يواصل المئات من المتظاهرين إعتصامهم لليوم الثانى على التوالى فى محيط قصر الإتحادية وذلك فى أعقاب نهاية مليونية "الكارت الأحمر" أمس والتى انتهت باقتحام حشود المتظاهرين تحصينات الحرس الجمهورى وتراجع أفراد الشرطة إلى أبواب ومداخل القصر فى حين تتمركز خيام المعتصمين بجوار أسوار القصر وعند مدخل البوابة المطلة على شارع الميرغنى، وتنتشر قوات الأمن بين المتظاهرين دون وقوع مشاحنات فى حين أشار ضباط الحرس الجمهورى أنهم لن يعتدوا على أحد ولن يسمحوا بحدوث إعتداء على المعتصمين. تصوير: محمود شعبان سفارة جمهورية المحلة الكبرى! وحاليا يتواجد فى محيط الإتحادية حوالى 40 خيمة تضم معتصمين ونشطاء من حزب الدستور والتيار الشعبى والجبهة الحرة للتغيير السلمى وعدد آخر من الجبهات الثورية والمستقلين وينضم للمعتصمين من وقت لآخر نشطاء سياسيين مثل نوارة نجم وخالد على وعدد من شباب الثورة. .. ومن وقت لآخر يتوافد على الإتحادية مسيرات صغيرة تضم متظاهرين ومجموعات من الألتراس ويرددون هتافات ضد الإخوان والنظام. فى حين انتشرت لافتات عديدة تحمل هتاف "يسقط يسقط حكم المرشد" وعلق المتظاهرون لافتة "الشعب يريد إسقاط النظام" على إحدى بوابات القصر الجمهورى المطلة لمسجد عمر ابن عبد العزيز. .. هذا وقد أقام عدد من متظاهرى المحلة الكبرى خيمة صغيرة وضعوا عليها لافتة صغيرة تقول "هنا مقر سفارة جمهورية المحلة الكبرى بالإتحادية بالقاهرة" فى إشارة إلى التصعيد الذى قام به بعض ثوار المحلة ضد سياسات النظام. .. حوار وطنى تحت الحصار وقد بدأ ظهر اليوم فعاليات الحوار الوطنى الذى دعا إليه الرئيس محمد مرسى فى خطابه ليلة أمس الأول وذلك بمشاركة الدكتور أيمن نور والمستشار محمود الخضيرى والدكتور أحمد كمال أبو المجد والنائب عصام سلطان والكاتب السياسى فهمى هويدى وعدد من قيادات حزب الحرية والعدالة وعدد من شباب القوى الثورية ممن قبلوا الدعوة فى حين قاطعت جبهة الإنقاذ الوطنى الحوار ، وقد دخلوا اليوم القصر الجمهورى من الباب الخلفى فى حين كثف المتظاهرون من تواجدهم على أبواب القصر الرئيسية معبرين عن رفضهم للحوار . .. ..
رعاياك يا مولاى وتشهد أبواب ومداخل قصر الإتحادية توافد العشرات من الفقراء و"الغلابة" ويدخلون فى مناقشات حادة مع أفراد الحرس الجمهورى إعتراضا على سوء المعيشة وفشل النظام السياسى بعد الثورة فى تحقيق الأمان الإقتصادى لهذه الفئات المهمشة والغريب أن بعض هؤلاء الفقراء انضموا للمعتصمين منهم السيد محمود الإمام ( 59 سنة) من سكان مصر القديمة والذى قرر أن يأتى إلى القصر الجمهورى ويعتصم به اعتراضا على سوء أحواله وتضرره من دخول البلاد فى صراع سياسى لا نهاية له بينما يشتكى الفقراء من غياب الأمل فى المستقبل، قائلا: أنا عمرى يقترب من الستين وزهقت من الدنيا لإنى مش حاسس بالأمان والبلد رايحة فى داهية والفقراء هم من يدفعون الثمن، كنت أتمنى أن تتحسن ظروفنا بعد الثورة لكن الواقع أسوأ علشان كده أنا معترض حتى أنقل مطالب الغلابة للرئيس وعايز أقول كفاية سياسة عايزين ناكل عيش! .. .. وينضم ل "رعايا السلطان" أمام القصر الجمهورى العشرات من الباعة الجائلين الذين لم يكن يحلمون يوما بأن يصبحوا أصحاب "فرشة" على رصيف القصر وعلى بعد مترات من مكتب الرئيس، وهؤلاء الباعة نصبوا خيامهم الصغيرة التى يسهرون فيها على خدمة المعتصمين ومنهم باعة الشاى والسندوتشات والذرة المشوى. .. .. ويستعد قصر الإتحادية لمليونية حاشدة يوم الثلاثاء القادم إذا استمرت الأحوال على ما هى عليه فى حين اكد الكثير من المعتصمين لبوابة الشباب أن مطلبهم لم يعد إسقاط الإعلان الدستورى وتأجيل الإستفتاء وإنما هناك مطلب آخر وهو إسقاط النظام وتنحيه عن إدارة شئون البلاد ومحاكمة قيادات جماعة الإخوان على التسبب فى قتل المعتصمين السلميين فى موقعة الأربعاء الماضى. ..