إدانات عربية.. وإيران »تأسف» للهجوم وتؤكد أن أمن الخليج »هش» تصاعد التوتر في الخليج مع إعلان السعودية امس أن اثنين من ناقلاتها كانتا بين الاربعة سفن التي استهدفتها اعمال تخريبية الليلة قبل الماضية قبالة سواحل الإمارات، مما يزيد من مخاوف نشوب حرب في الخليج. وقال وزير النفط السعودي خالد الفالح في بيان أن ناقلتي نفط سعوديتين تعرضتا ل »هجوم تخريبي» وهما في طريقهما لعبور الخليج قبالة السواحل الإماراتية قرب إمارة الفجيرة أحد أكبر مراكز تزويد السفن بالوقود في العالم والتي تقع خارج مضيق هرمز. ونددت السعودية بهذا الهجوم ووصفته بأنه محاولة لتهديد أمن إمدادات النفط العالمية. وكانت الإمارات قد أعلنت أن اربع سفن شحن تجارية من عدة جنسيات تعرضت لعمليات تخريبية في مياهها قبالة إيران في شرق إمارة الفجيرة بدون تحديد المنفذين واصفة الهجوم بانه خطير. وقال الفالح إن إحدي الناقلتين كانت ستتوجه إلي عملاء شركة أرامكو السعودية في أمريكا. وأضاف في بيانه أن الهجوم لم يسفر عن خسائر في الأرواح أو تسرب للوقود لكن نجمت عنه أضرار بالغة في هيكلي السفينتين. وأكد الفالح أن الهجوم استهدف تهديد حرية الملاحة البحرية وأمن الإمدادات النفطية للمستهلكين في كافة أنحاء العالم. وشدد علي المسئولية المشتركة للمجتمع الدولي في الحفاظ علي سلامة الملاحة البحرية وأمن الناقلات النفطية تحسبا للآثار التي تترتب علي أسواق الطاقة وخطورة ذلك علي الاقتصاد العالمي. وذكرت مصادر تجارية وملاحية أن الناقلتين السعوديتين هما ناقلة النفط العملاقة »أمجاد» المملوكة للشركة الوطنية السعودية للنقل البحري والناقلة المرزوقة. ولم تحدد السعودية والإمارات طبيعة تلك الأعمال أو الجهة التي تقف خلفها. وفي النرويج قالت شركة توم لإدارة السفن إن هيكل ناقلة منتجات مسجلة في البلاد »لحقت به أضرار جراء جسم غير معروف قبالة ساحل ميناء الفجيرة». وأوضح بيان ان ربان الناقلة أندريا فيكتوري أبلغ بأن هناك فتحة في منطقة من بدن السفينة ناحية الخزان الخلفي وأن الناقلة ليست معرضة لخطر الغرق. كما أعلنت الرابطة الدولية للملاك المستقلين لناقلات البترول »إنترتانكو» إنها اطلعت علي صور تظهر أن سفينتين علي الأقل بهما فتحات في جانبيهما نتيجة إطلاق نار. ويتمتع ميناء الفجيرة بموقع استراتيجي يتيح للامارات تصدير النفط بدون المرور بمضيق هرمز وبالتالي ضمان حركة الملاحة في حال وقع أي توترات اقليمية. وكانت ايران قد هددت عدة مرات باغلاق مضيق هرمز الاستراتيجي في حال وقع أي مواجهة عسكرية في الخليج. وبحسب أسوشيتد برس، فإن الإعلام الإيراني كان أول من تناقل أنباء حدوث انفجارات قرب ميناء الفجيرة وهو ما يكشف دور طهران المحتمل في تدبير الهجوم. والامارات عضو قيادي إلي جانب السعودية في التحالف العسكري الداعم للقوات الحكومية في اليمن المجاور في معاركها مع الحوثيين المتهمين بتلقي دعم عسكري من إيران، في حين تنفي طهران هذا الاتهام وتقول إن دعمها للمتمردين سياسي فقط. وعلي الصعيد العربي، أدانت السعودية والكويت والأردن الهجوم بأشد العبارات.وأعربت وزارة الخارجية السعودية عن تضامنها مع حليفتها الوثيقة الإمارات في جميع ما تتخذه من إجراءات لحفظ أمنها ومصالحها. كما أكدت وزارة الخارجية الاردنية موقف بلادها الثابت والرافض لاي عمل إجرامي يهدد أمن وسلامة حركة الملاحة البحرية في الخليج العربي أيا كان مصدره. كما شددت الوزارة وقوف المملكة إلي جانب الأشقاء في الإمارات في التصدي لاي محاولة تستهدف أمنها واستقرارها. وأدان أحمد أبو الغيط، الأمين العام لجامعة الدول العربية، بأشد العبارات الأعمال التخريبية التي استهدفت السفنٍ الاربع، مُشدداً علي أن هذه الأعمال الإجرامية تُمثل مساساً خطيراً بحرية وسلامة طرق التجارة والنقل البحري، ومن شأنها أن ترفع مستوي التصعيد في المنطقة. وندد الأمين العام لمجلس التعاون الخليجي عبد اللطيف الزياني الهجوم علي السفن التجارية قائلا إن »مثل هذه الممارسات غير المسئولة من شأنها أن تزيد من درجة التوتر والصراع في المنطقة وتعرض مصالح شعوبها لخطر جسيم». كما أدانت الأمانة العامة لمنظمة التعاون الإسلامي بأشد العبارات الواقعة، مشيرة إلي أن هذا العمل التخريبي يهدد أمن وسلامة الملاحة البحرية الدولية. وفي طهران، وصفت السلطات الايرانية الهجوم ب»المقلق والمؤسف» ودعت لإجراء تحقيق فيه. وحذرت وزارة الخارجية في طهران من »مغامرة لاعبين خارجيين» لعرقلة أمن الملاحة وزعزعة الاستقرار المنطقة. وقال رئيس لجنة الأمن القومي والسياسة الخارجية في مجلس الشوري »حشمت الله فلاحت» إن هذا الهجوم يثبت أن »أمن جنوب الخليج الفارسي هش كالزجاج»، مشيرا إلي أن مخربين من دولة ثالثة قد يكونون وراء هذا الهجوم.