قبل أن تعلن منذ أسابيع كل من أمريكاوروسيا والصين والهند صعودهم إلي السماء وتشكيل قوات فضائية مسلحة بالليزر وغيره من الأسلحة الفضائية بدعوي محاربة عدو وهمي! كانت هناك مقدمات لهذه الكارثة منذ عام 2015 في دهاليز الأممالمتحدة.. عندما عقدت في فيينا لجنة الاستخدام السلمي للفضاء.. وفوجئ مندوبو دول العالم بمندوب أمريكا يعرض مشكلة »ازدحام الفضاء» بالنفايات الفضائية من بقايا آلاف الأقمار الصناعية التي انتهي عمرها الافتراضي وتكدس المدارات الفضائية بها وقد تسبب حوادث اصطدام خطيرة للأقمار العاملة.. وعرض المندوب الأمريكي حلاً لهذه المشكلة أن يسمح العالم بتجاوز »محظورات» معاهدة الفضاء الخارجي ويوافق علي أن تستخدم أمريكا المحطة الفضائية الدولية بتواجد قوات فضائية مسلحة بالليزر لتفجير هذه النفايات الفضائية لإنقاذ العالم من مخاطرها..! كان هذا العرض مغريا ومنطقيا ولكن ظاهره الرحمة وباطنه العذاب.. صمت جميع مندوبي العالم بمنطق »السكوت علامةالرضا» إلا مندوب مصر العالم الدكتور علاء النهري نائب رئيس هيئة الاستشعار وعلوم الفضاء والرئيس الفني لوفد مصر في هذا الوقت.. أعلن استحالة موافقة مصر لهذا المطلب لأنه سيكون بداية كارثة »عسكرة الفضاء» وسيبدأ العالم سباق حروب الفضاء والسيطرة علي الأرض.. وأن هذا خرق صريح لمعاهدة الفضاء الخارجي التي تحظر استخدام المحطات الفضائية والأجرام السماوية لأي استخدام عسكري وأن الفضاء والأجرام السماوية لا تخضع للتملك الوطني بادعاء أي دولة سيادتها عليه وأنه ملك للبشرية كلها! هرع مندوبو روسيا والصين إلي مندوب مصر د. علاء النهري لتحيته والوقوف بجانبه ومن ورائهم تكتلت باقي 65 دولة عربية وعالمية لمنع منح أمريكا هذه الموافقة.. واستمر النقاش عشرات الساعات إلي أن توصلوا لعرض الأمر علي اللجنة القانونية المخصصة لاستخدام الفضاء.. وأصرت مصر أن يكون القرار بالإجماع ولو دولة واحدة رفضت فلا يصدر القرار المفاجأة.. تشكلت اللجنة القانونية عام 2017 ولأسباب غامضة تم تغييب وفد مصر عنها.. وحتي عام 2018 وفي الشهر القادم ستعقد لحسم الأمر تري هل نستطيع فك لغز تغييب مصر عن اللجنة القادمة؟ البقية الأسبوع القادم