أكد أ.د. هشام الخياط أستاذ الكبد والجهاز الهضمي بمعهد تيودوربلهارس وزميل جامعة هارفرد وعضو الجمعية الأمريكية أن مصر تعد من اعلى دول العالم اصابة بفيروس C وفقا للاحصائيات الصادرة عن منظمة الصحة العالمية فهناك ما يقرب من 20- 22% من المصريين مصابين بفيروس C اى ما يعادل 14 مليون نسمة بل ويوجد بصورة اكبر داخل القرى والمدن التى انتشرت فيها الاصابة بالبلهارسيا وخاصة مدن كفر الشيخ والمنوفية فهناك ما يقرب من 70-80 % من السكان مصابين بالفيروس مشيرا الى أن انتشار الفيروسات الكبدية وبصورة خاصة فيروسC لا يرتبط بمصر وحدها بل انه مشكلة عالمية جاء ذلك خلال ندوة " الفيروسات الكبدية طرق العدوى والوقاية واحدث طرق العلاج " التى نظمتها كلية الصيدلة بجامعة عين شمس تحت رعاية الأستاذ الدكتور حسين عيسي رئيس الجامعة والأستاذ الدكتور عبد الناصر سنجاب عميد الكلية بحضور أ.د. منال الحمامصى وكيل كلية لشئون خدمة المجتمع وتنمية البيئة وعدد من اساتذة الصيدلة وطلاب الدراسات العليا. وفى بادرة امل جديدة لعلاج مرضى فيرس C أعلن أ.د. هشام الخياط عن ظهور ادوية حديثة ترفع نسب الشفاء الى 94 -100 % بل انها تصلح للمرضى الذين لم يستجيبوا للعلاج عن طريق حقن الانترفيرون ومن بينها دواء Sofosbuvir وقد اعلنت وزارة الصحة والسكان عن توصلها حاليا الى اتفاق مع شركة الادوية المصنعة للدواء لاستيراده لعلاج 100 الف مواطن سنويا وسوف يصرف الدواء مجانا عن طريق العلاج على نفقة الدولة وستكون الاولويه للمصابين بتليف الكبد والمصابين الذين لم يستجيبوا للعلاج عن طريق الادوية الاخرى، وتتوقع منظمة الصحة العالمية انه بحلول عام 2020 سيتم القضاء نهائيا على فيروس C على مستوى العالم. وأشار الى ان هناك 8 شركات على مستوى العالم تتنافس لانتاج ما يقرب من 30 دواء لعلاج الفيروس تتميز هذه الأجيال الجديدة من الأدوية بقدرتها علي منع تكاثر الفيروس ومنع استقباله داخل الخلية الكبدية بغلق مستقبلات الفيروس و من المتوقع انه مع حلول عام 2015 ان تصدر ادوية تجمع بين تأثير اكثر من دواء فى قرص واحد وتقلل مدة العلاج الى 12 اسبوع ومتوقع ان تصل به الى 6 اسابيع فقط الا ان هذه الادوية باهظة التكاليف . وعن الانواع المختلفة لفيرس C يشير الى ان هناك 7 انواع جينية من فيروس C وان حوالى 20% من الاصابة بالفيروس تتبع الجين الرابع Genotype 4 وهو المنتشر فى مصر .موضحا انه يصعب تقديم تطعيم ضد الاصابة بفيروس C بسبب ان فصيلته الجينية تتغير بما يعادل 10% من الشفرة الجينية كما انه لا يصل الى نواه الخلية بما يسهل عملية القضاء علية على عكس فيروس B الذى يصل لنواة الخلية . وينبه أ.