دائما هناك وجوه تبشر بالأمل وأن مصر بعقول أولادها وحماسهم يمكن أن تكون الأفضل ومن بين هؤلاء الطالب رامي قطب الذي يدرس بقسم التحكم الآلي وكهرباء القوي والحاصل علي المركز الأول من بين 270 طالبا من مختلف كليات الهندسة في أنحاء الجمهورية والتي استطاع من خلالها أن يلتحق بالتصفيات النهائية ويشارك كسفير للطلاب المصريين في المسابقة الدولية 'مختبر الشهرة' التي تقام في لندن الشهر الحالي بين أقوي طلاب 20 دولة علي مستوي العالم. ما حكاية المسابقة الدولية ' مختبر الشهرة ' ؟ هذه المسابقة عمرها لا يتجاوز العامين وهذه هي السنة الثالثة لها في مصر وهي مسابقة يتم تنظيمها من خلال المركز الثقافي البريطاني بالتعاون مع مركز البحوث وبراءات الاختراع , ويشارك فيها العديد من دول العالم وفقا للتصفيات التي تحدث في كل دولة وبالتالي عدد الدول المشاركة يختلف من عام لآخر وفقا للمستوي النهائي . كم عدد الدول المشاركة هذا العام وفقا للتصفيات؟ 20 دولة أغلبها من الدول المتقدمة . كيف جاءت مشاركتك بها خاصة أنك وصلت لنهائي التصفيات ؟ تعرفت علي المسابقة من خلال أحد أصدقائي وكان من المشاركين في العام الماضي وأعجبتني فكرتها وأسلوب تنظيمها وقررت أن اشترك فيها هذا العام . ماذا عن طبيعة المسابقة؟ فكرة المسابقة ببساطة تقوم علي اختيار موضوع علمي أو نظرية علمية وأشرحها للجمهور بعيدا عن المصطلحات العلمية وبأسلوب سهل ومبسط للجمهور العادي غير المتخصص في التخصصات العلمية في مدة أقصاها 3 دقائق لتصل إليهم بوضوح ويفهمها الجمهور بشكل جيد . ولكن ما الصعوبة في ذلك؟ التحكيم لا يتم فقط علي كيفية شرح المعلومة بطريقة مبسطة وباستخدام أسلوب بسيط وغير علمي مع المتلقين ولكن يتم التحكيم وفقا لأكثر من معيار أولا من حيث المحتوي العلمي فضلا عن طريقة الشرح والحضور علي المسرح والكاريزما لمن يقوم بالشرح وطريقة وأدوات العرض التي أستخدمها في الشرح كلها من العوامل المدعمة للفوز . ماذا عن الفكرة التي قدمتها خلال مسابقة مختبر الشهرة؟ خلال المسابقة وحتي أصل إلي التصفيات النهائية قدمت أكثر من فكرة , الفكرة الأولي كانت عن الكهرباء اللاسلكية وفيها أشرح اتجاها علميا جديدا لنقل الكهرباء من غير استخدام الأسلاك أما الموضوع الثاني فكان حول القطار المحمول مغناطيسيا أو ما يسمي بالقطار الطائر بينما تحدثت في النهائيات التي جعلتني أحصل علي المركز الأول حول ' موجات الميكروويف ' وأثبت للجمهور أن الميكروويف ليس مصدرا لحرارة نسخن به الأكل ولكنه يولد موجات وليست حرارة وشرحتها بطريقة مبسطة وأحضرت لمبة ووضعتها داخل الميكروويف وعندما شغلته أضاءت اللمبة وأوضحت لهم مدي مخاطر هذه الموجات علي الإنسان . وكم كان عدد المتسابقين؟ بلغ عدد المتسابقين 270 طالبا من مختلف الكليات علي مستوي كل المحافظات في مصر . ولكن أفكارك هي شرح لنماذج موجودة بالفعل علي أرض الواقع بدءا من الكهرباء اللاسلكية ومرورا بالقطار الطائر وحتي فكرة الميكروويف؟ فعلا يوجد خط قطار طائر في اليابان , والكهرباء اللاسلكية مستخدمة بالفعل في أحد المعاهد الأمريكية حيث استطاعوا إضاءة مصباح من مسافة مترين من غير سلك كهرباء واحد فالمسابقة ليست ابتكارا ولكنه عرض علمي وتواصل علمي مع الجمهور بطريقة غير علمية ومبسطة , خاصة أن الجمهور يتلقي هذه التكنولوجيا ويتعامل معها ولكنه لا يتعرف علي تقنياتها أو كيفية استخدامها أو من أين جاءت أفكارها وهو ما نقوم به خلال المسابقة . وما الاستفادة التي عادت عليك من مشاركتك في مثل هذه المسابقة؟ بعد التصفيات وخروج العشرة الأوائل من مصر سافرنا في ورشة عمل في العين السخنة لمدة يومين وقام بالتدريس لنا مدرب من انجلترا وكان محور الورشة التدريبية عن التواصل العلمي وهذا أفادني علي المستوي الشخصي بشكل كبير بالإضافة إلي أنني استطعت أن أصل لأسلوب و طريقة جديدة في التعليم واكتساب المعلومة بشكل مختلف تماما وهذا يمكن أن يكون بداية نهضة في التعليم بمصر وهو أسلوب التواصل العلمي والتعلم الذاتي وفي الحقيقة مصر تحتاج إلي هذا النمط في التفكير والأسلوب العملي في التفكير والمذاكرة لأن الطريقة التي ندرس ونذاكر بها هنا في مصر غير مجدية ولا تجعلنا مبتكرين أو مجددين بل تجعلنا حافظين للمناهج من أجل الامتحان . وماذا بعد حصولك علي المركز الأول؟ أستعد الآن للسفر إلي انجلترا خلال منتصف شهر يونيو للمنافسة في المسابقة العالمية بين طلاب دول العالم المختلفة والذين يشاركون فيها وفقا للتصفيات التي حدثت في كل دولة . وماذا عن مركز مصر خلال العامين الماضيين؟ حصلت علي المركز الثالث خلال مشاركتها في العامين الماضيين ولكنني أتمني أن تحصل هذا العام علي المركز الأول من خلالي رغم أن المنافسين هذا العام أكثر من حيث العدد وأصعب من حيث المستوي العلمي الخاص لكل منهم , فمثلا من يمثل أمريكا يعمل في وكالة ناسا للفضاء فربما يبدو أن عدد الدول ليس بالكثير ولكن الأفكار كثيرة ولابد أن كل متسابق يبحث عن فكرة مميزة وطريقة شرح سهلة ومبهرة في الوقت ذاته , هذا بخلاف أنها أول مرة تقام التصفيات في إنجلترا . كيف تحضر الآن لهذه الخطوة؟ هذا العام نظرا لصعوبة المنافسة سيقوم كل متسابق بعرض موضوعين وليس موضوعا واحدا كما كان يحدث من قبل وفي الحقيقة مازلت أبحث عن فكرة موضوعين لأنها من الصعوبة مجرد استخدام أدوات بسيطة لتوصيل المعلومة وأن يتم اختصار موضوع كامل في مقدمة وعرض محتوي علمي وتطبيقات و خاتمة للموضوع في 3 دقائق فقط . من المتسابق الذي تخشاه في المسابقة الدولية ؟ دائما أتوقع أفضل شيء من الجميع ولذا أحاول أن أكون علي قدر المنافسة من الجميع , ولكن الثقة أهم عناصر النجاح والحمد لله لدي هذه الثقة . ألا تتفق معي أن الاشتراك في مسابقة بها جانب ابتكاري أفضل من الاشتراك في مسابقة مقصورة علي شرح وتوصيل المعلومة في وقت قليل؟ لكل مسابقة مزاياها وقد اشتركت العام الماضي في مسابقة الابتكار و ريادة الأعمال بجامعة الإسكندرية وهي تتطلب تقديم ابتكارات واختراعات وحصلت علي المركز الأول مع فريق مكون من 5 طلاب , وقدمنا اختراعا بالفعل فريدا وهو نظام لحماية المشاة من الحوادث ويقوم هذا الاختراع علي توقع الحادث قبل حدوثه حيث يتم فتح وسادة هوائية خارج السيارة لمنع اصطدام المشاة بها لحمايتهم وبالتالي أري أن كل مسابقة تفيدني بشكل كبير وحتي أصل إلي ثقافة الابتكار لابد من وجود شغف العلم والتعلم أولا ; وهذا ما تقوم به مسابقات التواصل العلمي . ولكن الاشتراك في مسابقات دولية من هذا النوع ربما يستغرق وقتا كبيرا ربما تحتاجه في المذاكرة خاصة أنك في كلية عملية؟ أبذل قصار جهدي للتنسيق ما بين الاشتراك في المسابقات العلمية وما بين دراستي وطبعا هذا يحتاج إلي مجهود كبير ولكنني أكون أكثر استمتاعا خاصة أن مكتسبات المشاركة في هذه المسابقات تساعدني علي التحصيل بطريقة أفضل خاصة أنها تغير في طريقة وأسلوب مذاكرتي علي نحو أفضل .