انتقد عدد من قيادات السلفيين، تهنئة الدكتور أحمد الطيب، شيخ الأزهر، للبابا تواضروس الثانى، بأعياد القيامة، واعتبروها مخالفة للشريعة، الأمر الذى ردت عليه هيئة كبار العلماء، بوصفهم بأنهم «خوارج ومنهجهم بروتوكولات صهيون»، وقال مرجان سالم، القيادى بالسلفية الجهادية: إن الأزهر لا يمثل الإسلام فى شىء وشيخه يرتكب أفعالاً تخالف الشريعة الإسلامية، وزيارة «الطيب» للكاتدرائية وتهنئته للمسيحيين بعيد القيامة، أمر يخالف الدين، لأنه إقرار منه بعقيدة تخالف الإسلام، وقال الدكتور خالد سعيد، المتحدث الرسمى للجبهة السلفية: «تحرُم المشاركة فى احتفالات وأعياد يُحتفل فيها بأمور تخالف العقيدة الإسلامية». فى المقابل، قال الدكتور محمود مهنا، عضو هيئة كبار العلماء بالأزهر، إن السلفيين والإخوان جهلاء، وليسوا أكثر فهماً للدين من النبى محمد عليه السلام الذى سمح لنصارى نجران بدخول المسجد النبوى، ولذلك فهم ينفذون أجندة صهيونية أمريكية ومنهجهم هو بروتوكولات حكماء صهيون، بينما وصف الدكتور أحمد محمود كريمة، أستاذ الشريعة بالأزهر، السلفية الجهادية، بالخوارج. وأكد الدكتور عبد الرحمن البر، مفتى جماعة الإخوان المسلمين، وعضو مكتب إرشاد الجماعة، أنه لا يجوز شرعاً تهنئة الأقباط بالمناسبات الدينية المخالفة لعقائدنا، مشدداً على أنه لا يجوز تهنئة الأقباط بعيد القيامة. وقال مفتى الجماعة، إنه من الممكن أن يتم تهنئتهم فى المناسبات العامة، لكن فى الأمور الدينية لا يجوز شرعا، قائلاً، "وبعدين تهنئتهم على إيه دى شعيرة دينية خاصة بهم ما دخلنا نحن كمسلمين بها". وكان الدكتور عصام العريان، نائب رئيس حزب الحرية والعدالة، قدم التهنئة للأقباط بمناسبة أعيادهم. وقال "العريان"، فى تهنئته، التى نشرها عبر صفحته بال"فيس بوك"، "اليوم يبدأ "أسبوع الآلام" عند شركاء الوطن المسيحيين باحتفالهم ب"أحد السعف" أو "أحد الشعانين"، "الخلاص"، مرورا بأيام "البصخة" و"خميس العهد" و"الجمعة العظيمة" ثم "سبت النور" وينتهى ب"عيد القيامة" أو أحد الفصح. وأضاف "العريان"، "هذه الأيام عند النصارى أفضل أيام العام، ويتم إحياؤها بالعبادات والقداسات، وبها ختام الصوم الكبير الذى يستمر 55 يوماً، ويعيدون فيها استذكار إحياء المسيح عليه السلام ل"عازر" فى السبت الذى يسبقها، ودخول المسيح بيت المقدس، والمؤامرة عليه من الحاكم الرومانى بتأليب اليهود"، مضيفا، "ستعبر مصر بقوة الله وعونه كل الآلام، وستقوم من جديد من الموت الذى فرضه عليها قوى دولية وإقليمية وساعدها نظام الفساد والتبعية والاستبداد. واختم "العريان" تهنئته قائلا، "تحية إلى كل المحتفلين والصائمين والذاكرين والمتأسين بروح الله وكلمته، ورسوله من أولى العزم عيسى بن مريم عليه السلام". وقد أوضح رئيس حزب الشعب "السلفى" الدكتور خالد سعيد أنه فى حالة تلقى الحزب دعوة من الكنيسة لحضور أعياد القيامة سوف يدرسها، سواء بالذهاب أو لا. وأضاف فى تصريحات صحفية : "أنه يجوز للمسلم أن يذهب للكنائس ويشاركهم المناسبات التى لا تخالف عقيدته، كما يجوز له أن يجالسهم وأن يصلى فيها إذا جاء عليه وقت الصلاة". وتابع رئيس الحزب "هناك أشياء تخالف عقيدتنا فلا يجوز