بداية من تعرض 4 سفن تجارية ل»عمليات تخريبية» بالقرب من المياه الإقليمية لإمارة الفجيرة، مروراً باستهداف محطتي نفط سعوديتين ب»درون» مفخخة، تنصب يوما بعد يوم الأفخاخ بمنطقة الخليج لتدفعها دفعاً نحو حرب محورها إيران. هذه الحرب يحشد لها صقور أمريكا واللوبي اليهودي منذ 16 عاما. وبالتحديد عقب نجاحهم في تهيئة الأجواء العالمية والداخل الأمريكي لغزو العراق في 2003، والإطاحة بصدام حسين وتدمير الجيش العربي الأكبر في ذلك الوقت والذي كان يمثل التهديد الأول لإسرائيل. بعد التخلص من الهدف الأول، ومع تصاعد النفوذ الإيراني في المنطقة، ونجاح طهران في تطوير قدراتها النووية، صار الهدف التالي لتل أبيب تكرار السيناريو العراقي في إيران، وهو ما أخفقت في تحقيقه في ظل إدارة الرئيس أوباما الذي جنح لمهادنة طهران وعقد الاتفاقيات معها. ومع وصول الرئيس ترامب للحكم بكل ما أبداه من مرونة وانسجام مع الأهداف الإسرائيلية، ثم الاعتراف بالسيادة الإسرائيلية علي الجولان، ثم خنق إيران بالعقوبات لتظل الخطوة الأخيرة وهي »شل» قدرات إيران العسكرية والنووية. من هنا اتخذ رجال إسرائيل في الإدارة الأمريكية من تقارير استخباراتية ليست بالجديدة تفيد بإمكانية تهديد إيران لمنشآت ومصالح أمريكية في المنطقة، ذريعة لحشد القوات والعتاد. والهدف ليس حربا حقيقة، كما استبعدت من قبل، ولكن ربما قصف محدد لمنشآت نووية ومواقع عسكرية إيرانية ومواقع بني تحتية تعيد طهران للوراء ربما عقدين من الزمن. ولكن المقلق هنا هو »جرجرة» دول الخليج الشقيقة لهذه المناورة إما باستخدام منشآتهم ومصالحهم كهدف لاستفزاز أي من الطرفين ودفعه للتحرك، أو باستغلال ثرواتهم وقواتهم العسكرية في حرب بالوكالة المستفيد الأول منها إسرائيل، التي ستلتفت بعدها إلي »هدف جديد».