دارت حالة من الجدل، أمس الثلاثاء فى الشارع السياسى بعد تردد أنباء حول لقاء قيادات بجماعة الإخوان وحزب الحرية والعدالة بالكاتب محمد حسنين هيكل والمعروف بقربه من المسئولين وأصحاب القرار. وأعطى اللقاء مؤشرات لدى بعض القوى السياسة بأن "الإخوان" يسعون لمصالحة سياسية بعد التضيق عليهم فى الأيام الماضية والقبض على قياداتهم، خاصة بعد لجئوهم رجل طالما هاجموه ووصفوه بأنه "مُنظر الانقلابيين". وتضاربت التصريحات حول صحاب الدعوة للقاء- خاصة أن كل اتجاه له تأويل- حيث ذكر الموقع الرسمي لحزب "الحرية والعدالة"، أن الدكتور محمد علي بشر والدكتور عمرو دراج القياديين بالحزب، التقيا صباح أمس الثلاثاء، ب"هيكل"، بمكتب الأخير بناء على دعوة تلقاها الحزب منه، إلا أن مقربين من "هيكل" أكدوا عكس ذلك. حيث أكد الكاتب الصحفي مجدي الجلاد، أن لقاء "هيكل" بالقياديين الإخوانيين تم في مكتب هيكل الخاص بالجيزة، بناء على طلبهم، واستمر لمدة ساعة ونصف، وتطرق الحوار إلى سبل الخروج من المأزق الحالي الذي تمر به مصر. وأضاف أن هيكل أخبر القياديين أن الحديث حول عودة الرئيس المعزول محمد مرسي للحكم تجاوز الواقع، ولابد من أن يتم تغليب مصلحة مصر على مصالح الجماعة، وأكد هيكل أنه لا يلعب دور وسيط. وأشار الجلاد فى اتصال هاتفى لبرنامج "الحدث المصرى" على فضائية "العربية الحدث" إلى أن اللقاء تطرق حول حرق المكتبة الخاصة ب"هيكل" فى برقاش بالجيزة، حيث كان قد اتهم هيكل الإخوان بأنهم وراء الحادث وأنه كان سيناريو معد من قبل التنظيم للانتقام من بعض السياسيين والاعلاميين عقب فض اعتصامى "رابعة " و"النهضة" ، وهو ما حاولا نفيه "دراج " و"بشر" إلا أن "هيكل" قال إنه سيترك الأمور للتحقيقات وأنهم تجاوزا مصلحته الشخصية من أجل مصلحة البلاد، مؤكدا أنه لا يطمح إلى أي منصب. ومن جانبه قال عمرو دراج فى تصريحات صحفية إن الجميع اتفقوا في نهاية اللقاء على أهمية استمرار الحوار بما يحقق المصلحة الوطنية العليا للوطن ويكفل له الاستقرار لكي يتمكن من مواجهة التحديات التي تواجه أمنه القومي في إطار من تلاحم المجتمع. من ناحية أخري ، طرحت جماعة الاخوان عبر موقعها الاليكتروني تفاصيل اللقاء ..حيث أكد د. عمرو دراج، عضو المكتب التنفيذي لحزب الحرية والعدالة والقيادي بالتحالف الوطني لدعم الشرعية أن لقاءه ود. محمد علي بشر القيادي بالتحالف مع الكاتب الصحفي محمد حسنين هيكل جاء في إطار تبادل وجهات النظر دون طرح لأي مبادرات أو حديث عن تفاوض أو توصيل رسائل من أي نوع أو لأي طرف. وقال دراج:" إن هيكل أوضح أنه يتحدث بصفته الشخصية، مشددا على أن د. بشر أكد شرعية مطالب التحالف والقوى المؤيدة للشرعية، وأهمية بناء المستقبل على أساس الشرعية وليس الحياد عنها مشيرة إلى أن هذه الشرعية متمثلة في عودة الرئيس المنتخب والدستور المستفتى