" إذا كان من حقك أن تستنشق الهواء النظيف فمن حقي أن أدخن " .. ده هو دفاع المدخنين عن موقفهم ، خاصة بعد بداية تطبيق القانون 145 لسنة 2007 بمنع التدخين في الأماكن العامة ولكن .. هل هذا القانون سيتم تطبيقه لفترة ثم يهدأ الموضوع ؟ توقعات وآراء مختلفة مابين مؤيد ومعارض ولكل وجهة نظره .. تعالوا نتعرف عليها . الدكتورة سحر لطيف مديرة إدارة مكافحة التدخين بوزارة الصحة والمسئولة عن تطبيق هذا القانون في كل محافظات مصر تقول : في أحدث الاحصائيات التي قامت بها وزارة الصحة مع منظمة الصحة العالمية وجدت أن نحو 70% من الأشخاص يتعرضون للتدخين السلبي ، وهدف وزارة الصحة من تطبيق القانون 145 لسنة 2007 الخاص بمنع التدخين في الأماكن العامة هو حماية غير المدخنين وتقليل نسبة التدخين السلبي الذي تنتج عنه اضرار كبيرة وأيضا تقليل نسب المدخنين ، ومنذ عدة سنوات ونحن نحاول إصدار هذا القانون ولكن تأخر تنفيذه بعض الشيء بسبب اللائحة التنفيذية وبعض الاجراءات القانونية لضمان فعاليته ونجاحه ، وعندما صدر القانون 145 لسنة 2007 الخاص بمنع التدخين في الأماكن العامة بدأنا في تطبيقه . ، ونحن في المرحلة التمهيدية لتطبيق القانون بمعني أننا سوف نعلن مبادرتنا علي جميع المحافظات تباعا ويتم تطبيق القانون في محافظة معينة كل ثلاثة أشهر ، كما أننا لن نستطيع أن نبدأ المشروع في جميع المحافظات في وقت واحد لضمان نسب النجاح وهو ما يضمن قبول باقي المحافظات للمبادرة نظرا لنجاحها في المحافظات الأخري وهكذا ، وبدأنا فاعلية المشروع منذ ثلاثة أشهر بتقديم مبادرات للمحافظات وهي الاسكندرية , و الأقصر و بور سعيد . ووجدنا من المحافظين قبولا وترحابا كبيرا وتعاونا ومساعدات بأقصي درجة لنجاح القانون واستعدادا كبيرا لوضع القواعد للمواطنين لمنع التدخين في الأماكن المشار إليها . وبصراحة شديدة لم نكن نتوقع هذه الاستجابة الفورية من المحافظات وهو ما شجعنا علي بدء المشروع ، وبدأنا في تطبيقه بالفعل في محافظة الاسكندرية بعد عيد الفطر مباشرة في 10 سبتمبر لكونها أول محافظة مصرية أعلنت عدم التدخين في شهر يونيو الماضي , ثم في محافظة الأقصر ثم محافظة بورسعيد . وقالت عن الأماكن المحظور فيها التدخين والتي يطبق فيها قانون منع التدخين : هناك أماكن لا يمكن كسر القاعدة فيها مثل المنشآت التعليمية المدارس والجامعات والمعاهد والمصالح الحكومية , النوادي ومراكز الشباب ففي النوادي أماكن مغلقة مثل الصالات المغلقة فممنوع التدخين بداخلها , المواصلات العامة . وفي أي عمل أو منشأة سوف يتم تطبيق نص هذا القانون وخاصة المصالح الحكومية ونحن كمرحلة أولي سوف نبدأ بالمصالح الحكومية ثم سوف يطبق القانون علي المصالح الخاصة أيضا . وعن اعتراض موظفي المصالح الحكومية علي هذا القانون تقول : في المصالح الحكومية يدخل علي الأقل مائة مواطن يوميا فما ذنبهم أن يتعرضوا لدخان السجائر وإذا احتاج الموظف لتدخين سيجارة يخرج للشارع ليدخن . أما عن الغرامة فتقول : من يتم ضبطه وهو يدخن في الأماكن المحظور فيها التدخين السابق ذكرها سيتم عمل محضر له في أقرب قسم شرطة ويتم دفع غرامة تقدر بنحو 100 جنيه ونوع المخالف يختلف فغرامة الموظف تختلف عن غرامة مدير مؤسسة لأنه المسئول أمام وزارة الصحة عن تطبيق القانون في مؤسسته ولن نحصلها نحن إنما وزارة الداخلية من