قال الدكتور سعد الدين إبراهيم مدير مركز ابن خلدون للدراسات، إنه يحق لإثيوبيا إقامة سد النهضة وينبغي التفكير في إقامة استثمار مشترك بين مصر وإثيوبيا بعد إقامة هذا السد، مشيراً إلي أن التعامل مع هذا الملف كان ينبغي أن يحدث منذ 5 سنوات ونظام مبارك لم يفعل هذا وقصر نظام الإخوان في التعامل معه حتي اللحظات الأخيرة. وأضاف إبراهيم، خلال لقائه مع الإعلامية ريهام السهلي في برنامج 90دقيقة علي قناة المحور، أن هذا الموضوع أزمة بالفعل إلا أن مصر تتحمل الجزء الأكبر من المسئولية عن تلك الأزمة، مشيراً إلي أن إثيوبيا دولة منبع مثل كينيا وأوغندا حيث منابع نهر النيل. واستطرد قائلا: إن 40% من مياه النيل تأتي من الهضبة الإثيوبية كما أن المياه الآتية من تلك الهضبة تحمل الطمي الذي يخصب الأراضي المصرية، وبالتالي موضوع إثيوبيا مهم حيث إن علاقاتنا معها تاريخية منذ آلاف السنين حتي أن فيردي عندما وضع أوبرا "عايدة" صورها كأميرة إثيوبية وعشقها أمير مصري وهذه العلاقات كانت تحتاج لرعاية أكثر نشاطاً. وقال إن 80% من القوى السياسية ترفض مشروع قانون السلطة القضائية و20 % فقط يوافقون عليه وهم الإخوان المسلمين ومجلس الشورى يمارس مهمة التشريع على سبيل الاستثناء وليس دوره أن يشرع، وما يحدث من تشريع للشوري في غياب مجلس الشعب يجب أن يتم في أضيق الحدود. وقال سعد الدين إبراهيم: الإخوان لا يريدون فقط حق التشريع بل يريدون الحكم ب"حق إلهي" مدى الحياة، مؤكدًا أن رجال القانون والقضاة لم يكونوا في حاجة إلى الدخول في نزاع مع السلطة الحاكمة إذا شعروا أنها شرعية وعادلة. وأضاف سعد الدين إبراهيم: الإخوان يتعجلون الاستئثار بالسلطة واحتكار القرار، وعلينا أن نتذكر ما حدث عقب الانتخابات الرئاسية وخلال تشكيل الجمعية التأسيسية للدستور التي وعد الرئيس مرسي أن الإخوان لن يمثلوا الأغلبية في الجمعية، لكن هذه ليست المرة الأولي التي يعد فيها الرئيس مرسي والإخوان ثم يحنثون بوعودهم. وتابع إبراهيم: 60% من أعضاء تأسيسية الدستور كانوا إخوان مسلمين، وشكلوا مع السلفيين ثلثي مقاعد الجمعية وبالتالي شرعوا كل شيء علي مقاسهم وهواهم، مؤكداً أن مقاطعة القوي السياسية لتأسيسية الدستور، قوضت شرعية ما صدر عن الجمعية الإخوانية -حسب قوله-. وقال سعد الدين إبراهيم: إن قيام الإخوان المسلمين بإجراء الانتخابات البرلمانية يشكك في نزاهتها، ولذلك لابد من وجود رقابة دولية علي الانتخابات حتي تطمئن القلوب لها، وإذا لم تكن هناك ثقة في تلك الانتخابات ستعتبر عبثًا خاصة أن الإخوان يعزلون أنفسهم عن القاعدة الشعبية بأسلوب إدارتهم للأمور.