قالوا كثيرا عن الحب ولكن تبق مقولة افلاطون ...الحب اعمى ...هى الاكثر شيوعا و التى توارثتها الاجيال وربما تكون مستوحاه من الاسطوره الاغريقيه التى تروى ان الاله زيوس كبير الهة اليونان القديم قد اقام محاكمه لاله الجنون الذى اصاب اله الحب بالعمى اثناء شجارهما و بموافقه جميع الالهه حكم على اله الجنون ان يظل يقود اله الحب طوال العمر فارثى الالهه لحال البشر وقالوا يا ويل البشر من الحب فقد صار اعمى يقوده مجنون ...... وهكذا تناثرت الكلمات و الحكايا التى تسب الحب و تحذر منه و تحوله الى رذيله و فخ و احيانا ذنب و برغم هذا لم ينكر التاريخ ان جبابرته الذين استعمروا شعوب وبلدان قد استعمرهم الحب فخلد قصة نابليون مع جوزفين تلك الارمله التى كانت تكبره بست اعوام و ارسلت اليه ابنها كى يطلب منه سيف والده الذى قتل فى احداث شغب انذاك و ابدى نحوه عطفا و تطورت علاقته به و بجوزفين والدته حتى وقع فى غرامها و ارسل اليها ثلاثه و ثلاثين الف رسالة حب قبل وبعد زواجهما و قد اقيم مؤخرا مزاد على بيع احدى رسائله و قد قدرت ب409 الف يورو وهى واحده من ثلاثة رسائل قبل الزواج و قد لعن فى احداها الطموح و السلطه و المجد الذى يفرقهما ....اما صاحب اكبر مذبحه بشريه فى التاريخ المعاصر السيد هتلر فقد اوشى به التاريخ و كشف عن سبب موقفه الدموى تجاه اليهود بسبب عشقه المهزوم لليهوديه كلارا هوفمان التى رفضت الزواج منه و السفر معه الى المانيا عندما كان لازال دهانا فى النمسا فاقسم لها يوم فراقهما انه سيات يوما و ينتقم منها....وهكذا قد سرب التاريخ قصص ابطاله التى قد لا نتصورها وسط الدماء و الحروب فقد اعتدنا ان نعثر عليها وسط الشموع و الاضواء الخافته و الهدوء ومع الورود التى ارتبط حلولها بالحب و صورتها الاساطير على انهن صبايا قتلهن الحب فاصبحهن رمزا له فالبنفسج تلك الزهرة الشتويه كانت صبيه جميله و رقيقه قد تزوجها ملك الثلج الذى كان يعانى من الحزن و الضيق فنصحه رجاله بان يتزوج من فتاه جميله فاتوا اليه ببنفسج او فيولت كما تسميها الاسطوره الانجليزيه فاحبها و اذابت جليد احزانه و ادخلت اليه الدفء و البهجه وعندما حل الربيع طلبت منه ان تزور عائلتها فرفض فى البدايه حتى لا يعود لاحزانه و لكن امام عشقه لها اضطر للموافقه و لكن بشرط ان يحولها لزهره حتى تعود اليه بسرعه قبل ان يحل الشتاء و رحلت و لم تعد و صار البنفسج رمز الدفء و الحب يات مع الشتاء و يرحل مع الربيع و عندما يحل الصيف تتعطر الصحراء بالياسمين تلك الزهره التى تروى الاسطوره العربيه انها كانت صبيه جميله تعيش فى الصحراء و دائما ما كانت تتوشح بخمار ابيض فراها ملكا و احبها و تزوجها وغادرت صحراها و سكنت قصره الكبير واحاطتها الجدران المذهبه التى اشعرتها بجليد وحدتها فقررت الهرب و العوده الى موطنها و رحلت و توشحت بخمارها الابيض وذابت وسط رمال الصحراء و تحولت لزهرة بيضاء يختلط رحيقها بنسائم الخواء اللانهائى وصارت رمزا للحريه .......فهكذا كان و سيبق الحب الماده الشفافه التى تتلون بها الاساطير و تكتب منها القصائد و ستجده تحت جلد التاريخ ووسط نظريات الفلاسفه و بين سطور الروايات و بين الصحراء وفوق الجليد فهو تلك العصا السحريه التى تتحرك بدون دستور يحكمها بين الازمنه و الاماكن دون حدود ....ويبق السؤال هل حقا الحب اعمى كما قال افلاطون؟لو كان الحب اعمى ما كان لدينا الان رواية الخالد قاهر الظلام طه حسين دعاء الكروان و التى لازالت تحاكى الحب فى ارقى حالاته الانسانيه فالحب قد يكون احيانا اعمى البصر لكن الاكيد انه لم يخلق اعمى البصيره ............ منى عوض كانبة روائية وباحثة فى التاريخ