رحلة سفر تبدأ إلي 3 ولايات تنتهي باغتصاب قانوني! إحدى الضحايا: تزوجت لحماية مجرم لأصبح سجينة مدى الحياة فى الوقت الذي تقتصر هموم غيرهن على أداء الواجبات المنزلية أو التمارين الرياضية وغيرها، هناك من يحملن هموم تضاعف سنوات عمرهن، وهناك من لم تكمل عامها العاشر لتجد نفسها زوجة وأم صغيرة تتحمل مشقات الكبار، فهو زواج القاصرات أو زواج الأطفال الذي يبدو انه لا يقف عند حدود دولة معينة، ولكن تختلف أسبابه وملابساته ليظل هو الكابوس الذي يطارد الصغيرات فى كل انحاء العالم، والقضية الشائكة التى تواجهها القوانين الأمريكية هي انتقادات عارمة تجاه تشريعات زواج القاصرات. قد يعتقد البعض أن أراضي الغرب لا تحمل تلك المسميات ولا تعرف لتلك الملفات الشائكة طريقا، ولكن ترصد الاحصائيات ارقاما مخيفة تكشفها الصحف العالمية لتدق ناقوس الخطر، وتكشف عن خبايا المجتمعات الغربية التى يعتقد الكثيرون انها بقاع من الارض تحمل معاني المثالية ولا تحمل اى تجاوزات قانونية على اراضيها الا ان المنظمات العالمية فى امريكا فتحت ملف زواج القاصرات، لتكشف ارقاما فاضحة تعري المجتمع الامريكي لتؤكد ان حالات زواج القاصرات وصلت الى ربع مليون حالة خلال عشر سنوات فقط وتحديدا بين عامي 2000 و 2010، فهناك 60 ألف حالة زواج سنويا للأطفال فى امريكا. ثغرات القوانين تتيح قوانين اغلب الولايات زواج الفتيات دون تحديد حد أدني لاعمارهن، لتصنف امريكا كواحدة من دول العالم الثالث فى قضية زواج القاصرات، فتشتهر ولايتى ميزوري وكنتاكي بزواج الفتيات لتتحول الى ملاذ آمن لمغتصبي الاطفال حيث يتسترون خلف ثغرات القوانين ويسعى المتهم الى اتمام زواجه بالفتاة القاصر المعتدى عليها للإفلات من عقوبة الاعدام او السجن مدى الحياة، وتتيح قوانين ولاية فلوريدا تزويج الاطفال دون تحديد الحد الادنى لأعمارهم، كما تشترط بعض الولايات الزواج بموافقة الوالدين او فى حالات حمل المراهقات وغيرها. وواجهت ولايتي نيوجيرسي وديلاوير القضية بسن قوانين لحظر زواج القاصرات، وتشير الدراسات الى ان ثلثي حالات زواج القاصرات تنتهي بالطلاق، ويقوم اهالي الفتيات باستغلال ثغرات قوانين الولايات لتزويج بناتهم ولا يقتصر الامر على حالات الزواج الاجباري فقط وانما يتم الزواج فى بعض الحالات بناءا على رغبة الطفلة نفسها، وتشير قصص الضحايا الى اضطرار آبائهم للإنتقال من ولاية الى اخرى لإتمام الزواج دون تعقيدات حيث اضطر الأب كيث ستراون الى الانتقال بابنته هيذر وعمرها 14 عاما الى ولاية ميزوري كي تتزوج من صديقها وعمره 24 عاما بسبب حملها منه وفي حالة انجابها دون زواج سوف يتلقى صديقها تهمة الاغتصاب فاضطر والد الفتاة الى حمايته بتزويج ابنته القاصر منه. طفلة فلوريدا ولم تكتف الاحصائيات بذكر ارقام مجردة فقط وانما جاءت بحالات حقيقية ونساء كشفن كابوس حياتهن وبالرغم من مرور سنوات على زواجهن الاول بالاكراه والاجبار الا انه ما زال يلازمهن نفس الكابوس ليروين تفاصيله للجميع، ظهرت اربع نساء عبر القنوات التليفزيونية تجمع بينهن جملة واحدة "كنت عروسا وأنا طفلة"، اربع نساء يطالبن بتغيير قوانين الولاياتالامريكية عبر تجربتهن الحقيقية، العروس او الضحية الاولى هى شيري جونسون التى تروي قصة زواجها التى بدأت احداثها وعمرها 9 سنوات فقط، أكدت ان اسرتها شديدة التدين، والديها موظفان فى كنيسة قريبة من المنزل وفى اغلب الوقت تقضي جونسون يومها كاملاً داخل الكنيسة ولكن بدلا من ان تشعر بالبراءة والامان وقعت ضحية احد المسئولين شديدي التدين الذي جعل منها ضحية مستديمة لإعتداءاته واغتصابه المتكرر اما الاسوأ من ذلك فهو إعترافها لوالدتها بما