جددت اليوم كوريا الشمالية تلويحها بحرب "نووية حرارية" في شبه الجزيرة الكورية، وحذرت الأجانب الموجودين بكوريا الجنوبية وطلبت منهم اتخاذ تدابير الرحيل في حالة نشوب حرب.. وكانت اليابان نشرت صواريخ باتريوت في طوكيو للتصدي لأي صاروخ تطلقه كوريا الشمالية التي تهدد الأرخبيل. بدورها اعتبرت رئيسة كوريا الجنوبية بارك كون هيه تعليق كوريا الشمالية الأعمال في مجمع كيسونغ الصناعي "مخيباً للآمال". وقالت اللجنة الكورية الشمالية للسلام بآسيا والمحيط الهادئ، في بيان نشرته الوكالة الرسمية الشمالية إن "شبه الجزيرة الكورية تتجه إلى حرب حرارية نووية". وألقت بيونغ يانغ باللوم في تزايد مخاطر الحرب على "أميركا تاجرة الحروب" و" كوريا الجنوبية دميتها" التي تريد غزو كوريا الشمالية. وتكرر التهديد بالحرب النووية مرات عدة كان آخرها في السابع من الشهر الماضي، وخصوصا أن بعض المراقبين يشيرون إلى أن كوريا الشمالية قريبة من تطوير سلاح نووي. وتابع البيان أنه في حال اندلاع حرب "لا نريد تعريض الأجانب المقيمين في كوريا الجنوبية" وحث "جميع المنظمات الأجنبية والشركات والسياح على اتخاذ إجراءات للمغادرة". كما أتي هذا الإعلان غداة تحذير مشابه وجهته كوريا الشمالية للسفارات الأجنبية بالعاصمة بيونغ يانغ أكدت فيه عدم قدرتها على ضمان سلامة موظفيها بعد 10 أبريل في حال اندلاع حرب. لكن لم تتخذ أي من الدول التي لديها بعثات دبلوماسية هناك أي إجراءات لإخلاء السفارات. في سياق متصل، نشرت اليابان صواريخ باتريوت بالعاصمة طوكيو للتصدي لأي صاروخ قد تطلقه جارتها الشمالية. وقال المتحدث باسم وزارة الدفاع إن قاذفتي صواريخ باتريوت نصبتا بالوزارة في قلب العاصمة للتصدي لأي صاروخ شمالي محتمل. كما أفادت الصحف اليابانية أن صواريخ باتريوت سوف تنشر أيضا بموقعيْن آخرين بمنطقة طوكيو. وكان الوزير أتسونوري أونوديرا أكد الاثنين نصب صواريخ باتريوت بجزيرة أوكيناوا (جنوب) "بشكل دائم". وأوضح أن أوكيناوا هي "المكان الأنسب للرد على أي عمل طارئ". وأضاف "حتى هذه اللحظة أهم عمل يجب القيام به يتمثل بفرض عقوبات أممية جديدة على بيونغ يانغ". كما أعلن متحدث باسم الوزارة الاثنين أن قوات الدفاع الذاتي (وهو الاسم الذي يطلق على الجيش الياباني) أُمرت بتدمير أي صاروخ كوري شمالي من شأنه أن يهدد الأراضي اليابانية. وأضاف أن طوكيو نشرت، بالإضافة إلى بطاريات باتريوت، مدمرات مجهزة بنظام اعتراض في بحر اليابان (يطلق عليه الكوريون اسم بحر الشرق). وفي التداعيات الاقتصادية لطبول الحرب التي تقرع بالمنطقة، اعتبرت رئيسة كوريا الجنوبية بارك كون هيه اليوم الثلاثاء إعلان بيونغ يانغ عن تعليق الأعمال في مجمع كيسونغ الصناعي بصورة مؤقتة، مخيباً للآمل، ودعت الشمال إلى الكف عن تصرفاته "الخاطئة". وانتقدت بارك بيونغ يانغ، قائلة إن عليها الكف عن تصرفاتها الخاطئة واختيار خيار صحيح من أجل الأمة الكورية، وتساءلت "إلى متى نواصل دورة تصعيد التوتر مقابل التنازل وتقديم الدعم" مؤكدة مواجهة الدولة لتهديدات الشمال واستفزازاتها. رئيسة كوريا الجنوبية دعت الشمال إلى الكف عن تصرفاته "الخاطئة" (الفرنسية) وقالت رئيسة كوريا الجنوبية إنه في حال صعوبة تشغيل مجمع كيسونغ الصناعي بصورة طبيعية، سيتم التعويض للشركات العاملة هناك على نفقة صندوق التعاون بين الكوريتين، محذرة من تقليص الإنفاق المخصص للتعاون والتبادلات بين الكوريتين. وغاب العمال الكوريون الشماليون العاملون بمجمع كيسونغ الصناعي اليوم بمدينة كيسونغ الحدودية من الجانب الشمالي من الحدود المشتركة بين الكوريتين عن العمل بعد أن أعلنت بيونغ يانغ أمس عن توقف نشاط المجمع بصورة مؤقتة. وكانت الأخيرة منعت عمال كوريا الجنوبية الأربعاء الماضي من دخول المجمع وسمحت للعمال بالمغادرة "فقط إذا أرادوا". ويعتقد أنه ما زال هناك نحو خمسمائة عامل جنوبي بالمجمع. ويعمل أكثر من 53 ألف شمالي لصالح 123 شركة جنوبية بالمجمع الذي يعد أحد المصادر النادرة للنقد الأجنبي للدولة الشيوعية. وتحولت المنطقة الصناعية لمدينة أشباح يسودها الصمت، في أول توقف للعمل بالمشروع منذ بدء الإنتاج فيه عام 2004. وقال أحد المديرين إنه وزملاءه باقون بالمنطقة لمراقبة معدات الشركة حتى انتهاء طعامهم وشرابهم. وعلى جانب آخر اعتبرت مجلة «فورين بوليسي» الأمريكية أنه رغم كون الزعيم الكوري الشمالي، كيم جونج أون «طفلا مستبدا» لكنه يعرف كيف يتحكم في الإعلام، وأن كوريا الشمالية تستخدم ترسانتها النووية لابتزاز العالم. وأوضحت الصحيفة أنه «خلال الشهر الأخير استطاع التلاعب بكل وكالات الأنباء العالمية، بشكل كان سيحسده عليه أبوه الراحل، فقد أصبح الاهتمام الإعلامي بكوريا الشمالية خلال الشهر الجاري هو الأكثر على مدى العقد الماضي، رغم أن استخدام كوريا الشمالية ترسانتها النووية لابتزاز العالم ليس أمرا جديدا». وأكدت الصحيفة أن «جونج أون» يستخدم نفس قواعد اللعبة التي مارسها والده من قبله، وهي إخافة العالم الغربي من خطر الدمار النووي، في مقابل الحصول على النتيجة المرجوة، لكنه تميز عن والده بأنه استخدم صيغة بطيئة محسوبة «بتنقيط التهديدات»، التي تنطوي على إصدار تهديد فريد من نوعه كل يوم من أيام الأسبوع. وقالت صحيفة «نيويورك تايمز» الأمريكية، إن «الولاياتالمتحدة وكوريا الجنوبية وضعتا خطة لردود متناسبة على أعمال كوريا الشمالية، لتجنب تصعيد يؤدى إلى حرب مفتوحة». ونقلت الصحيفة عن مسؤولين أمريكيين، رفضوا كشف هويتهم، أن «الخطة الجديدة (للاستفزاز المضاد)، وتهدف إلى (الرد بالطريقة نفسها)»