ظل الكثير من الأقباط يشتكون من التمييز في ظل حكم الرئيس السابق حسني مبارك، إلا أنهم يخشون حالياً أن تزيد أوضاعهم سوءاً إذا ما وصل مرشح إسلامي للسلطة، بحسب ما أفاد تقرير لوكالة "رويترز". ورغم الاختلاف حول عدد الأقباط في مصر، حيث تتفاوت أرقام التقارير بشكل كبير لتتراوح بين 10 و18 مليوناً، فإن تقرير الوكالة يؤكد أنه إذا صوّت المسيحيون ككتلة واحدة لصالح مرشح وحيد، فإنهم قد يغيّرون احتمالات السباق غير المتوقع النتائج. ويفضل معظم الأقباط التصويت لصالح شفيق أو الأمين العام السابق لجامعة الدول العربية عمرو موسى، باعتبارهم رهانات أكثر أماناً من الإسلاميين. ورغم وعود المرشحين الإسلاميين بعدم تهميش الأقباط، أشارت الوكالة إلى أن الأقباط لا يثقون بهم ولن يصوّتوا لصالحهم. ولفت التقرير إلى أن واحدة من أكبر المظالم التي يشكو منها مسيحيو مصر وتعد سبباً أسياسياً في معظم حوادث العنف الطائفي، هي القوانين الخاصة ببناء وترميم الكنائس. وفيما لا يحتاج بناء مسجد أكثر من موافقة المجلس المحلي، فإن بناء أو ترميم كنيسة أمر معقد جداً، ويحتاج توقيع رئيس الجمهورية، وهي المهمة التي كان مبارك قد أسداها للمحافظين. ويأمل مدحت ملك، أحد الناخبين الأقباط، إذا فاز رئيس الوزراء السابق أحمد شفيق بالرئاسة أن يغيّر هذه القوانين التمييزية. وقال: "إن سياسات الإسلاميين تجاه الأقباط غامضة.. ومن الممكن للرئيس الإسلامي أن يقيّد حرياتنا لكسب شعبية المتشددين على حسابنا". وقال بيتر (26 عاما) وهو يعمل مندوب مبيعات طبية إن "المجتمع المسيحي ليس متفائلا بشأن هذه الانتخابات", مضيفا أن البرلمان المنتخب حديثا "لم يحل أي من مشكلات البلد". من جهتها, قالت مريم, وهي معلمة مدرسية مسيحية, "أعتقد أن الغالبية العظمى من المسيحيين في مصر يريدون انتخاب شخص لا صلة له بالسلفيين أو الإخوان المسلمين, أنا وعائلتي نريد المشاركة في الانتخابات طالما لا توجد أية ألعاب قذرة". وكانت الأشهر ال 16 منذ قيام ثورة 25 يناير 2011, صادمة بالنسبة للمسيحيين ، ووقعت سلسلة من الأحداث الطائفية في الأشهر اللاحقة للثورة, ما زاد من شعور غير مريح بين المسيحيين الذين طالما اشتكوا من التمييز والتهميش. وكان أسوأ تلك الاحداث وقع في أكتوبر الماضي عندما قتل 27 قبطيا في اشتباكات بين قوات الجيش والمتظاهرين, فيما دعا التلفزيون الرسمي المواطنين للدفاع عن الجيش في مواجهة ما وصفه بهجمات الأقباط. وأثارت التطورات السياسية منذ قيام الثورة قلق المسيحيين ايضا, فقد فاز "الإخوان المسلمون" بما يقارب الاغلبية في الانتخابات البرلمانية وجاء السلفيون في المرتبة الثانية بعد حصولهم على نحو ربع الأصوات, وجرى انتخاب اثنين فقط من الأقباط من أصل 498 عضوا بمجلس الشعب. ومن ناحية أخري ، أكد المجمع المقدس للكنيسة القبطية الأرثوذكسية أن الكنيسة تقف على مسافة واحدة من جميع المرشحين فى انتخابات الرئاسة وأن أى حديث يقال عن دعم مرشح معين، هو كلام بعيد كل البعد عن المجمع المقدس والكنيسة. وناشد أسقف المنوفية كل شخص بأن ينصت إلى ضميره عند ذهابه للادلاء بصوته فى انتخابات الرئاسة، وأن يدرس البرامج الانتخابية، قائلا "نحن لانزال فى حضانة الديمقراطية لكن شعبنا ذكى وواعى ومخلص لبلده. وأعتقد أنه من الضرورى أن ندرس عناية كل ما يقال عن المرشحين، لكى لا يملى أحد علينا من نختار مقابل مواد تموينية او إيحاءات أو أى شىء أخر للتأثير على أصواتنا". وقال الأنبا بنيامين أسقف المنوفية فى مؤتمر صحفى عقب اجتماع المجمع المقدس بالكاتدرائية المرقصية فى العباسية "تصلى الكنيسة الأرثوذكسية لكى يختار الله رئيسا جديدا يتقدم بمصر إلى الأمام، ويكون مفرحا لكل فئات الشعب، ويكون الكل راضيا عن هذا الاختيار"، مستشهدا بإحدى آيات الكتاب المقدس التى تقول "ملك الأرض فى يد الرب، وهو يقيم عليها من ينفعها" من ملوك أو قادة. وأوضح أن "البابا (الراحل شنودة الثالث) علمنا أن نكون إيجابيين، ويوجد حاليا حراك بين الأقباط يدفعهم نحو المشاركة فى الانتخابات"، مضيفا أن "أى إنسان يقصر فى هذا الأمر سيكون مخطئا أمام الله، ولا ينبغى أن نكون سلبيين". لكن اللافت هنا وعد بعض رجال الاعمال المصريين المقيمين فى الولاياتالمتحدةالامريكية برئاسة -رأفت صليب - بالقيام بعمل مشروعات استثمارية كبيرة بمليارات الدولارات على أرض مصر فى حالة فوز الفريق أحمد شفيق برئاسة الجمهورية. وأكد صليب خلال اجتماعه مع رجال الاعمال المصريين بالولاياتالمتحدة ان ارتباط الاسثمارات بنجاح شفيق جاء بعد تأكدهم ان مصر سوف تدار بسياسة الدولة المدنية بما يحقق بذلك استقرار للاسثمارات فى مصر . وتوقع رجل الأعمال رأفت صليب أن الاسثمارات في فترة حكم الفريق أحمد شفيق سوف تكون آمنة فضلا عن وضع مصر فى مكانها الطبيعى على خريطة العالم. وكان رأفت صليب أحد قيادات أقباط الولاياتالمتحدةالامريكية قد أعلن في وقت سابق عن تأييد الأقباط المصريين للفريق أحمد شفيق فى الانتخابات الرئاسية المقبلة، مؤكدا أنه الشخص المناسب بما له من تاريخ مشرف كقائد للقوات الجوية ووزيرا للطيران المدنى حسب قوله ..