د. هشام الخياط الى انه يوجد ما يقرب من ربع مليون شخص يصاب سنويا بفيروس C فى مصر بسبب الممارسات الخاطئة، ويرجع اسباب ذلك الى تراخى وزارة الصحة فى الرقابة على تعقيم وتطبيق معايير مكافحة انتقال العدوى داخل المراكز الطبية الصغيرة الموجودة بالقرى والنجوع والمناطق النائية بما يساعد فى انتشار العدوى فى هذه الاماكن يضاف الى ذلك لجوء بعض الصيدليات فى هذه المناطق الى اعادة بيع الحقن البلاستيك مرة اخرى بعد تعقيمها بالسبرتو بما قد يؤدى الى انتشار العدوى فى حالة حقن مريض مصاب بفيرسC بهذه الحقن وكذلك عدم تطبيق معايير مكافحة العدوى داخل العديد من المستشفيات بما قد ينقل العدوى ليس فقط للمرضى الاخرين بل للاطباء و فرق التمريض كما ان عدم التعقيم الجيد للادوات الطبية لدى بعض اطباء الاسنان قد يكون هو الاخر من اسباب ارتفاع معدلات الاصابة بالفيروس فى مصر بل ان انتشار ظاهرة بوتيكات التجميل داخل الاسواق التجارية الكبرى قد يساعد فى انتشار المرض . واوضح ان 3% فقط من الافراد يمكن ان ينتقل اليهم العدوى بين افراد الاسرة الواحدة التى بها شخص مصاب بفيروس C بسبب بعض العادات السيئة كاشتراك افراد الاسرة الواحدة فى استخدام الادوات الشخصية كفرشاة الاسنان – ماكينات الحلاقة – مناشف الوجة وغيرها من الادوات مؤكداً أن يمكن اكتشاف انتقال العدوى للفرد عن طريق اجراء تحليل PCR بعد مرور من 2 الى 4 اسابيع من الشك فى انتقال العدوى . ويشدد على ضرورة الاهتمام بالاكتشاف المبكر للاصابة بفيروس C وتقديم العلاج بما يقلل من المضاعفات التى قد يسببها خاصة وان من 50-80 % من المصابين لا يدرك اصابته الا بعد حدوث تليف فى الكبد بل فى بعض الاحيان قد يصل الامر الى الاصابة بسرطان الكبد مشيراً الى أن الافراط فى تناول الكحوليات والتدخين والاستخدام الغير رشيد للادوية وخاصة المسكنات كالبروفين قد يؤثر على المدى الطويل على كبد مريض فيروس C ويسبب الالتهابات الكبدية والتليف بل والاورام . ويضيف انه حاليا ظهرت طرق متعدد لاكتشاف الاصابة بخلاف تحليل PCR فهناك اختبارات عن طريق اللعاب وكذلك جهاز تشخيص الاصابة بفيروس C التى تم اختراعه فى مركز أبحاث الهيئة الهندسية للقوات المسلحة مؤخراً والذى يكشف الاصابة بدون أخذ عينات دم عن طريق مرور المريض بكامل ملابسه أمام الجهاز، وقد أثبتت الدراسات تميز الجهاز بحساسية فائقة لتحديد وجود الفيروس من عدمه، مؤكداً ان جهاز التشخيص يختلف تماما عن الجهار الذى يدعى انه يعالج المرض والذى لم يعلن فريقه حتى الان عن كيفية استخدامه ولم ينشر عنه اى ابحاث فى المؤتمرات الدولية. وعن تطور طرق علاج فيروس C يشير أ.د. هشام الخياط الى ان حقن الانترفيرون تعد من اشهر ادوية علاج الفيروس حتى عام 2011 وكان يسجل نسب شفاء تصل الى 60% ثم ظهر الجيل الاول من الادوية التى تاخذ بالفم لعلاج الفيروس مثل Telaprevir – Boceprevir والتى رفعت نسب الشفاء الى 70-80 % كما انها قللت فترة العلاج وفقا لاستجابة الحالة للدواء الا ان مشكلة هذه الادوية انها تاخد مع حقن الانترفيرون بجانب الاثار الجانبية التى تسببها للمريض كما ان المريض يأخد كميات كبيرة من الادوية تصل الى 12 قرص يوميا موزعة على 3 جرعات.