شنت ناشطات تونسيات على الفيس بوك هجومًا عنيفًا على اقتراح طالب به حزب الانفتاح والوفاء التونسي ذو التوجه الإسلامي، يتضمن حق كل مواطن في معاشرة الجواري لإعادة التوازن الاجتماعي والأخلاقي إلى المجتمع. وامتلأت صفحات الفيس بوك وتويتر والمدونات الاجتماعية بانتقادات نسائية للبحري الجلاصي رئيس الحزب الذي وجه نداءً إلى المجلس الوطني التأسيسي، في تصريحات أدلى بها لصحيفة "الصريح" التونسية، طالب فيها بتضمين هذا الحق في الدستور التونسي الجديد. وقالت مروة قمر، إحدى الناشطات على موقع تويتر: "في الوقت الذي تهب فيه النساء للدفاع عن حقوقهن في شهر مارس من كل عام المعروف بأنه شهر أعياد المرأة؛ يريد هذا الحزب أن يرسل معايدته إلينا بهذا الاقتراح الغريب". ووصفت " سندس" هذا الاقتراح بأنه عودة إلى عصر الجاهلية، مضيفةً: "شكلهم كده هيخلونا نندم على خلع بن علي". وكان حزب الانفتاح والوفاء التونسي قد اقترح تعدد الزوجات، أو اعتماد نظام الجواري، وقال البحري الجلاصي أنه يطالب المجلس الوطني التأسيسي بأن ينص الدستور التونسي الجديد على "حق كل تونسي في اتخاذ جارية عدا زوجته، والتمتع بما ملكت يمينه". ودعا إلى إلغاء كل فصل قانوني يُجرم هذه العلاقة التي وصفها ب"الشرعية"، مشددًا في الوقت عينه على ضرورة "تقنين الجواري، واعتبار ذلك حقًّا متاحًا للرجال المتزوجين بواحدة، وتصنيف الجارية ضمن خانة (ما ملكت أيمانهم)".واعتبر الجلاصي الجارية هي "الحل الأنجع لإعادة التوازن الاجتماعي والأخلاقي إلى المجتمع التونسي الذي تضرر بعلمانية مجلة (قانون) الأحوال الشخصية، وعانى على مدى خمسة عقود من الزمن تجريم تعدد الزوجات". ولأن تونس دائما تسبق بخطوة .. فإن السؤال الان : هل يمكن ان تنتقل مثل هذه الدعوات إلى مصر .. يقول الدكتور جمال نصار القيادى بحزب الحرية والعدالة أننا فى مصر أكثر تفتحا لكن للأسف هناك مؤامرات من البعض لتضييع الوقت وإهدار الفرص والجهود مثل الغرق فى مثل هذه التفاصيل الفارغة ولن تصدر عن اى حزب فى مصر .. فهذا كلام فارغ يدل على الجهل و الفراغ الشديد ولا يجب أن نتوسع فى المناقشة فيه، والانشغال بمثل هذه الموضوعات للأسف يسىء إلى مصر وسمعة مصر لأننا بذلك نقلل من شأننا .. على كل حال ما أريد أن أقوله أن هذه أفكار ودعوات للتسلية والوقت قد حان لبناء مصر بجد . جدير بالذكر أن الحركة النسائية فى مصر تتمتع بمكانة عالمية وتأبى انتشار مثل هذه الأفكار أو الدعوة إليها فالمرأة المصرية ناضلت على مدار القرن الماضى من أجل أن تنل حقها فى التعليم وفى المشاركة السياسية وحظيت بها كما كافحت أيضا ضد تعدد الزوجات .. وليس بعيدا عن هذا السياق تحتفل مصر اليوم بذكرى عيد المرأة والذى يوافق ذكرى نضالها من أجل الاستقلال فى ثورة 1919 حيث خرجت فى أول مسيرة نسائية فى التاريخ المصرى للمطالبة باستقلال مصر بعد نفى سعد باشا زغلول ورفاقه وسار فى المظاهرة 300 سيدة تقودهم هدى شعرواى وفتحت سيدات مصر صدورهن للرصاص واستشهدت السيدة حميدة بنت خليل فى مثل هذا اليوم 16 من مارس .