وزير الزراعة: توريد 4 ملايين طن قمح.. وهدفنا تحقيق الاكتفاء الذاتي للخبز المدعم    شريف سلامة يكتب: رؤية اقتصادية.. التحول نحو الاقتصاد الرقمي.. أين تقف مصر؟    أوكرانيا تسلم روسيا قائمة بالأطفال المختطفين المطلوب إعادتهم    رئيس وزراء بولندا يعلن أنه سيسعى إلى إجراء اقتراع بالثقة في البرلمان بعد هزيمة حليفه في انتخابات الرئاسة    لاعب إنتر ميامي: متحمسون لمواجهة الأهلي في مونديال الأندية ومجموعتنا صعبة    «رفض حضور الاجتماع وتمسك بموقفه».. القيعي يكشف كواليس رحيل معلول عن الأهلي    المساعد الذكي نتيجة صفوف النقل المرحلة الإعدادية 2025 الترم الثاني من بوابة التعليم الأساسي.. (الرابط والخطوات)    افتتاح مؤتمر صيادلة جنوب الصعيد الأول بمحافظة قنا    لتعويض كاريراس؟ تقرير: بنفيكا توصل لاتفاق لضم دال    ذات الأذنين تظهر في رولان جاروس    خاص |دعوة مصرية في مؤتمر جنيف لاعتماد حماية من المخاطر البيولوجية في بيئة العمل    عدم تطوير وإهمال جسيم وحفرة كبيرة ...معاينة النيابة الإدارية لموقع ثقافة الأقصر    الأكشن والإثارة يسيطران على برومو فيلم في عز الضهر ل مينا مسعود    إيرادات الأحد.. "المشروع X" يتفوق على "ريستارت" و"سيكو سيكو" الثالث    الإفتاء توضح أفضل وقت لذبح الأضحية    مقتل إسرائيليين إثر انفجار سيارة فى منطقة جلجولية المحتلة    الجوزاء.. تعرف على صفات برج الفرعون المصري محمد صلاح    القاهرة الإخبارية: ليالٍ دامية في غزة.. الاحتلال يرتكب مجازر جديدة بحق المدنيين    مدير تلال الفسطاط يستعرض ملامح مشروع الحدائق: يتواءم مع طبيعة القاهرة التاريخية    لن ندخل الحزام الزلزالي.. البحوث الفلكية توضح مدى تأثير العواصف الشمسية    دعاء العشر الأوائل من ذي الحجة لطلاب الثانوية العامة وتيسير الأمور.. ردده الآن    رومانو: الفحوصات الطبية تفصل انضمام لويس هنريكي ل إنتر    إيساف: «أبويا علّمني الرجولة والكرامة لو ماعييش جنيه»    الإصلاح والنهضة: 30 يونيو أسقط مشروع الإخوان لتفكيك الدولة ورسّخ الوعي الوطني في مواجهة قوى الظلام    أرامكو السعودية تنهي إصدار سندات دولية ب 5 مليارات دولار    خالد الجندي: الحج المرفّه والاستمتاع بنعم الله ليس فيه عيب أو خطأ    "مطروح للنقاش" يسلط الضوء على قرارات ترامب بزيادة الرسوم الجمركية على واردات الصلب والألومنيوم    ضربات الشمس في الحج.. الأسباب والأعراض والإسعاف السريع    شرح توضيحي للتسجيل والتقديم في رياض الأطفال عبر تعليم القاهرة للعام الدراسي الجديد.. فيديو    رئيس جهاز العاشر من رمضان يتدخل لنقل سائق مصاب في حريق بمحطة وقود إلى مستشفي أهل مصر للحروق    تعرف على محطات الأتوبيس الترددي وأسعار التذاكر وطريقة الحجز    أهم أخبار الإمارات اليوم.. محمد بن زايد يهنئ نافروتسكي بفوزه بالانتخابات الرئاسية البولندية    ديلي ميل: إلغاء مقابلة بين لينيكر ومحمد صلاح خوفا من الحديث عن غزة    في رحاب الحرم.. أركان ومناسك الحج من الإحرام إلى الوداع    موعد أذان مغرب الاثنين 6 من ذي الحجة 2025.. وبعض الآداب الواردة في عشر ذي الحجة    رئيس الوزراء الفلسطيني يدعو لوكسمبورج