عزيزى القارئ دعنى أدعوك فى أول فضفضة حرة بيننا، إلى جولة فى عالمنا المستفز اللى بنعيش فيه، وبنظرة سريعة كده هنلاقى إن الحياة بقت صعبة بجد، وأنا شخصيا مش عارفة إحنا عايشين إزاى؟! كل ما تخلص مشكلة تلاقى نفسك -من غير ما تشعر- واقع فى التانية، ورغم صغرها وتدنيها إلا أن فى باطنها قد تنذر بأزمة حقيقية،brحاجات كتيرة مستفزة .. كتبت : مروة عصام الدين ولكننا برضه عايشين! بالتأكيد عايشين بستر ربنا، لأن المصرى بطبعه هادئ وقنوع، ومهما تمرد وزعل برضه فى النهاية راضي، والحكومة " سواء الحكومة دي كانت المدام بقي أو رئيسك في الشغل أو أي حد مركزه أعلي منك وبيتنطط عليك" عارف هيراضيك إزاى بعد ما يطلع عين اللي جابوك طبعا ، "وقيس على كده حاجات كتييييير، حتى فى حياتنا اليومية فى الشغل أو البيت"، وبصراحة شايفة إن المصرى مش راضى بطبعه ولكنه بيحاول والله إنه يكون راضياً، لأن ببساطة ماعندوش حل تاني, فمهما عمل مش هيكون مصطفى كامل ولا عرابى ولا سعد زغلول، لأن دول خلصوا خلاص والتاريخ قفل بابه عليهم. ومن أكتر الحاجات اللى استفزتنى بصراحة في الفترة الأخيرة الوقفات الاحتجاجية لزملائنا صحفيي جريدة الدستور، واللي استمروا فى اعتصاماتهم وتنديدهم لما حدث لهم -ومعهم كل الحق طبعا- لما وقع عليهم من ضرر ولرئيس تحريرهم، وطالبوا بعودته مرة أخرى حتى يستقيم الحال، ولكن بمجرد أن صرّح رضا إدوارد بتعيين الصحفيين المؤقتين وووضع لائحة مالية جديدة انفض المولد!! أيوه إحنا بقينا فى زمن كل واحد بيدور على مصلحته وخلاص، مش بقول لكم هما عارفين يراضونا إزاي! ومن أحد مشاهد الاستفزاز التى وقعت لى مؤخرا عندما كتبت الجرائد أن كيلو الطماطم وصل إلى 10 جنيهات، والناس هى اللى هتجنن مش الطماطم، ولكن الاستفزاز الحقيقى عندما كنت أجلس مع أحد السيناريستات وقال لى فى استياء -قد لاتراه على وجه بنى آدم إلا عندما يمر بجوار دورة مياه عامة فى ميدان التحرير- عيب قوى لما نتكلم فى الجرايد فى الصفحة الأولى عن الطماطم وأزمة العيش والكلام ده, لأن الحاجات الصغيرة دى بتخلى شكلنا وحش قوى بره مصر!! وبجد اتضايقت إن واحداً مثله يفكر بهذا المنطق السطحى التافه ويترك ما هو أبعد من ذلك، فإذا كان هذا هو منطقه فبالتأكيد سينقل لنا تفاهة وسطحية تفكيره فى سيناريوهاته التى تعتمد فى المقام الأول على المظاهر والطبقية الزائفة اللامبررة، وهو أحد الفيروسات التى تحول مجتمعنا على أيديهم إلى مجتمع شكلى لا يهتم لا بالتفاهة والسطحية! طبعا هو شايف كده من وجهة نظره، لأنه مش حاسس بحاجة، وعمره ما دخل بيت مصرى من بتوع حى شبرا اللى الناس عايشة فيه بالستر، وبتحسب هاتصرف فى اليوم كام جنيه عشان تقدر توفر آخر الشهر!! والله اتضايقت جدا عندما ذهبت لأعمل موضوع عن ولد صغير اسمه أحمد فى الصف السادس الابتدائى، يعشق المفكات، وسر حبه إنه عايز يوفر ثمن تصليح أى شيء يعطل فى المنزل من على عاتق أمه، التى قالت لي: ابنى عايز يوفر لى لأن الحياة أصبحت صعبة وغالية، ويدوب بنوفر الفلوس عشان نعرف نعيش، ويمكن حبه لتصليح أى حاجه بالمفك لأنه عايز يوفر أجرة الصنايعى، ولأنه بيحب المفكات جعلته ياخذ "كورس" فى تصليح الموبايلات عشان ينفعه، ورغم إنه غالى ولكننى بعت الغويشة عشان أعلمه, بدل ما يقف عند صنايعى ويتبهدل وحد يقول له كلمة ماتعجبوش أو تجرحه, وطبعا مصاريفه كتيرة، لأنه بيصرف فى اليوم 2 جنيه، بحاول أوفرها له من مصروف البيت، فالحياة بقت غالية نار, وأنا عارفة إن عقله نضيف، ولكن محتاج حد يتبنى موهبته ودماغه ويصرف عليه! وقتها تذكرت فورا كلام السيناريست المبدع بمجرد أن كلمتنى السيدة البسيطة اللى خايفة على ابنها ونفسها تجيب له الدنيا كلها بس مش عارفة، وتخيلت لو أن السيناريست اللى حكيت لكم عنه من شوية يقضى ال day use مع هذه الأسرة، ونجعله يتعايش معهم وكأننا فى أحد برامج تليفزيون الواقع ونشوف هايقدر يعيش معاهم إزاي, تفتكروا طريقة تفكيره ووجهة نظره فى الحياة هاتتغير؟! مش عارفة، خاصة إنه قالى إنه لسه راجع من أمريكا ومعاه "أنتى بكتيريا" بتاعه اللى ما بيشيلوش من جنب علبة السجاير، والموبايل التحفة اللى جايبه معاه وهو راجع عشان بس شكله مميز ومافيش منه كتير فى مصر. هذه العقلية اللى تفرس هى اللى جابتنا ورا .. عقلية اللى بتفكر فى أنها تقيم الغلاف وقشرة المظهر وليس العقل وطريقة التفكير والمبادئ .. وبصراحة وللأسف هتلاقيهم فى كل مكان، مش هاتتعب لما تتدور عليهم، لأنهم للأسف بقوا كتير... ولا أخفى عليكم فى الفترة الأخيرة صدمت فى ناس كنت فاكراهم كبار، ولكنهم طلعوا برضه بيفكروا بمنطق أخينا، ويحترموا قوى اللى يقضى أجازته فى ماليزيا وتايلاند، واللى جايب نظارة ب 1500جنيه عشان بس يكون مميز، والتانى اللى بيغير موبايله كل شوية عشان لما يقابل الناس، إللى فاكر إنه لما يكون معاهم هايبقى من المهمين! ولكن أحب أقولكم أنا مش ضد الإنسان اللى بيحب يستمتع بحياته، ولو حتى اشترى قصر الامير وليد بن طلال فى إيطاليا، اللى اشتراه من كارلا برونى زوجة ساركوزى ب 18 مليون يورو، أو استثماراته فى جمهورية موريشيوس، واللى بتقدر ب250 مليون دولار، ولكن الفكرة إن الناس دى زى ما بتدور إنها تكون "شيك وستايل بس" وبتشتغل طول الوقت على شكلها و"برستيجها" تشتغل ولو شوية على عقلها، وكفاية مظاهر كدابة.