للمسلم أن يهنئ الأقباط فى أعيادهم الدينية، التى تخالف عقيدتنا السليمة، لكن هناك بعض المناسبات يمكن فيها تهنئة الأقباط عملاً بقول الله "أن تبروهم وتقسطوا إليهم"، موضحاً ان تهنئة الدكتور عصام العريان للأقباط بأعيادهم تجوز فى بعض المناسبات ولا تجوز فى البعض ، لان كلامه عام . ومن ناحية أخري ، قال شيخ الأزهر الدكتور أحمد الطيب إن الأزهر "عصي على الذوبان في أي فصيل أو جماعة" في إشارة إلى جماعة الإخوان المسلمين، مؤكدا أن التعديلات الأخيرة لقانون الأزهر تؤكد الحرص على استقلاله. وأضاف في تصريحات لصحيفة "الاتحاد" الإماراتية أن "رموز جماعة الاخوان المسلمين جاؤا إلى الأزهر واعترفوا بقيادته وريادته وأبدوا استعدادا طيبا للعمل تحت مظلة الأزهر". ورد الطيب عن سؤال حول أخونة الازهر قائلا "الأزهر بطبيعة تكوينه ومناهج تعليمه عصي على الذوبان في حزب أو جماعة أو فصيل أو أي توجه آخر والأزهر دائما في موقع القيادة وليس في موقف التبعية وسيظل الأزهر كما هو حصن الوسطية الإسلامية والمعبر عن الإسلام كما هو في حقيقته في مواجهة كل الانحرافات السياسية والفكرية التي قد تظهر عند هذا الفصيل أو ذاك تلك مهمته الدينية والتاريخية والوطنية ولن يتخلى عنها أبدا بأي حال من الأحوال". وأضاف أن "حرصنا على استقلال الأزهر ترجمناه عمليا في التعديلات الأخيرة لقانون الأزهر بوضوح ومن ثمرات هذا التعديل أن عادت هيئة كبار العلماء إلى الساحة العلمية والوطنية وأصبح الانتخاب الحر هو الطريق الوحيد إلى اختيار شيخ الأزهر دعما لاستقلال الأزهر الذي أصبح منصوصا عليه صراحة في الدستور الجديد لأول مرة في التاريخ الدستوري في مصر". وتابع :"هناك معوقات مصدرها سوء فهم لدور الأزهر وعدم الرغبة في انطلاقه وقلة الكوادر الكافية لأداء دوره الوطني والإقليمي والعالمي ولكن عملية النهوض قد بدأت وهي ماضية في طريقها بإذن الله". وردا على سؤال حول تصدى الأزهر الشريف لمحاولات التشيع والمد الشيعي في المنطقة والعالم الإسلامي أجاب الطيب "الأزهر لا يعادي أحدا من أهل القبلة لكننا ضد التمدد المذهبي الشيعي في العالم العربي بوجه عام وفي مصر بوجه خاص ونعتبر ذلك خروجا على الوحدة في النسيج العقدي والفقهي الوطني وعدوانا على المذاهب السنية التي هي مذاهب غالبية المسلمين في العالم". واكمل شيخ الازهر "نقولها بصراحة ودون مجاملة أو مواربة سنقف فكريا وعلميا ضد أية محاولة لاختراق الحزام السني في أي بلد عربي وإسلامي ونعتبر ذلك لعبا بالنار في منطقة متوترة وبها الكثير من المشكلات ومصر عبر التاريخ لم ولن تتحول أبدا إلى مجتمع شيعي وكل ما يقال عكس ذلك هو وهم يعيش في أذهان أصحابه لأنه مناقض لحقائق التاريخ ومخالف للحقيقة والواقع". واعتبر شيخ الازهر أن "تطبيق الحدود بواسطة الأفراد إثم كبير وجريمة عظمى وولي الأمر ممثلا في السلطة القضائية هو الجهة الوحيدة المنوط بها النظر في الأمور الجنائية والمدنية والحدود جزء من النظام الجنائي الإسلامي وليست هي كل القانون الجنائي ولتطبيقها شروط حاسمة اجتماعية وقانونية قد لا تتوافر في بعض الظروف والأمر فيها موكول إلى ولي الأمر وإلى السلطة القضائية في جميع الأحوال والظروف".