للاعتراف بدولة فلسطين قبيل مؤتمر السلام في نيويورك    مياه الفيوم تطلق حملات توعية للجزارين والمواطنين بمناسبة عيد الأضحى المبارك    بريطانيا: الوضع في غزة يزداد سوءًا.. ونعمل على ضمان وصول المساعدات    «أجد نفسي مضطرًا لاتخاذ قرار نهائى لا رجعة فيه».. نص استقالة محمد مصيلحى من رئاسة الاتحاد السكندري    رئيس جامعة بنها: تبادل التهاني في المناسبات الدينية يؤكد التماسك    عبد الرازق يهنىء القيادة السياسية والشعب المصري بعيد الأضحى    «صحة الاسكندرية» تعلن خطة التأمين الطبي لاحتفالات عيد الأضحى    يديعوت أحرونوت: وفد إسرائيل لن يذهب إلى الدوحة للتفاوض    تسرب 27 ألف متر غاز.. لجنة فنية: مقاول الواحات لم ينسق مع الجهات المختصة (خاص)    وزير الثقافة ينفي إغلاق قصور ثقافية: ما أُغلق شقق مستأجرة ولا ضرر على الموظفين    الهيئة العامة للأوقاف بالسعودية تطلق حملتها التوعوية لموسم حج 1446    السجن 3 سنوات لصيدلى بتهمة الاتجار فى الأقراص المخدرة بالإسكندرية.. فيديو    للمشاركة في المونديال.. الوداد المغربي يطلب التعاقد مع لاعب الزمالك رسميا    الرئيس السيسى يستقبل مدير عام الوكالة الدولية للطاقة الذرية    السيسي: ضرورة إنشاء منطقة خالية من الأسلحة النووية في الشرق الأوسط    تخريج 100 شركة ناشئة من برنامج «أورانج كورنرز» في دلتا مصر    حزب السادات: فكر الإخوان ظلامي.. و30 يونيو ملحمة شعب وجيش أنقذت مصر    «تعليم الجيزة» : حرمان 4 طلاب من استكمال امتحانات الشهادة الاعدادية    توريد 169 ألفا و864 طنا من محصول القمح لصوامع وشون سوهاج    تحكي تاريخ المحافظة.. «القليوبية والجامعة» تبحثان إنشاء أول حديقة متحفية وجدارية على نهر النيل ببنها    «التضامن»: انطلاق معسكرات «أنا وبابا» للشيوخ والكهنة لتعزيز دور رجال الدين في بناء الأسرة المصرية    رئيس الوزراء يُتابع جهود اللجنة الطبية العليا والاستغاثات خلال شهر مايو الماضي    هيئة الشراء الموحد: إطلاق منظومة ذكية لتتبع الدواء من الإنتاج للاستهلاك    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



العلاقات التركية الروسية علي المحك بسبب إدلب
نشر في أخبار السيارات يوم 08 - 06 - 2019

مرة أخري تواجه أنقرة وموسكو تصعيدًا آخر للعنف في الأراضي التي يسيطر عليها المتمردون في سوريا، وهو تطور يضع تعاونهم علي المحك حتي في ظل دعمهما للأطراف المتصارعة في حرب دمرت سوريا علي مدار ثماني سنوات.
الان تعد محافظة إدلب، المعقل الأخير للمعارضة السورية، نقطة خلاف رئيسية بين الحليفتين تركيا وروسيا، اللتين تتمتعان بالقوة والنفوذ في الصراع الدائر هناك.
في الخامس من مايو،اتهم الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، الرئيس السوري بشار الأسد بالسعي إلي تخريب التعاون التركي الروسي وانتهاك اتفاق وقف إطلاق النار من خلال تنفيذ ضربات جوية وعمليات برية في إدلب. ولم يتمكن أردوغان من إلقاء اللوم مباشرة علي الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، ففضل أن ينتقد الأسد. لكن يبدو أن بوتين تلقي الرسالة ورد علي أردوغان بموجة أخري من الضربات الجوية علي إدلب.
