لا يتوقف الشاب عمر السمرة عن المغامرة .. فرغم تسلقه لقمة جبل إفريست ورفعه العلم المصري عليه إلا أنه لا يزال يشعر بأنه لم يحقق ذاته بعد .. والجديد الذي قام به هو تأسيسه شركة لهواة السفر والترحال للأماكن الغريبة فى العالم .. وفى ساقية الصاوى كان اللقاء معه باعتباره نموذج للشاب المختلف في طريقة تفكيره، اللقاء حمل عنوان "للشباب نجوم" وأدارته الإعلامية ماجي الحكيم والمهندس محمد عبد المنعم الصاوي. تحدث عمر السمرة في اللقاء قائلا ً: في 17 مايو 2007 حققت حلمي بصعود قمة جبل إفريست، وقبلها كنت أتدرب أكثر من 12 سنة يوميا، لأكون أول مصري يتسلق أعلى جبل في العالم، والذي يصل ارتفاعه لأكثر من 8500 مترا ودرجة الحرارة فوقه 40 درجة مئوية تحت الصفر، وسرعة الرياح 150 كيلو متر فى الساعة ونسبة الأكسجين أعلاه تقل عن 6% وهو معدل صعب احتماله، ولا أحد يتصور مدى قسوة الحياة في هذا المكان لدرجة أن هناك أكثر من 300 مغامر ماتوا أثناء تسلقهم هذا الجبل، والقصة بدأت معي منذ الصغر فأنا في الأساس ولدت في ويمبلدون بإنجلترا لأبوين مصريين وعندما كان عمرى 11 سنة تعرضت لمرض الربو والأطباء نصحوني بممارسة الرياضة حتى أتغلب على هذا المرض، وعندما كان عمري 16 سنة كنت في سويسرا وقررت صعود أحد الجبال ونجحت في المغامرة بالفعل، ومن هنا بدأت هذه الهواية تنمو بداخلي وقررت على الفور أن أتحدى نفسي وأصعد فوق أعلى قمة فى العالم وهى قمة إفريست، ومنذ ذلك الوقت وأنا أخطط وأتدرب على الجبال وزرت بلادا كثيرة حتى حققت حلمي، وفى الحقيقة أنا طول عمري عندي إصرار غير عادي وتجربتي تؤكد أن اليأس والحسرة لا يفيدان مطلقاً ونحن كشباب لابد أن نتحلى بروح التحدي والمغامرة والمثابرة. وأضاف السمرة: الإنسان قد ينجح مرة ويفشل في أخرى، فأنا طوال ال 12 سنة التى كنت أتدرب فيها كنت فى أوقات كثيرة جدا أشعر بإحباط، وأوقات أخرى كنت أشعر بالأمل لكنى عمرى ما قررت أتنازل عن حلمي، وهذا هو التحدي الذي أقصده ومعناه أن تواصل مشوراك باستمرار وتحاول وفى آخر الطريق بإذن الله ستصل طالما أنك إنسان مخلص في عملك. ويواصل عمر حديثه قائلا: أحلامي لم تتوقف عند صعود قمة إفريست، فقد قررت خلال العامين الماضيين أن أتسلق أكثر 7 قمم ارتفاعا في العالم، والحمد لله تسلقت حتى الآن 4 قمم كما أنني أنوي الذهاب للقطب الشمالي سيراً على الأقدام، وهى مسيرة شاقة لكنها ممتعة، أيضا أنا أسست شركة سفاري هدفها نقل الشباب الذي يهوى السفر والترحال إلى مختلف أنحاء العالم لمعايشة الثقافات والحضارات المختلفة، وطبعا تركت شغلي الرئيسي في مجال البنوك حتى أتفرغ لهذا العمل الذى أعتبره جزءاً من حياتي ومن شخصيتي، وأحب أن أقول للشباب أنني بعد أن تسلقت قمة إفريست اكتشفت أن الإنسان لا يتحدى الطبيعة ولكنه يتحدى نفسه. بوابة الشباب سألت عمر السمرة عن كيفية أن ينمي الإنسان بداخله روح الأمل والإصرار وطلبنا منه أن يقدم روشتة للتحدي فقال: هذه المسألة تعود للقرار الداخلى الذى يتخذه الإنسان مع نفسه ودائماً هناك طرق ووسائل معينة يمكن الاستعانة بها للوصول للتحدي منها مثلا القراءة فى قصص النجاح والبطولات ومحاولة تخيلها واتخاذ أصحابها قدوة ودائما تقول لنفسك هم فعلوها إذن أنا ممكن أفعلها، أيضا ينبغي الابتعاد تماما عن المحبطين أو الأشخاص الذين يشعرون دائما بالفشل واليأس لأن هذا المناخ معدي ومستحيل أن يخرج إنسان عنده عزيمة من بيئة أهلها ناس ضعفاء، أيضاً مهم جداً أن نشعر بأنفسنا وأن نحدد هدفنا أمامنا مع الأخذ فى الاعتبار ضرورة الاختلاف بمعنى أنه من بين كل 100 ألف شخص يوجد واحد فقط هو المختلف في تصرفاته وفى طريقة تفكيره وهذا الشخص دائما ما يشعر بالوحدة والاغتراب لكنه في الغالب يكون هو الصح وهو الشخص الذى من الممكن أن يترك بصمة في حياة الآخرين وهنا يكون أمام الانسان خياران فإما أن يكون شخص تقليدي مثل ال 100 ألف شخص وهنا لن يضيف جديداً، وإما أن يكون هو الشخص المتفرد وفى هذه الحالة عليه أن يتحدى كل شئ.