ردا على سؤال تلقاه الكاتب الكبير أحمد رجب حول الفرق بين المسلم والإسلامى ، قال فى عموده اليومى نص كلمة اليوم : الإسلامى غير المسلم، الإسلامى أرقى، فالمسلم يصلى ويصوم ويزكى ويحج ويعتمر بينما الإسلامى يراقب المسلم فى كل تصرفاته، يكفره وقتما يشاء ويجرجره إلى المحاكم عندما يريد بتهمة إزدراء الدين الإسلامى وكل هذا بلا أجر ابتغاء مرضاة الله .. الإجابة ربما تكون ساخرة لكنها بلاشك تحمل الكثير من المعانى والدلالات للتفريق بين المسلم الوسطى الذى يعبد الله فى هدوء دون أن يمنح نفسه حق المراقبة والمتابعة لسلوكيات الآخرين تاركا الخلق للخالق وبين الإسلامى الذى نصب نفسه رقيبا على الخلق بحكم موقعه الحزبى أو السياسى او بحكم إنتماءه لجماعة ما .. فى إطار التعليق على هذا التفريق بين المسلم والإسلامى تقول الدكتور آمنة نصير أستاذ الفسلفة والعقيدة الإسلامية بجامعة الأزهر : هذا تمييز جميل فعلا وله أساس عقيدى فالسلم الحق هو المسلم الذى يؤدى أركان الإسلام الخمسة بأن يشهد بأنه لا إله إلا الله وأن محمد رسول الله ويقيم الصلاة ويؤدى الزكاة ويصوم رمضان ويحج البيت إذا استطاع إليه سبيلا والمسلم صاحب سلوك قويم أما كلمة الإسلامى فتقال عادة للمسلم الذى ارتبط بالسياسة فى الآونة الأخيرة فأخذت عقيدته أبعادا أخرى وهذه الأبعاد هى : - الوصاية : بمعنى أن الإسلامى يرى نفسه وصيا على الآخرين من بقية خلق الله وبالتالى أصبح لا شعوريا يراقب أفعالهم ويسعى لتقويمها أحيانا. - الإحساس بالتفرد والتجرد : أى أنه يرى نفسه متفردا ومتجردا عن الآخرين كأحد أفراد الفرقة الناجية فهم سينجون والآخرون لا ! - الإسلامى يرى نفسه المستحق للدارين دار الدنيا ودار الآخرة . وتضيف الدكتورة آمنة نصير بأن الإسلامى ينظر لنفسه دائما بأنه المتفرد بكل ما هو خير فأطلق العنان لنفسه وسعى للنيل من المختلف عنه فى أفكاره رغم أن هذا المختلف معه هو فى النهاية مسلم يصلى ويصوم مثله تماما وربما أفضل منه وهذا يخالف صحيح الدين لأن الله سبحانه وتعالى ترك المشيئة للبشر حتى فى الإيمان به فقال تعالى فى محكم التنزيل " فمن شاء فليؤمن ومن شاء فليكفر" وقال مخاطبا نبيه " لست عليهم بمسيطر" وقال أيضا " أفأنت تكره الناس حتى يكونوا مؤمنين" ومع هذا ترى الإسلامى يحب أن يسيطر على الآخرين ويفرض وصايته عليهم ويتهمهم بإزدراء الدين وقد نصب نفسه متحدثا رسميا باسم الدين .. أنا شخصيا بحكم تخصصى فى الفلسفة الإسلامية أرى أنه لابد أن تتسع قلوبنا وعقولنا للاختلاف لكن الإسلاميين من أتباع التيارات الإسلامية يعطون لأنفسهم صك الغفران وهذا ما أشتم فيه رائحة القرون الوسطى والتخلف ولهذا لابد أن نعيد حسابتنا ونفرق بين ما هو لذات الدين وبين توظيف الدين لذاتنا.