . ما هى الخطوط العريضة التى يستطيع الإنسان العادى ان يعتمد عليها فى تحليل شخصية معينة ؟ من افضل و ربما ادق العوامل التى يمكن الإعتماد عليها فى تحليل الشخصية طريقة الكلام و كيفية استخدام لغة الجسد اثناء الكلام يعنى مثلا الشخص الذى يستخدم حركة يديه و جسده كثيرا اثناء كلامه يكون عادة شخص مراوغ و لا يقول الحقيقة كاملة او لا يقولها من الأساس كما ان ثقته ضعيفه فيمن حوله و قد يكون لديه فقد فى شيئا ما هذا الشىء اشباع اجتماعى او عاطفى لذلك يحاول ان يفتعل اى حركات تجذب الأنظار و الإنتباه اليه ، اما الشخص الذى يتحرك كثيرا اثناء حديثه فهو غالبا ما يدعى اشياء غير حقيقية او يصف المواقف بأسلوب به مبالغة و فى كل الأحوال هو ايضا شخص غير صادق و يجب على من يتعامل مع تلك التركيبة الشخصية ان يكون حذر منها ، اما الشخص الذى يتجنب النظر لمحدثه فهو يريد ان يصل له بمعلومة محدده ليس غيرها و لكن تلك الشخصية لها عيوب خطيرة مثل انه قد يكون كاذب و لا يريد ان ينظر فى عين من يحدثه حتى لا ينكشف كذبه و قد يكون خجول لا يستطيع ان يتحدث مع احد و هو ينظر اليه و لكن من مميزات تلك الشخصية ايضا انها حريصة جدا فى كلامها و تركز فى كل معلومة تريد ان توصلها خاصة ان حاسة السمع اقوى كثيرا من حاسة البصر . الفراسة تعتمد اساسا على شكل الوجه .. فما هى السمات الخاصة للشخصيات التى تجمعها تركيبة وجه واحده ؟ شكل الوجه فى الفراسه يشكل ما بين 70 الى 80 % من ملامح الشخصية اما النسبة الباقية فيحددها الجسم كله و لكننا لا نستطيع ان نأخذ كل ملمح على حدة بمعنى انى لا استطيع ان اقول لك ان العين الضيقة ترمز لصفة معينة و هكذا انما علم الفراسة قائم على اخذ ملامح الوجه كله و لكننا نستطيع ان نتحدث عن الخطوط العريضة يعنى مثلا صاحب الوجه الدائرى يكون شخص حساس لا يرد الأشياء الى اسبابها الحقيقية و انما يأخذ كل ما يحدث كما هو اما الشخص صاحب الملامح الهادئة او غير المحددة غالبا ما يكون شخص يحتاج الى دعم كل من حوله عكس اصحاب الملامح الحادة الذى عادة ما يعكس شخصية من الصعب الوثوق فيها . احيانا ترى شخص لأول مرة فتشعر بعدم الإرتياح تجاهه و العكس صحيح .. فما تفسير ذلك ؟ اولا هو شىء مرتبط بالشعور و حس القلب الذى نادرا ما يخطىء لكن هذا الشعور تحديدا يتحرك فى اتجاهين الأول و هو اتجاه الشخص الذى يشعر بعدم الإرتياح و هو غالبا ما يكون شخص صادق لديه قدر من الشفافية يستطيع ان يرى بها ما يصعب على غيره رؤيته اما الإتجاه الثانى فيرتبط بالشخص المقابل خاصة ان ما نطويه داخلنا من الصعب اخفاءه عن ملامحنا يعنى لو كان هذا الشخص المقابل انسان سيىء يكمن بداخله قدر من الحقد او الكراهية او الحسد فطبيعى ان يظهر ذلك على ملامحه و سلوكه و طريقة كلامه دون ان يشعر لكن الأهم هنا هو من يستطيع ان يلتقط هذا المكنون لذلك فى بداية ظهور علم الفراسة حاول الناس رفضه و تكذيبه لأنه كان يفضح امرهم و مكنون مشاعرهم لدرجة ان الإمام الشافعى و هو كان من كبار علماء الفراسة كاد يكذب نفسه مرة عندما خرج من مكة الى اليمن طلبا للمزيد فى هذا العلم و فى طريق عودته طرق باب بيت طلبا للماء و بمجرد ان فتح له صاحب البيت الباب شعر الشافعى بعدم ارتياح له و مع ذلك فإن الرجل قابله ببشاشة وجه و كرم كبير لدرجة ان الإمام شك فى علمه و كاد يكذب حدسه تجاه الرجل حتى جاء موعد رحيله فقال للرجل إذا نزلت بمكة فإسأل على الشافعى رغبة منه فى رد كرم الضيافة فرد عليه الرجل " اترانى خادم ابيك " و طلب منه حق الضيافة بما فيها الماء فتأكد الشافعى من صدق حدسه و علمه . و ماذا عن الشخص الذى يحمل بداخله هذا المكنون السيىء ايضا و لكنه يستطيع ان يخفيه بل و يظهر العكس ؟ هناك فعلا ملامح مضللة من الصعب الحكم عليها و لكن هذه الأنماط تكشف نفسها مع الزمن خاصة لدى الأشخاص اصحاب الحس العالى او مع المواقف يعنى مثلا هناك شخصيات تبدو لأول وهلة هادئة جدا و لكن معاشرتها تكشف انها شخصيات لا تحتمل و فجه فى معظم تصرفاتها و هنا نعود مرة اخرى للفرق بين الشخصية و السلوك فإذا اردت ان تعرفى شخصية على حقيقتها ضعيها فى موقف او قرار و على ضوء ما ستفعله يمكنك الحكم عليها . هل حقيقى انه هناك ارتباط بين انماط البشر و الأشكال الهندسية ؟ نعم تلك العلاقة من ثوابت علم الفراسة ايضا فمثلا الشخصيات التى تحتاج الى مرحلة انتقالية لتخرج من عمل الى اخر و لا تجيد التركيز فى عملين او جبهتين فى وقت واحد و التى لديها ثبات انفعالى رهيب كما انها ليست عاطفية و لكنها تجيد صناعة العاطفة تلك هى الشخصية المثلثة ، اما الشخصية الدائرية فهى شخصية شهوانية جدا تدور كل انفعالاتها حول غرائزها ايا ان كانت طبيعة تلك الغرائز كما انها شخصية عاطفية الى حد كبير ، تأتى بعد ذلك الشخصية المستطيلة فهى من الشخصيات التى يصعب التعامل معها لأن انفعالاتها ثابته جدا يعنى عندما يغضب يظل غضبه هذا لفترة طويلة جدا حتى يأتى مثير جديد يغير هذا الإحساس و اخيرا الشخصية المربعة و هى من اسوأ الأنماط على الإطلاق حيث انها شخصية ضعيفة الى ابعد الحدود ، لديها اعتقاد دائم فى نظرية المؤامرة و ان جميع من حولها يريد ان يؤذيها و يغدر بها فضلا عن انها شخصية روتينية الى ابعد الحدود . لماذا لا تنتشر مراكز تحليل الشخصية بالفراسة فى مصر ؟ لقد بدأت تتواجد بالفعل و لكن ليس بالشكل الكافى لأن الناس فى مصر لم تعتاد عليه بعد بالإضافة الى ان بعض الناس لا يحاول ان يفهم نفسه حتى لا يكتشف انه اختار الطريق الخطأ من الأساس يعنى مثلا ممكن نجد شخص يعمل فى مجال ما و حقق به نجاحا لا بأس به و لكن الحقيقة انه يمتلك امكانيات تجعله مبدع و مبتكر فى مهنة اخرى و لكنه اعتاد على حياته بهذا الشكل و لا يريد ان يغيره و نفس القاعدة تنطيق على الإرتباط حيث نجد زوجين يحاول كلا منهما ان يقنع نفسه بأنه سعيد مع شريكه لكن الحقيقة انه لا يوجد اى توافق نفسى بينهما و لكن الإنسان بطبيعته يفضل ان يتعايش مع ألم اعتاد عليه على ان يخوض تجربة جديدة نسبة النجاح فيها تتساوى مع نسبة الفشل حتى لو كان هذا النجاح سيحقق له السعادة الكاملة . كيف يمكننا ان نتأكد من صدق و حقيقة مشاعر الأخرين ؟ بالمواقف عندما تريدى ان تختبرى صدق مشاعر الأخر ضعيه فى موقف يكشف طبيعة شخصيته و حقيقتها و ليس سلوكه لأن السلوك يمكن تقويمه بما يتناسب مع الهدف اما الشخصية فلا يمكن تقويمها لذلك نجد كثير من المتزوجين حديثا عند اول مشكلة او موقف حياتى يقول كل واحد فيهم انا اكتشفت انى اعيش مع شخص لم اعرفه من قبل فالحقيقة هنا انك كنت تعرف سلوكه و ليس شخصيته التى ظهرت على حقيقتها مع المواقف لذلك لابد آلا نصدق كلمات الحب المبالغ فيها بمعنى انه عندما يقول لك اى انسان انه يحبك اكثر من نفسه فلك ان تتأكدى انه كاذب لأنه لا يوجد انسان فى الدنيا يحب الأخر اكثر من نفسه كما ان من لا يحب نفسه فهو من الأساس شخص غير قادر على الحب و العطاء و بالتالى لا يستطيع ان يحب غيره . هل هناك سمات محدده للشخص السعيد و الشخص التعيس ؟ اذا اردت ان تعرفى ان كان الشخص الذى امامك سعيدا ام لا وجه له هذا السؤال بشكل مباشر فإذا اجابك بإنه لا يعرف فهو ليس سعيد و لكن علينا جميعا آلا ننتظر السعادة من الأخرين و انما لابد ان نصنعها لأنفسنا فالسعادة قرار و هذا القرار يتوقف على تعاملى مع الأشياء التى تجعلنى سعيد و ايضا التى يمكن ان تسبب لى التعاسة او الحزن و التى لابد ان نعالجها حتى نتغلب عليها يعنى مثلا ليس كل ناجح سعيد و انما بالضرورة ان يكون كل سعيد ناجح ، و الحب ايضا قرار و ليس اجبار فحقيقى انه قد يقتحمنا دون انذار و لكننا نملك قرار السماح بالإستمرار او طرده من البداية اذا لم يكن مناسبا لنا . و كيف نعرف ان هذا الحب لا يناسبنا ؟ اذا كان فى اولويات حياتنا حيث انه بهذا الشكل سيحولنا لأشخاص بلا ارادة و بالتالى فأنه سينتهى اول ما نعود لنملك ارادتنا من جديد لذلك فإن الحب يأتى فى المرتبة السادسة لأولويات العلاقات الزوجية و العاطفية الناجحة يسبقه فيها الكرامة و العقيدة و الفكر و السلوك و التوافق .