شهد الرئيس الدكتور محمد مرسي اليوم السبت الاحتفال الذى أقيم بجامعة القاهرة بمناسبة تنصيبه رئيسا للجمهورية عقب أدائه اليمين الدستورية في المحكمة الدستورية العليا. وقد حضر الاحتفال المشير محمد حسين طنطاوي القائد الأعلى للقوات المسلحة رئيس المجلس العسكري والفريق سامي عنان رئيس أركان القوات المسلحة نائب رئيس المجلس العسكري والدكتور كمال الجنزوري رئيس حكومة تسيير الأعمال وعدد كبير من القيادات التنفيذية والشعبية، من بينهم السيد عمرو موسى المرشح السابق لرئاسة الجمهورية والدكتور محمد البرادعي والدكتور أحمد زويل. بدأ الاحتفال بتلاوة من آيات القرآن الكريم للقارئ الشيخ الدكتور أحمد نعينع. ثم ألقى المستشار فاروق سلطان رئيس المحكمة الدستورية العليا كلمة هنأ فيها الحضور الكريم بأداء الرئيس محمد مرسي اليمين الدستوري أمام الجمعية العامة للمحكمة الدستورية العليا، وذلك إعمالا لنص الفقرة الثالثة من المادة 30 من الإعلان الدستوري الصادر في 17 يونيو 2012 التي تقضي انه إذا كان المجلس النواب منحلا أدى الرئيس اليمين أمام المحكمة. وأضاف سلطان ''لقد انعقدت الجمعية العامة للمحكمة يوم السبت الموافق 10 من شهر شعبان 1433هجرية، 30 يونيو 2012، بقاعة الاحتفالات الكبرى، قاعة الدكتور عوض المر بمقر المحكمة برئاسة رئيس المحكمة وحضور السادة المستشارين ماهر على البحيري النائب الأول لرئيس المحكمة المستشار ماهر على أحمد موسى البحيري، المستشار عدلي محمود منصور، المستشار على عوض محمد صالح، المستشار أنور رشاد محمد على العاصي، المستشار عبدالوهاب عبدالرازق حسن عبدالوهاب، كما حضر أيضا المستشار الدكتور حنفي على جبالي، المستشار محمد عبد العزيز الشناوي، المستشار ماهر سامى يوسف، المستشار السيد عبد المنعم محمد حشيش، المستشار محمد خيرى طه عبد المطلب النجار، المستشار سعيد مرعى محمد جاد عمرو، المستشار الدكتور عادل عمر حافظ شريف، المستشارة تهاني محمد الجبالي، المستشار رجب عبد الحكيم سليم زيان، المستشار بولس فهمي إسكندر بولس، المستشار الدكتور حمدان حسن محمد فهمي أبو شاهين، المستشار محمود محمد علي غنيم، المستشار الدكتور حسن عبد المنعم خيري البدراوي، المستشار الدكتور محمد عماد النجار رئيس هيئة المفوضين". ثم ألقى الرئيس محمد مرسي خطابه قائلا، بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله رب العاملين، الله أكبر فوق الجميع.. الله أكبر فوق الجميع.. "قل بفضل الله وبرحمته فبذلك فليفرحوا هو خير مما يجمعون". وواصل الرئيس خطابه قائلا "الشعب المصري العظيم الحفل الكريم الحضور الكرام السيدات والسادة أحييكم جميعا بالتحية الخالدة، السلام عليكم ورحمة الله وبركاته". وأضاف الدكتور مرسي "وقبل أن أبدأ حديثي معكم أوجه حديثا خاصا إلى أبنائي طلاب جامعة القاهرة الذين أجلت امتحاناتهم اليوم وهم فقط في كليتي الحقوق والآداب وسوف يؤدون الامتحان يوم الخميس القادم الموافق 11 من يوليو وهم اعلموا بذلك، وأرجو أن يتقبلوا اعتذاري عن تأجيل امتحاناتهم" وأضاف الرئيس قائلا "أرحب بكم جميعا أيها الأخوة ونحن في جامعة القاهرة، الجامعة الأم التي كانت أولى خطواتي بالتعليم العالي بها، والتي أشرف بالانتماء إليها طالبا ومعيدا ومدرسا مساعدا ثم بعد ذلك مرحلة الدراسات العليا فأنا أشرف بهذا الانتماء لجامعة القاهرة العريقة حيث التعليم والبحث العلمي والعلماء الأجلاء في كافة المجالات، وأحب أن أؤكد أن البحث العلمي هو قاطرة التنمية والبناء والمحرك لمستقبل مشرق". واضاف "نحن نبدأ معا مرحلة جديدة في تاريخ مصر نطوي بها صفحة بغيضة، ونستفتح بها صفحة مضيئة إن شاء الله ونسطر معا بسواعد المصريين تاريخا يتصل بتاريخنا الشامخ منذ آلاف السنوات حيث عاشت أمتنا عصور ازدهار نفخر بها ويفخر بها ملايين العرب والمسلمين كما عانت أحيانا لحظات انكسار سنعمل