قبل ثورة 25 يناير لم يكن وصف " ناشط " يطلق سوي علي بعض العاملين في منظمات حقوق الإنسان ، لكن طوال العامين الماضيين أصبح وصف " ناشط سياسي " يطلق علي كل شاب شارك في الثورة وكان له دور في فعالياتها ثم انضم لائتلافاتها أو الأحزاب التى تم تأسيسها مؤخراً ، وبمرور الوقت أصبح هذا اللقب وكأنه درجة علمية أو ظيفية مثلاً .. وظهر علي الفضائيات طوفان من الشباب الذين يعرفون أنفسهم بأنهم " نشطاء سياسيون " ، فهل فقد هذا التوصيف دلالاته وأهميته بخاصة مع وجود بعض النماذج التى تسيء له ؟ أم أنه بمرور الوقت أصبح مثل " المحلل السياسي " أو " الخبير الاستراتيجي " وغيرها من الألقاب الشرفية التى يمكن أن تتحول إلي مهنة ؟ كتبت : رانيا عكاشة في البداية يقول معاذ عبد الكريم - عضو المكتب التنفيذي لائتلاف شباب الثورة : الناشط السياسي هو أي فرد يهتم بقضية سياسية لها شرعية وينشط في أن ينقلها وينشرها للناس سواء بأعمال رسمية أو من خلال مواقع اجتماعية افتراضية ، والناشط من الممكن أن يكون شخصاً على درجة عالية من الثقافة .. أو حتى مجرد شخص عادي أصبح يدرك قضايا وطنه ، وأى فرد يستطيع أن يصبح ناشطاً سياسياً مادام يطالب بحقوق سياسية ويدرك ما يتكلم فيه ، فالناشط يعبر عن نفسه من خلال تبنيه لقضية معينة .. ولكن بشرط أن تكون قضية لها شرعية وإلا ينتهج هذا الشخص مسلكاً خاطئاً في نقل تلك القضية تحت مسمى الناشط السياسي ، فالناشط يعرف من أدائه السياسي السليم ، واللقب لا يفرق كثيراً عن فكرة المدونات .. فكل من كان لديه فكر أو آراء أو وجهة نظر معينة كان ينشئ مدونة ويسمى مدوناً . مرتزقة .. وأبطال ويتفق معه محمد مصطفى - منسق حركة "كلنا مصريين" - و يقول : كلمة ناشط تعني شيئا إيجابيا ، والناشط السياسي هو كل من له دور مؤثر إيجابي في السياسة وخاصة أن هناك العديد من السياسيين ولكن دورهم هدام وغير مؤثر ، وبالتالي لا يكون لهم تأثير فعال ولا يمكن أن يطلق عليهم نشطاء سياسيون ، فالناشط هو من يعمل في السياسة بآليات الأخلاق وآليات الهدف الأسمى الذي يسعى إليه كل ناشط سياسي وهو تحقيق الحرية والعمل من أجل الوطن ونهضته وحمايته ، لكن هذا اللقب أصبح يدخل تحته الكثير من المرتزقة باسم السياسة وهم لا يعلمون منها شيئاً وهدفهم الوحيد هو الشهرة أو تحقيق مصالح وأهداف شخصية ، لكن الناشط السياسي الحقيقي هو من يكون له دور لا يختلف عن دور أبطال أمثال محمد فريد وأحمد عرابي وسعد زغلول ممن حملوا على أعناقهم قضايا البلد السياسية من قبل أن يظهروا في التاريخ . ليس بدعة أما هيثم الخطيب – أمين عام ثوار 25 يناير - فيوضح مفهوم الناشط السياسي من خلال التفريق في المفهوم ما بين الناشط السياسي والعمل السياسي حيث يقول: إن الناشط لا يفرغ وقته بالكامل فقط للسياسة وإنما هو يقتطع من عمله الأساسي للمتابعات السياسية ، أما العمل السياسي فهو الذي يتفرغ فيه الشخص بشكل كامل للسياسة من خلال مناصب سياسية معينة كعضو مجلس شعب أو عضو مجلس شورى أو وزير أو نائب وزير، والنشاط السياسي ليس بدعة وإنما هو وصف لنشاط مثله مثل أي نشاط يقوم به الإنسان إلى جانب عمله ، فهناك من لديهم نشاط الجلوس على المقاهي وهناك من لديهم نشاط لعب البلياردو ، وكذلك أيضاً السياسة نشاط، وحق مكفول لأي فرد ، وإصلاح المجتمع يأتي من إصلاح المناخ السياسي والذي لن يتم إلا بإرساء عدالة اجتماعية لكل فئات المجتمع . انفجار ماسورة سياسة ويشبه أحمد دومة – الناشط السياسي والمتحدث باسم ائتلاف شباب الثورة – انتشار ظاهرة "الناشط السياسي" عقب أحداث ثورة 25 يناير بأنها " ماسورة نشطاء سياسين " انفجرت تعبر عن نفسها وتتبنى قضايا وطنها ، بخاصة أنه أصبح المشهد الوحيد أمام الناس اليوم هو المشهد السياسي وما يجري على الساحة السياسية ، كما يؤكد "دومة " أن النشاط السياسي ليس مهنة أو وظيفة وإنما هو فرد يوظف جزءا من حياته للعمل السياسي بشرط أن يكون له دور مؤثر وفعال في هذا العمل، مشيراً إلى أن هذا الشخص هو من يمكن أن يطلق عليه "الناشط السياسي" .