ووفقاً لبيانات مختلفة، فإن ما يصل إلي ثلاثة ملايين مدني يعيشون في إدلب، وبسبب أعمال القصف التي تنفذها قوات روسيا ونظام الأسد، فر أكثر من200 ألف مدني بالفعل من المحافظة، حيث سعي بعضهم إلي الأمان بالقرب من الحدود مع تركيا بينما احتشد آخرون في مخيمات مكتظة في سوريا.ويقول المرصد السوري لحقوق الإنسان إن أكثر من 291 مدنياً و130 طفلاً قتلوا منذ 30 أبريل.
ونظراً للأهمية الاستراتيجية التي تتمتع بها إدلب، فإن نظام الأسد وروسيا يصران علي عدم ترك المدينة تحت سيطرة المعارضة. وستكون استعادة السيطرة علي إدلب خطوة بارزة نحو تنفيذ هدف الأسد المتمثل في سيطرته علي كافة مناطق سوريا.
وتعطي إدلب يداً لروسيا علي تركيا. فقد وقّع البلدان مذكرة في سبتمبر لإنشاء مناطق عدم تصعيد في إدلب، يضع عبء الحفاظ علي النظام بين جماعات المعارضة الموجودة هناك علي كاهل القوات التركية. لكن منذ ذلك الحين، تنتقد روسيا وقوات الأسد تركيا وتتهمها بعدم تنفيذ ما عليها في الاتفاق. وبينما كانت روسيا تنتقد تركيا بسبب فشلها في فرض السيطرة الكاملة علي الجماعات الراديكالية، فإنها نجحت إلي الآن في تجنب إطلاق قوات النظام هجوماً شاملاً علي إدلب.
وتواجه تركيا، التي تستضيف بالفعل أكثر من 3.6 مليون لاجئ سوري، ضغوطًا قوية من سوريا وإيران وروسيا للوفاء بتعهدها بالسيطرة علي فصائل المتمردين المسلحة في إدلب.لكن تركيا تحتاج أيضاً إلي روسيا لكبح جماح الأسد لمنع تدفق أعداد كبيرة من اللاجئين والحفاظ علي سلامة الجنود الأتراك هناك.
هناك حافز لأردوغان وبوتين، للتعاون وضمان عدم إغفال مصالح أي شخص.ففي الوقت الحالي، من غير المرجح أن تدعم موسكو عملية سورية شاملة في إدلب لأن فوائد التحالف طويل الأمد مع تركيا تفوق معركة عسكرية واحدةحيث تحدث أردوغان وبوتين عبر الهاتف، واتفقوا علي مواصلة العمل علي غرار اتفاق وقف إطلاق النار لمنع مقتل المدنيين وتدفق اللاجئين. واتفقوا أيضًا علي الاجتماع علي هامش مؤتمر مجموعة العشرين الذي سيعقد الشهر المقبل في اليابان.
التصعيد بين روسيا وتركيا بشكل عام سيكون باهظ التكلفة لكلا الطرفين. فالدولتان تقومان بتعزيز العلاقة بينهما علي عدة مستويات؛ ففي أبريل 2018، أعلن بوتين وأردوغان اتفاقهما علي تسريع عملية بيع منظومة الدفاع الجوي الروسي S-400 إلي تركيا. بالإضافة إلي ذلك، فإن شركات الطاقة التركية Unit International، والطاقة الروسية )arubezhneft، وغدير الإيرانية أعلنت في أغسطس 2017 عن صفقة نفطية قيمتها 7 مليارات دولار. كما يجري بناء أول محطة للطاقة النووية في تركيا بتكلفة تقدر ب 20 مليار دولار من قبل شركة روساتوم الروسية. ويقينًا، فإن هذه العلاقة ستزداد عمقًا ومتانة في ظل أزمات أنقرة مع واشنطن، التي تعارض صفقة نظام الصواريخ، وتصر علي أن استخدام تركيا لمنظومة S-400 من شأنه أن يعرض للخطر تكنولوجيا طائرة مقاتلة من طراز F-35، التي تمتلكها الولايات المتحدة وحلفاؤها الآخرون في حلف الناتو. والتي من المقرر أن تتسلمها تركيا العضو في الناتو، هذا العام. وحذرت الولايات المتحدة من إن شراء أنقرة للأسلحة من شأنه أن يفتح الباب أمام عقوبات أمريكية واسعة النطاق وشديدة.