بقوة على أن لا تعود فمصر لن تعود إلى الوراء". وواصل الرئيس خطابه قائلا "السيدات والسادة لقد أنجب الشعب المصري بفضل الله تعالى ثم بتضحيات شهدائه الأبرار انجازات عظيمة سنحافظ عليها ولن نفرط فيها أبدا لأنها ولدت من رحم المعاناة وتكبد الشعب فيها مئات الأرواح وآلاف الجرحي والمصابين لقد فرض الشعب إرادته وسيادته ومارس لأول مرة في تاريخه الحديث سلطته الكاملة فانتخب مجلسا للشعب والشورى في انتخابات حرة نزيهة عكست تمثيلا حقيقيا لكافة مكونات المجتتمع المصري واختار البرلمان المنتخب جمعية تأسيسية لصياغة دستور جديد لمصر بدأت عملها وستستعين بكافة الخبراء في كل الاتجاهات ليأتي الدستور معبرا عن التوافق الوطني، ومرسخا للدولة الوطنية الديمقراطية الدستورية الحديثة ومحافظا على هوية الأمة والمقومات الأساسية للمجتمع وحارسا للحريات العامة والخاصة، ويقوم على الحق والعدل والقانون ويحمي استقلال القضاء ومطلقا لحرية الفكر والتعبير والتنظيم والإبداع، ويحقق العدل الاجتماعي وينقلنا لمصاف الدول الحديثة التي يكون الحاكم فيها خادما للشعب وأجيرا عند الأمة، وهذه من أولى مهاماتي معكم، حكما بين السلطات راعيا للدستور والقانون بعد أن أولاني الشعب ثقته في انتخابات نزيهة أشرف عليها قضاة مصر العدول وحرستها القوات المسلحة ورجال اللشرطة الأمناء وأعلن شيوخ القضاء المصري نتيجتها النزيهة التي جاءت بها صناديق الانتخاب". وأضاف مرسي "ها أنا ذا أبدأ معكم ولايتي الرئاسية يا أبناء مصر جميعا أعاهد الله وأعاهدكم وأقسم بالله أن أحافظ مخلصا على النظام الجمهوري واحترم الدستور والقانون وأرعى مصالح الشعب رعاية كاملة وأحافظ على استقلال الوطن وسلامة أراضيه، ومن تمام المحافظة على استقلال الوطن وسلامة أراضيه بالضرورة أن أحافظ على القوات المسلحة وأن أحافظ على الشرطة والقضاء وكل أبناء مصر وشعبها، وسوف أبذل كل جهدي للحفاظ على أمننا القومي وحماية حدود هذا الوطن، مع القوات المسلحة درع الوطن وسيفه، الذي يردع كل من تسول له نفسه المساس بمصر أو تهديد أمنها القومي أعاهد الله أن أحافظ على هذه المؤسسة جندا وقيادات وأن أعلي من شأنها وأن أدعمها وأن اتخذ كل الوسائل والأسباب لتكون أقوى مما كانت وأن يكون هذا الشعب معها في كل ما تعمل". وأكد مرس "أعاهد الله تعالى وأعاهدكم والعالم يسمع ويرى والله فوق الجميع يسمع ويرى أن يكون أمن البلاد نصب عيني ومسئولينتي مع رجال الشرطة الأوفياء الذين نذروا أنفسهم لحماية الأرواح والمنشآت والممتلكات أعاهد الله وأعاهدهكم أن نستكمل معا أن يكون الحكم القانون واستقلال القضاء وأن يكون حكم القانون هو الفيصل وأن يحصل كل مصري على حقه أمام منصة العدل". وأضاف الرئيس مرسي قائلا "لقد وفى المجلس الأعلي للقوات المسلحة بوعده وعهده الذي أخذه على نفسه ألا يكون بديلا عن الإرادة الشعبية وستعود المؤسسات المنتخبة لآداء دورها ويعود الجيش المصري العظيم ليتفرغ لمهمته في حماية أمن وحدود الوطن والحفاظ على قواتنا المسلحة، تحية لهم على ما بذلوه من جهد وما تحملوه من عنت، وما تكبدوه من مشاق". واستكمل الرئيس خطابه قائلا "السيدات والسادة أن النهوض بهذا البلد مسئوليتنا جميعا فلا مجال للانتظار فنحن في حاجة ماسة لكل يد تبني مستقبلها المشرق، فالأمم لا يمكن أن تحقق نهضتها إلا بمشاركة كل أبنائها والتعاون المثمر بين المجتمع ومؤسسات الدولة وعلى هذا الأساس سنفتح الأفق لتمكين المجتمع بكل فئاته وتوسيع دور المجتمع الأهلي والمدني للمساهمة بجد في كل قضايا الوطن، أتعهد أمام المصريين بأن تقوم الدولة بكامل مسئوليتها تجاه المجتمع وأبناء مصر في الداخل والخارج، وتسهر على ما يخص أمنه واستقراره وسلامته وترعى فئات هذا المجتمع، وأن أبذل ما في وسعي لدعم المحبة بين كل أطياف المجتمع وتفعيل مفهوم المواطنة". وأضاف "نحن بحاجة ماسة لإزالة آثار