»الله محبة».. وقد نزلت هذه المحبة من السماء إلي قلوب المصريين بردا وسلاما فانتصرت علي الشرور التي يقوم بها المتربصون والمغرضون.. ومؤخرا قامت الكنيسة الإنجيلية بمدينة نصر كعادتها دائما بضرب المثل في المودة والإخاء وأنشأت مائدة إفطار جماعي للوحدة الوطنية حضرها عدد كبير من رموز الثقافة والفن ورجال الدين الإسلامي والمسيحي.. وكانت »الأخبار» مدعوة إلي المائدة التي شهدت ترابطا ومحبة تسع الكون كله بين أبناء الوطن المخلصين، ورغم توافد المدعوين مبكرا فإن أحدا من المسيحيين لم يمد يده إلي المائدة إلا بعد أذان المغرب حتي يبدأ الجميع الطعام معا، بدعوات الإفطار بأن يحفظ الله مصر وأهلها. ليست روتينا في البداية يؤكد القس الدكتور عزت شاكر، راعي الكنيسة الإنجيلية بمدينة نصر أن مائدة الإفطار السنوية ليست مجرد روتين وإنما هي دليل علي المحبة الحقيقية التي تجمعنا مع إخوتنا المسلمين وتظهر في كل مناسبة دينية يحتفل بها الوطن، وهذا ما نشعر به في أي لقاء مع فضيلة الإمام الأكبر د.أحمد الطيب.. ويضيف د.شاكر أن الهدف من الإفطار الجماعي هو التأكيد علي أننا مسلمين ومسيحيين نحب الله سبحانه وتعالي ونحب بلدنا ونعشق ترابه وأننا أسرة واحدة، كما أن هذه المائدة مجرد لمحة محبة تحدث علي مستوي البيوت المصرية كلها ولا تقتصر علي المساجد والكنائس فقط. ومن جانبه أوضح د.عبدالله النجار، عضو مجمع البحوث الإسلامية، أنه سعيد بهذه المناسبة العزيزة التي ينتظرها كل عام ليلتقي صديقه القس عزت شاكر، خاصة أن الكنيسة الإنجيلية تمتلك روحا طيبة ومحبة للوطن، وأن تلك المحبة تنتصر علي أي انتماءات دينية. ويقول اللواء حمدي بخيت، الخبير الاستراتيجي، أن هذا اليوم يثبت أننا لا نفتش عن غائب ولا نبحث عن مجهول لأن المحبة في دمنا منذ زمن، وأننا أسرة واحدة ويجمعنا مصير واحد. أما د. سمير غطاس، عضو مجلس النواب، فيشير إلي أنه يحرص علي حضور هذه المائدة السنوية التي تسلك سبيل النور ولا تترك فرصة للأفكار المظلمة، كما أنها تعمق قيم المواطنة والتسامح والأخوة في نفوس الأجيال المقبلة التي يجب التركيز عليها في التعليم والإعلام..ويؤكد الشيخ مظهر شاهين أن الأجواء الرمضانية التي يعيشها المصريون جميعا وعلي مائدة إفطار واحدة تثبت أن المحبة متينة ومتغلغلة في نفوس المسلمين والمسيحيين، فمصر كانت ومازالت دائما ساحة للأمان والمواطنة لا فرق بين مسلم ومسيحي، فالكل اخوة يستظلون بسمائها ويشربون من نيلها، ولا ننسي أن نذكر أن الفضل بعد الله عز وجل لقيادات الجيش والشرطة الذين لولاهم ما عشنا في هذه الأجواء الآمنة. ويوضح الكاتب الكبير يوسف القعيد أنه حريص علي هذا الإفطار السنوي في الكنيسة الإنجيلية منذ سنوات طويلة، لأنها تدعو إلي التكافل والتكاتف وأنه من واجبنا أن نتحد ونجتمع دائما علي محبة الوطن.