في الوقت الذي تشهد فيه عدد من المدن والمناطق التركية موجة احتجاجات ومظاهرات تطالب باستقالة رئيس الوزراء التركي، رجب طيب اردوغان، وبين الاستقبال الحافل الذي شهده رئيس الحكومة عند وصوله إلى مطار إسطنبول، وبين وصفه بأنه قائد فذ لم تشهد تركيا مثيلا له وبين اتهامه بأنه ديكتاتور، قدمت CNN عدداً من الإنجازات والتصريحات لاردوغان ويمكنكم بعدها بناء حكمكم عليه: وصفت صحيفة "واشنطن بوست" الأمريكية بأن اردوغان "يقدم دليلا مؤسفا بأنه بالإمكان أن يكون الفرد منتخبا ومستبدا في الوقت ذاته." مطالب المتظاهرين بسيطة، وتتمثل باستقالة اردوغان من سدة الحكم، بحسب ما قاله أحد المحتجين بمدينة إسطنبول. وأشار رئيس الوزراء التركي، رجب طيب أردوغان إلى أن المتظاهرين خارجون عن القانون، لأنهم لم يتمكنوا من هزيمته من خلال الانتخابات وصناديق الاقتراع. وبين اردوغان أن المظاهرات الجارية حاليا ستثبت عد وجود ربيع تركي، مشيرا إلى ما شهدته بعض الدول العربية من مظاهرات وإطاحة بأنظمة ورؤساء، وما عرف لاحقا بأنه "ربيع عربي." على الصعيد الآخر فإن انجازات اردوغان الاقتصادية في البلاد تتمثل ب: - أرقام الاقتصاد التركي تتحدث عن نفسها منذ تولي أردوغان للسلطة، حيث تعتبر تركيا مقصداً للاستثمارات المباشرة، والتي تجاوزت قيمتها 100 مليار دولار منذ العام 2003. - برزت تركيا خلال العقد الماضي، وبالتحديد منذ تولي أردوغان للسلطة بحجم الصادرات الهائل والمتنامي بصورة كبيرة على مر الأعوام، حيث تشير الأرقام الرسمية إلى وصول قيمة الصادرات التركية إلى 152 مليار دولار خلال العام الماضي، أي عشرة أضعاف قيمة الصادرات التركية قبل تولي أردوغان السلطة. - تمكنت تركيا في عهد أردوغان من الوصول إلى المرتبة ال17 على قائمة أقوى الاقتصادات في العالم، بحسب الأرقام الرسمية الصادرة عن صندوق النقد الدولي، حيث اظهرت الأرقام وصول الناتج المحلي الإجمالي في تركيا إلى نحو ثلاثة أرباع تريليون دولار في هذه الفترة أي أنه ثلاثة أضعاف ما كان عليه قبل العام 2003. وقد أعلنت الحكومة التركية أن رئيسها، رجب طيب أردوغان، لا يستبعد إجراء استفتاء في اسطنبول حول مشروع تطوير ميدان تقسيم، وذلك عقب اجتماعه مع مجموعة من زعماء المحتجين. والتقى أردوغان ممثلين عن حركات شبابية في مقر حزب العدالة والتنمية الحاكم في اسطنبول بعد أسبوعين على اندلاع احتجاجات لمنع قرار بقطع أشجار من أجل بناء مشروع تجاري وسكني في حديقة جيزي التاريخية. وقد رفض العديد من ممثلي المتظاهرين المشاركة في هذا الاجتماع، معتبرين أنه لا تفاوض مع من استخدم العنف لقمع تلك المظاهرات التي سرعان ما تحولت إلى حركة احتجاجية واسعة ضد سياسة حكومة أردوغان. وفي ختام الاجتماع الذي استغرق أكثر من 3 ساعات، قال نائب رئيس الحكومة، حسين جيليك، "قد نطرح هذه المسألة (تطوير ميدان تقسيم) على اقتراع شعبي.. وفي الديموقراطية وحدها إرادة الشعب هي التي تؤخذ بالحسبان". وأضاف جيليك أن أغلبية ممثلي المحتجين أعربوا خلال لقائهم أردوغان عن موافقتهم لاجراء الاستفتاء، مشيرا إلى الحكومة رفضت طلبهم ب"إيقاف المشاريع في تقسيم إلى ما بعد الانتخابات البلدية المقبلة، لأن ذلك سيكبد البلاد خسائر كبيرة". كما طلبت الحكومة من المعتصمين مغادرة حديقة جيزي وميدان تقسيم "فورا"، وقال جيليك في مؤتمر صحفي إن "أصحاب النوايا السيئة أو من يسعون للاستفزاز والبقاء في الحديقة سيواجهون الشرطة." يشار إلى أن القمع الشديد للاحتجاج الأولي في متنزه جيزي أدى إلى اضطراب أوسع، جذب تحالفا من العلمانيين والقوميين والمهنيين والنقابيين والطلبة، الذين اتهموا أردغوان وحزبه بمحاولة تقويض العمانية بالبلاد وأسلمة المجتمع التركي. ووصل حزب العدالة إلى السلطة عام 2002 وكسر النفوذ السياسي للجيش الذي أطاح بأربع حكومات خلال أربعة عقود بما في ذلك أول حكومة يقودها الإسلاميون في تركيا. ويبقى العنصر الغائب بشكل ملحوظ في هذه الأزمة، هو التكهن بحدوث انقلاب عسكري وهو ما صاحب الاضطرابات الاجتماعية السابقة، ويعزو البعض ذلك إلى الإصلاحات التي حققها أردوغان. كذلك لا يوجد أي بديل سياسي على ما يبدو لرجل يواجه معارضة ضعيفة في البرلمان، وجماعات متشرذمة في الشارع.