علي العكس يري بعض المحللين أن سبب التصعيد الروسي الأخير في محافظة إدلب، يعود إلي استشعار موسكو ملامح تفاهمات حول القضية السورية، يتم وضع لمساتها بين الولايات المتحدة وتركيا.ويثير شكوك موسكو أكثر هو تواتر الاجتماعات وعمليات التنسيق بين تركيا والولايات المتحدة من جهة، وشخصيات من العشائر العربية في دير الزور شرق سورية، كانت زارت أنقرة في الأيام الماضية.
زيارة المبعوث الأمريكي الخاص إلي سورية جيمس جيفري لأنقرة في توقيت لافت، ولقاؤه ومباحثاته مع المتحدث باسم الرئاسة التركية إبراهيم كالن، التي تركزت علي الملف السوري، لم يتم الإفصاح عن مخرجاتها. بل اقتصرت المعلومات التي قدمتها وكالة »الأناضول»‬ علي أن كالن وجيفري ترأسا اجتماعا لوفدي البلدين، وتناولا التطورات الأخيرة في الملف السوري.
ما يؤرق المسؤولين الروس أكثر، تصريحات الطرف الأمريكي بأنه سيتم إنهاء المخاوف الأمنية لتركيا عبر المنطقة الآمنة المزمع إقامتها في سورية، وسيتم تطهير تلك المنطقة من كافة التنظيمات الإرهابية. طبعا يقصد بذلك الميليشيات الانفصالية الكردية، لأن تنظيم داعش لم يبق له وجود هناك، سوي خلايا نائمة مبعثرة في بعض المناطق.
اللقاءات بين الوفدين التركي والأمريكي، سبقها اتصال هاتفي جري بين الرئيسين التركي والأميركي، شدد خلاله الطرفان علي وجوب تعزيز التنسيق في الملف السوري.
علي الجانب الآخر لا يريد الطرف الروسي خسارة تركيا كشريك اقتصادي هام في المنطقة، لكن في الوقت ذاته موسكو أمام تحد كبير، بخصوص قطف ثمار النصر العسكري المزعوم علي المعارضة السورية وتحويلها إلي مكاسب سياسية واقتصادية.
تخشي موسكو في حال الوصول إلي اتفاق كامل الجوانب بين أنقرة وواشنطن، أن تخسر جميع مكتسباتها في سورية، خصوصا مع الحصار الخانق الذي يقوده الأمريكيين علي إيران، والضربات الموجعة التي تتلقاها الأخيرة في سوريا عبر الضربات الاسرائيلية. بين كل هذا نجد تركيا عالقة في موقف صعب، حيث يحاول أردوغان المناورة بين واشنطن وموسكو وصياغة سياسة مستقلة في مواجهة ضغوط هائلة من كِلا البلدين.لكن من الواضح الآن أن »‬محاولة الحصول علي كل شيء» قد لا تكون أفضل إستراتيجية تتبعها تركيا.
فإذا ضاعفت الولايات المتحدة من موقفها بشأن S-400، فقد تضطر تركيا أيضاً إلي الاختيار بين العقوبات الأمريكية التي تقوض الاقتصاد التركي أو الهجوم الروسي في إدلب الذي يُضعِف النفوذ التركي في سوريا.
هذه العوامل، إلي جانب الغموض المستمر في العلاقات التركية الروسية، تعد بمزيد من التصعيد وعدم القدرة علي التنبؤ بما يمكن ان يحدث في شمال غرب سوريا في الايام القادمة.
■ مروي حسن حسين


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.