لن تخطيء العين مدي أهمية بطولة كأس الأمم الأفريقية للنجمين الكبيرين محمد صلاح وساديو ماني.. فهما أولا يسعيان إلي مساعدة منتخب مصر والسنغال لبلوغ النهائي واحراز اللقب في مهمة وطنية، ثم ثانيا هما يبحثان بقوة عن المجد الشخصي الذي لا يقتصر علي التسجيل في دفاتر التاريخ، بل هو داخل مباشرة في تقييم الأفضل علي صعيد المنافسة الشخصية العالمية. وبما أن النجمين تقريبا تعادلا في مراكز القوة عند المقارنة خصوصا في لقب الهداف بالبريميرليج ولكل 22 هدفا.. ثم صادف كل منهما حالات تألق وحالات أفول خلال مشوار الدوري الانجليزي الطويل، وإن سجل ساديو ماني تحسنا ملحوظا في الأداء بشكل عام والمساهمة في التهديف سواء مباشرة بهز الشباك أو بصناعتها لم يقابله صلاح بارتفاع منحني عطائه وان ظل رحيق نجوميته وخطورته حاضرا ومنافسا عتيدا علي كل ألقاب الأفضلية.. تفوق صلاح في المشاركة بالمباريات بفارق مباراتين عن ماني، وظهر تفوقه في معدل صناعة الاهداف إلي الضعفين.. وامتد التكافؤ إلي دوري الابطال الاوروبي واحرز كل منهما 3 أهداف وتفوق ماني في صناعة الاهداف بفارق مرة واحدة.. ثم سجل تفوقا كبيرا في مساعدة ليفربول علي التهديف. حتي في الفائدة العامة لفريق ليفربول كان الاثنان قريبين جدا من بعضهما البعض لكن لكل منهما ميزته الخاصة جدًا. صلاح ظل مفتاح الخطر علي المرمي بخفة حركته ومفاجآته في المراوغة والتمرير والتسديد واللعب بكفاءة في المساحات الضيقة. وماني ظل مفتاح الهجوم والانتقال إلي الأمام بقوة بدنية اكبر وعمل فعال في المساحات الاوسع ثم ميزة اللعب بالرأس. إذن تبقي أمامهما بطولة الأمم الافريقية ليحسما الاشتباك علي الافضلية والدخول في المنافسة العالمية علي الكرة الذهبية واحسن لاعب في القارة.. والبطولة بالنسبة لهما »سفاري» داخل الغابة الافريقية المليئة بالوحوش الخبيرة أيضا في الافتراس والمؤهلة للبروز.. انه سباق المائة متر بين افضل نجمين في افريقيا من بين افضل من سجلوا حضورا اوروبيا وعالميا.