خلال قسم الشرطة الذي تم فيه تنفيذ المحضر . أما الأماكن التي من المستحيل أن يكون التدخين محظورا فيها ويستطيع المدخن أن يدخن فيها بأمان بدون غرامات فهي الشوارع والمنازل . أما رأي القانون فيقول الدكتور محمد مصطفي يونس عميد كلية الحقوق جامعة حلوان : عندما يتم اعتماد قانون جديد يتم نشره في الجريدة الرسمية ليعلم الجميع بسريان القانون وبعد مدة معينة يتم تحديدها مسبقا ويطبق القانون . وبالنسبة لقانون منع التدخين 145 لسنة 2007 الصادر منذ 3 سنوات المهم تطبيقه وتنفيذه الآن . وعن الغرامة يقول : مؤكد سوف تطبق الغرامة علي المخالف للقانون ويتم تحديد قيمة الغرامة وفقا لقواعد تحددها وزارة الداخلية وفي حالة تكرار المخالفة تعتبر جنحة ويتم تطبيق أقصي عقوبة علي المخالف وهي السجن لمدة تتراوح ما بين يوم إلي 3 سنين ، ولدينا في مصر العديد من القوانين الجاهزة ولكنها لم تنفذ وينقصها الرفع والتنفيذ والتطبيق لذلك نأمل أن ينفذ هذا القانون ويطبق في جميع محافظات مصر وأن يكلل بالنجاح . وسألنا بعض الشباب والكبار من المدخنين وغير المدخنين عن رأيهم في قانون منع التدخين وكان هذا ردهم : ماجد علي طبيب باطني 29 عاما يقول : أي إنسان يطبق القانون يعتبر إنسانا متحضرا وأنا شخصيا سأتعود من الآن وقبل تطبيق القانون في القاهرة علي عدم التدخين في الأماكن العامة فنحن نتمني أن نكون متحضرين وهذه أولي خطوات التحضر . نورا عمران محاسبة بقطاع خاص : نعاني التدخين السلبي في العمل والمواصلات والمحلات والبنوك وأحيانا عندما أعود من عملي أشم رائحة ملابسي أجدها كلها سجائر لدرجة أن ابني الصغير يقول لي ماما رائحتك سجائر ولكن لي سؤال هل سوف يطبق هذا القانون بالفعل أم مجرد ورق فقط وماذا نفعل إذا دخن أحد زملائنا نبلغ من؟ وهل سيمنعه أحد عن التدخين؟ علي فاروق عبد الناصر 36 عاما رجل أعمال : برغم أنني مدخن بشراهة إلا أنني أول الملتزمين بهذا القانون خاصة أنني من محافظة الاسكندرية وبالمحافظة أماكن عديدة تم منع التدخين فيها ويطبقها المواطنون بسلاسة قبل أن يتم اصدار القانون . عمر عبد الحي 19 عاما طالب بالفرقة الأولي كلية حقوق : قال رسول الله صلي الله عليه وسلم لا ضرر ولا ضرار بمعني أن لا تضر نفسك ولا تضر غيرك ، وأنا أكره التدخين والمدخنين ومدرس اللغة الانجليزية كان يدخن في الفصل أثناء الحصة بلا انقطاع وتحدثنا معه عن حساسيتنا من التدخين ولكن لم يستجب لنا قائلا لن أعرف أشرح بدون السيجارة ولأنني كنت أجلس في الصف الأول كنت أضع منديلا علي أنفي من رائحة التدخين ونفس الأمر تكرر لمدرسين آخرين في الدروس الخصوصية . سيد خليفة طالب بكلية خدمة اجتماعية 22 عاما : أنا أعتبر أن التدخين ليس حرية شخصية وأوافق علي منعه بشدة وهي فرصة لكي نكف عن التدخين فأنا خالي توفي بسبب السيجارة ولا أريد أن أموت مثله وحاولت أن أبتعد عن التدخين لكن بلا فائدة وأتمني أن يكون هذا القانون سببا في ابتعادي عن التدخين . إبراهيم عبد العزيز محاسب قانوني : هناك مقولة تقول : إن حريتي تنتهي عند حرية الآخرين أي أن الشخص الذي يدخن يؤذي من حوله وأنا مع منع التدخين في الأماكن العامة وأنا لا أدخن بمكتبي في عملي وأدخن في الكافتيريا لأنني الوحيد الذي يدخن بالمكتب وأيضا في المنزل أدخن في الشرفة وأري أن القانون الجديد سيكون فرصة للإقلاع عن التدخين .