منذ بداية الثورة كان لسيدة الأعمال هبة السويدي دورا كبيرا في التكفل بعلاج آلاف المصابين المصريين، ولعبت دور الجندي المجهول الذي لم يعلم بأهمية ما فعله في حق هؤلاء المصابين إلا القليل.. وطيلة الفترة الماضية كانت هبة السويدي ترفض الحديث إلى أي وسيلة من وسائل الإعلام سواء المقروءة أو المرئية، ولم يكن أحد يعلم السبب الحقيقي وراء تفضيلها للبقاء صامته وبعيدة عن الأضواء التي كانت ومازالت تستحقها، حيث أن كل الدلائل تؤشر إلى أن لولا الدور الذي لعبته خلال أحداث العنف التي حدثت على أثر الثورة المصرية لكان هناك العديد من المتظاهرين المصابين قد أضيفوا إلى سجل الشهداء، أو أكملوا باقي حياتهم بعاهات مستديمة وهو ما جعلهم يلقبونها بسيدة الثورة، ولكن أخيرا ظهرت هبة السويدي في برنامج "فيها حاجة حلوة" الذي تقدمه حنان البهي على قناة التحرير في فقرة تخطت الخمسين دقيقة، ولكنها عادت للاختفاء مرة أخرى لتمتنع عن الظهور ثانية، وعن أسباب ذلك تقول حنان البهي: تربطني بهبة السويدي صلة صداقة وهو الأمر الذي جعلني ألح عليها للظهور بالبرنامج وقد لبت هذا الطلب بناء على الصداقة التي بيننا، ولكن عن أسباب عدم ظهورها في وسائل الإعلام الأخرى هو أن هبة لا تحب أن يتم استغلال عملها الخيري في حوار صحفي أو تلفزيوني يهدف إلى الفرقعة الإعلامية، أو يمثل الإنفراد المهني بإجراء حوار معها مستغلا أعمالها التي فعلتها من واقع إنساني بحت، وإذا لاحظ الجمهور سيجد أن هبة السويدي في الأساس لا تحب الحديث عن أعمالها الخيرية بشكل عام وهو الأمر الذي أجهدني كثيرا أثناء حواري معها لكي أدفعها للحديث. هبة السويدى مع حنان البهى بدأت هبة السويدي فقرتها بطلب بالوقوف لمدة دقيقة حدادا على أرواح شهداء الثورة وعن أهم ما دار داخل تفاصيل الحوار فقالت: تربيت في ببيت كله حب وعطاء وتعلمت من والدي ووالدتي معنى الخير، وإن كنت استطعت أن أفعل شئ لمصابي الثورة فالفضل يرجع إلى الله في كل ذلك، ولهذا السبب كنت أرفض الحديث في هذه المسألة حيث أني لم أكن سوى أداة أستخدمها الله لمساعدة هؤلاء الناس، وقد بدأت بالمشاركة في هذا العمل بعد التنحي ببضعة أيام، ولم يمر علي من هذا التوقيت حتى الآن أحد المصابين واكتشفت أنه بلطجي أو مثل هذا الكلام، وكانت معظم الإصابات كانت في منطقة العين أو قطع في النخاع الشوكي أو تهتك في العظام أو طلقات نارية في البطن، فكانت الإصابات متنوعة ولكنا خطيرة بدليل أننا حتى الآن نكمل علاج مصابي يناير ولم ينتهي العديد من عملياتهم بعد، ولكن الحالات كلها كانت تحتاج إلى رعاية نفسية أكثر من الرعاية الطبية، ولذلك كان لابد من أن يتم تكريمهم وأن يشعروا برد الجميل وحينما قمت بذلك فخرج التقريب من القلب فوصلهم بنفس الطريقة ولذلك فتحولت العلاقة بيني وبينهم إلى علاقة أسرية وعائلية وليس مجرد شخص يساعد آخر على العلاج، والحمد لله يوجد العديد من المصابين الذين تماثلوا الشفاء ولكن كانت هناك بعض الحالات التي كانت إصاباتها شديدة الصعوبة ومنهم محمود خالد قطب الذي توفى بعد خمسة شهور برغم أن الدكاترة كانوا يريدونه أن يترك المستشفى في نفس اليوم، وأول شهيد توفى بين يدي كان الشهيد سامح والذي كان حالة مؤثرة جدا بالنسبة لي لأنه أو مرة يحدث لي مثل هذا الموقف، وقد لاحظت أن عدد الفتايات المصابات في أحداث يناير كانت لا تذكر بالنسبة لأعداد الشباب، ولكن بعد ذلك تزايدت أعداد الفتايات المصابات مع أحداث مسرح البالون وأحداث مجلس الوزراء وكانوا كلهن بنات محترمات، وهو الأمر الذي استفزني حينما كان يعاب على أخلاق تلك الفتايات، وهو ما جعلنا نتصل بال cnn لكي يصوروا مع عزة هلال في المستشفى.