عادت أجواء الثورة إلى ميدان التحرير بعد أن قررت أكثر من 20 حركة وحزب المشاركة فى الاعتصام المفتوح بالميدان، اعتراضا على الإعلان الدستورى الجديد، وقد قضى المئات من المتظاهرين ليلتهم فى التحرير رغم استمرار الكر والفر بينهم وبين قوات الأمن المركزى التى تقدمت فجرا حتى بداية شارع محمد محمود وأطلقت وابلا من القنابل المسيلة للدموع ثم عادت أدراجها؛ حيث لم تتوقف المناوشات فى ظل وجود عدد من أفراد الأمن المركزى أعلى أسطح مدرسة الليسيه التى تحول لثكنة عسكرية منذ عدة أيام. . . واليوم اتفقت القوى السياسية على تشكيل جبهة إنقاذ وطنى تضم 5 من قادة الأحزاب ورموز العمل السياسى وذلك لعمل لجنة قانونية وسياسية معارضة بهدف مواصلة التصعيد ضد قرارات الرئيس الأخيرة وجاء ذلك بعد اجتماع مغلق شارك فيه حمدين صباحى والدكتور محمد البرادعى والسيد عمرو موسى. ولم تعد الحياة لطبيعتها إلى التحرير حيث يقوم عدد من الشباب المنتمين لما يسمى بالمركز القومى للجان الشعبية بإغلاق الميدان من جميع مداخله بدعوى تأمين المتظاهرين ومن ناحية أخرى امتلأت ساحات التحرير بالباعة الجائلين الذين عادوا إلى أماكنهم مرة أخرى بعد أن طردتهم قوات الأمن أثناء تطهير الميدان فى أعقاب أحداث السفارة الأمريكية. . . وحاليا يعتصم بالتحرير التيار الشعبى بنحو 10 خيام بالجزيرة الوسطى وبالحديقة المجاورة لمسجد عمر مكرم كما يشارك حزب الوفد فى الاعتصام بخيمتين كبيرتين ويعتصم العشرات من شباب حزب الدستور بعدة خيام. أما التحالف الشعبى الإشتراكى فقد أكد إشتراكه فى الاعتصام بخيمة واحدة ويشارك فى الاعتصام أيضا حركة 6 إبريل "الجبهة الديمقراطية" بينما أحجمت جبهة أحمد ماهر عن الاعتصام رغم قبولها دعوة القوى السياسية للتصعيد ضد قرارات الرئيس كما يشارك فى الاعتصام أيضا الإشتراكيون الثوريون وحزب العدل والجبهة الديمقراطية واتحاد شباب ماسبيرو وطلاب حركة مقاومة. كما يشارك فى الاعتصام أيضا حركة مينا دانيال وإتحاد ثوار المعادى والبساتين ودار السلام والجبهة الحرة للتغيير السلمى وإضراب المعلمين. يقول محمد سمير عضو المركز الإعلامى ومنسق ملف الجامعات بالتيار الشعبى المصرى أن الاعتصام يأتى فى إطار التصعيد ضد قرارات الرئيس وخاصة الإعلان الدستورى الجديد وحاليا هناك تنسيق بين كافة القوى السياسية لتنظيم مظاهرات حاشدة يوم الثلاثاء القادم وتوسيع قاعدة الاعتصام والإضراب ليشمل طلاب الجامعات ما لم يتم التوصل لتفاهمات بشأن هذه القرارات ونحن نعتصم لأننا نرى أن ما يحدث هو بمثابة محاولة لتكريس حكم الفرد وتدخل صارخ فى شئون القضاء بتحصين بعض القرارات من الطعن وتحصين الجمعية التأسيسية من الحل وكنا ننتظر أن يتم إعادة النظر فى تشكيل هذه الجمعية فكل هذا دفع القوى السياسية للتواجد بالتحرير ولن يتم الترجع عن الاعتصام إلا بعد إسقاط الإعلان الدستورى الجديد، وحزب التيار الشعبى يشارك من مختلف المحافظات وكل محافظة تسعى لتمثيل نفسها بخيمة للمشاركة فى الاعتصام. . . أما التحالف الشعبى الإشتراكى فقد علق لافتة على الخيمة التى يشارك بها فى الاعتصام تحمل عبارة " عائدون إنزل كمل ثورتك .. الثورة قامت علشان نلاقى فرصة عمل محترمة" وفى هذا الإطار يقول محمد أمين عضو الحزب وأحد المعتصمين بالتحرير أن هناك اجتماعات موحدة تضم القوى السياسية لرفض انفراد الرئيس بكل السلطات وللتأكيد على رفض قراره بتحصين الجمعية التأسيسية والحزب مشارك فى الاعتصام ويشارك فى كل الإجراءات التصعيدية. هذا وينتظر التحرير مليونية الثلاثاء القادم للتصعيد فى ظل الاجتماعات المتواصلة مع كافة التيارات السياسية. وعلى صعيد المواجهات فى التحرير فقد استقبل المستشفى الميدانى منذى أمس العشرات من المصابين باختناقات وجروح وطلقات خرطوش وتقع المستشفى الميدانى عند مدخل الميدان ناحية شارع طلعت حرب ويتواجد بها عدد من الأطباء لعمل الإسعافات الأولية اللازمة.