عليه ومجلس الشورى المنتخب". وأوضح د. دراج أن كثيرا مما نشر في وسائل الإعلام حول ما سموه تفاصيل اللقاء غير صحيحة بالمرة، مناشدا الإعلام بتحري الدقة والموضوعية في نشر الأخبار خلال هذه المرحلة من تاريخ وعمر الوطن مشدداً على أن هيكل لم يعرض أيا من المقترحات أو المبادرات بالإفراج عن قيادات الجماعة أو منح الحزب 3 وزارات أو السماح للجماعة بالعمل تحت جمعية أهلية. وأشار إلى أن هيكل كان قد وجه في أحد اللقاءات التلفزيونية اتهامات صريحة بحرق مكتبته ومنزله والاعتداء عليهما من قبل الإخوان، وهو ما دفع د. بشر للاهتمام، وقام بإجراء مكالمة بهيكل لتوضيح أن هذا ليس نهج الإخوان، وأن الجماعة بريئة وأن منهجها هو السلمية. وأضاف: "خلال هذه المكالمة التي أوضح فيها د. بشر براءة الإخوان من أي أعمال عنف، وجه هيكل الدعوة لقيادات الحزب للقائه، وما يفسر أننا ذهبنا ممثلين عن حزب الحرية والعدالة وليس التحالف لأننا ذهبنا لنفي أن الإخوان متورطون في ذلك، وبالتالي لا يدخل في إطار الحالة السياسية ولا التفاوض السياسي". فى السياق اته أكد د. محمد علي بشر- وزير التنمية المحلية الشرعي والقيادي بالتحالف الوطني لدعم الشرعية ، أن لقاء الثلاثاء مع محمد حسنين هيكل لم تطرح فيه مبادرة من هيكل، أو تراجع فيه التحالف عن الشرعية الدستورية، مشيرًا إلى أن اللقاء رغم جوه الودي وتقديرنا له، إلا أنه مثل أي لقاء جمع بين التحالف وآخرين؛ للتعبير عن وجهة نظر التحالف دون استثناء أحد. وأوضح بشر:" أن التحالف لديه إصرار على عدم قبول فكرة الأمر الواقع، والاستناد إلى واقع حركة جماهيرية تتواجد في الشوارع تريد عودة الشرعية الدستورية، مشيرًا إلى أن هيكل كان يريد الاستماع لوجهة نظر التحالف ليس ممثلا لأحد ولا حاملا لواسطة، وكذلك حرص التحالف علي توضيح وجهة نظره. وأكد أن اللقاء الذي جمعه ود. عمرو دراج وزير التعاون الدولي الشرعي ، بمكتب هيكل جاء أثناء اتصال هاتفي بهيكل؛ لتأكيد أن الإخوان والتحالف ليسا مسئولين تجاه فيلته ومكتبه، وطلب أثناءها هيكل مقابلته. وأشار بشر إلى أنه أكد أن التحالف الوطني لا يتبني العنف ولا يحرض عليه ومازال مصر علي استقرار البلاد ووحدة الجيش المصري وابتعاده عن العملية السياسية ويرفض الاستقواء بالخارج، مشددًا علي أن اللقاء بأهميته يأتي في إطار حرص التحالف علي نقل وجهة نظره ورؤيته إلي الجميع دون استثناء. وحول إمكانية التغيير عن مباديء التحالف او امكانية كونها فكرة هيكل مرسلة عبر السلطات، قال بشر: إن اللقاء لم يتضمن مبادرة من السلطات الحالية عبر هيكل أو تفاوض حول المستقبل أو أي شييء في هذا الإطار، ونحن لم نطرح أيضًا إلا رؤية التحالف الوطني لدعم الشرعية ورفض الانقلاب. اقرأ المقال الأصلي علي بوابة الوفد الاليكترونية الوفد - الإخوان تكشف تفاصيل لقاء هيكل بدراج وبشر .