يحدث لها يوميا ليصدمها رد فعلها حين سارعت بإتهام ابنتها الطفلة بسوء الاخلاق وتجاهلت شكوى الطفلة بالآلام النفسية والجسدية التى أحلت بها واستمرت معاناتها ووقوعها ضحية الاغتصاب الى ان وقع السيناريو المتوقع وهو حملها، فى هذا الوقت كان كل من حولها مضطرين لإتخاذ رد فعل. الموظف المتدين على حافة الفضيحة بمجرد الكشف عن جريمته الوحشية عند ولادة الطفلة وعمرها وقتها 11 سنة وسيتم محاكمته ليواجه وقتها تهمة الاغتصاب ويعاقب عليها بأقصى عقوبة قد تصل الى السجن مدى الحياة، لم يجد والدا شيري طريقة لإنقاذ الكاهن سوى إجبار الابنة على الزواج ولكن لم تسمح القوانين بإتمام الزواج، ليقوموا جميعا باللجوء الى مقاطعة أخرى بولاية فلوريدا فى ثغرة لاستغلال قوانينها والموافقة على زواج ابنتهما القاصر وهو ما حدث بالفعل لتصبح ابنتهما عروسا حاملا، انجبت الفتاة الصغيرة طفلا وراء الآخر ليصل عدد ابنائها الى تسع ابناء لتصل الى سن النضج وعندها استجمعت شجاعتها لتضع حدا لحياتها وطلبت الطلاق الا ان حياتها لم تستمر بشكل مثالي حيث اصبحت نزيلة دائمة لمراكز الصحة النفسية والعقلية للتعافي من آلام طفولتها التى لم تفارقها، لتكشف عن تفاصيل قصتها فى كتاب اصدرته مؤخرا تطالب فيه بسن قوانين اكثر صرامة ضد زواج القاصرات قبل سن الثامنة عشر، مؤكدة ان ولاية فلوريدا خذلتها لتحمي مغتصبها وتعيش في سجن طوال حياتها،واصبح لديها تسع ابناء و37 حفيدا وترغب فى تغيير قوانين الولايات حتى لا يخوض اى من احفادها نفس المصير. زواج بلا تعليم ليندسي ديويت كانت على وعد مع والديها لإستكمال تعليمها الجامعي في هيوستن بولاية تكساس فهي على وشك انهاء دراستها الثانوية وعمرها 14 عاما، ظروف حياتها حالت دون إتمام هذا الوعد لتفاجأ بأمر مختلف تماما بعد قرار والديها بتبني ابن جديد لهما وكان يكبرها فى السن، ومن المفترض ان تتعامل معه كشقيق لها الا انها فوجئت ان والديها يجبراها على الزواج منه لدوافع دينية واجتماعية بسبب تحفظ اسرتها، وقام الوالدان بإغراء ديو بدفع مصاريفها الدراسية فى حالة موافقتها على الزواج، وبالفعل تم الزواج قبل وصولها للسن القانوني، لتنجب طفلين خلال ثلاث سنوات، واحال زواجها المبكر حياتها الى حالة من اليأس حيث فوجئت بإهانات زوجها واعتدائه عليها لصغر سنهما، فقالت فى اعترافاتها "كنت أخشى من القتل فى يوم ما ولن يعرف احد القاتل او قد يهرب من العدالة، وتقدمت بالفعل ببلاغات للشرطة الا ان بلاغاتي لم تؤخذ بجدية على الاطلاق"، استمرت معاناة ديو الى ان نجحت فى الحصول على الطلاق من زوجها واستكملت تعليمها الجامعي ولكن ظلت هموم المسئوليات الكبرى تطاردها. ولا تختلف قصة دونا بولارد عن الضحيتين السابقتين حيث قضت سنوات عمرها فى محاولة للخضوع لعلاج نفسي وعقلي منذ كانت فى الرابعة عشر من عمرها لينتهي علاجها بالزواج وعمرها 16 سنة من احد الموظفين بالمركز الصحي وعمره 29 عاما، وفشل تجربة الزواج بعد انجابها طفل وبعد طلاقها طالبت بتغيير القوانين فى ولاية كنتاكي لتؤكد ان إجبارها على الزواج لم يكن ليتم لولا ثغرات القوانين التى تسمح بزواج القاصرات بموافقة الوالدين دون تحديد السن، اما داون تاير فتزوجت في الثالثة عشر من عمرها حيث تم إجبارها للزواج من شخص قام بخطفها وإغتصابها ثم طلب من والديها الزواج منها حتى لا يتم إعدامه او سجنه مدى الحياة بسبب اغتصاب قاصر وهو الامر الذي وافق عليه الاهل اعتقادا منهم انهم سيعالجون مأساة ابنتهما ايضا بعد زواجها من شخص اعتدى عليها حتى لا تتأثر نفسيا، ولكن ظلت معاناتها مستمرة لتؤكد انها تشعر طوال الوقت انها الشخص الذي ارتكب ذنبا كبيرا انتهى بعقابها.