الفوضي في كل المجالات خاصة المجال الاقتصادي هذه الفوضى التي أسهم فيها النظام السابق على مدار العقود المنصرمة لابد أن نحقق عدالة اجتماعية بمفهومها الشامل ليتحقق الاستقرار والأمن للمجتمع المصري، فالأمة المصرية على طول تاريخها قامت بدور الحارس الأمين على مسار الدولة فإن حاد الحاكم عن المسار فان الشعب قادر على تقويمه، وهذا الشعب الذي خرج سائرا في ميادين الشهداء والعزة والكرامة استطاع تقويم مسار السلطة بل أسقط هذه السلطة الظالمة، بشكل سلمي حضاري ضاربا بذلك أروع النماذج التي عرفتها الأمم في الرقابة على السلطة الحاكمة، وأقول لمن تنتابهم هواجس من تبدل مسار الدولة المصرية من أهلي وأبنائي في مصر إن الشعب اختارني من أجل مسيرة حضارة الدولة المصرية ودورها العظيم ولن يقبل الشعب الخروج عن تلك المسيرة إنني أعاهد الله وأعاهدكم بأن أبذل غاية الطاقة للحفاظ على مصر وإصلاحها بما يجعل مؤسساتها أكثر تعبيرا عن المصريين وقربا منهم وأن تعمل أجهزة الدولة على رعاية مصالح المصريين في الداخل والخارج باعتبار أن المواطن هو محور اهتمامها والعمود الفقري لتنميتها". واضاف الرئيس قائلا "النظام السابق فرط في أمن مصر القومي وتقزيم دورها، ونحن سنبني مصر القوية ونعيد تشكيل منظومة أمنها القومي بما يتفق مع قدرات مصر الصلبة والناعمة وثقلها الحقيقي في الدوائر العربية والاسلامية والافريقية والعالمية، نحمل رسالة سلام للعالم ونحمل معها رسالة حق وعدل وكما تعهدنا دوما نؤكد على احترام والتزام الدولة المصرية بالمعاهدات والاتفاقيات الدولية نرعاها وأعلن من هنا أن الشعب والأمة والحكومة والرئاسة تقف مع الشعب الفلسطيني حتى يحصل على كافة حقوقه، وستعمل على اتمام المصالحة الوطنية الفلسطينية ليكون الشعب صفا واحدا لاستعادة أرضه وسيادته، نحن لا نصدر الثورة ولا نتدخل في شئون أحد أو الشعوب ولا نسمح في نفس الوقت لأحد أن يتدخل في شئوننا إذا كنا الآن في مصر نبني مصرنا الجديدة فاننا لا ننفك ابدا عن أمتنا العربية والاسلامية ولا نعادي أحدا في هذا العالم نحن نعلن كمصريين تأييدنا للشعوب في الحصول على حريتها وأن تحكم نفسها بنفسها، مصر اليوم داعمة للشعب الفلسطيني والشعب السوري، ويجب أن يتوقف نزيف الدم الذي يراق للشعب السوري، الشعب الشقيق في سوريا نحن نريد لهذا الدم أن يتوقف وسنبذل كل جهد من أجل ذلك في المستقبل القريب، سنعمل بكل جد في تنظيم منظومة العمل العربي المشترك وما يلزم ذلك من تنظيم في إطار الجامعة العربية، ولا بد من تفعيل منظومة الدفاع العربي المشترك والسوق العربية، فإذا نهضت مصر ينهض العرب جميعل إن شاء الله". وأكد الرئيس "مصر في عهدها الجديد لن تقبل بأي انتهاك للأمن القومي العربي وستكون دائما في صف السلام الشامل العادل ولن تلجأ أبدا لسياسات العدوان وستقف قوية صلبة في وجهة التحديات والأخطار التي تهددها، وأكد الرئيس أن الهاء تعود على الأمة العربية، أيها المواطنون في كل مكان كان قدر مصر منذ الأبد أن تكون رائدة وستصبح بسواعد أبنائها في ميادين العمل والانتاج قادرة على الاستجابة لقدرها نعمل على تشجيع الاستثمار في كل قطاعاته واستعادة السياحة لدورها بما يعود بالخير على الاقتصاد المصري، سنرسم معا مستقبلا زاهرا لأولادنا وأحفادنا مسلمين ومسيحيين لتعود مصر عزيزة قوية ولتستكمل أهداف ثورتها ونحقق معا الحرية والعدالة الاجتماعية والكرامة الانسانية" واختتم الرئيس مرسي خطابه قائلا "أرسل لكم جميعا أحبائي في كل مكان تحية من القلب وأعاهدهكم أن لا أخون الله فيكم لن أخون وطني وأهلي أبدا سأكون بإذن الله عند ظنكم ورغباتكم ومطالبكم ودماء الشهداء حق في رقبتي حتى يؤخذ القصاص العادل لهم، ننظر إلى الأمام ونمضي إلى العمل والانتاج ولا ننظر للخلف ولا اسفل الاقدام وان غد لناظره قريب، وقل اعملوا فسيرى الله عملكم ورسوله والمؤمنون".