غريب آلا تحظي جوائز الشارقة للابداع العربي التي احتضنتها القاهرة مؤخرا بالاهتمام الاعلامي والنقدي الذي تستحقه في أول خروج لها من مدينتها بقرارمن مؤسسها الشيخ سلطان القاسمي عضوالمجلس الأعلي حاكم الشارقة الذي رأي أن تنتقل الجوائز في دورتها ال22 الي العواصم والمدن العربية تحتفي بالفائزين في بلدانهم فتمنحهم تقديرا يستحقونه بين ذويهم ولإيمانه المطلق بأهمية احداث حراك ثقافي يثري الساحة الإبداعية، وقد اختارالقاسمي القاهرة لتكون محطة الإنطلاق الأولي للجوائز لما يكنه لمصرمن تقدير كبير ومكانة خاصة فهي البلد الذي عاش به سنوات شبابه وتلقي تعليمه الجامعي فيها،لقد تابعت احتفالية الجوائز التي أقيمت بدارالأوبرا وشهدت حضورا من المبدعين المصريين والعرب وبحضور عبدالله العويس رئيس دائرة الثقافة بالشارقة الذي جاء علي رأس وفد كبير مؤكداً أن مصر هي الوجهة الأولي لكافة الفعاليات الثقافية، وقد تحول الحفل الي مؤتمر ثقافي تباري فيه المبدعون ليقدموا نماذج من انتاجهم المتوج بالجوائز ويشاركون بأبحاثهم مع كبارالنقاد والأكاديميين في ورش الإبداع التي تصاحب توزيع الجوائز وتتناول في كل مرة محورا ثقافيا هاما حيث كان محورها هذا العام »الرواية والتاريخ» وقد أقيمت باشراف د.شريف الجيار الذي أتاح للفائزين مساحة للنقاش وطرح وجهة نظرهم مما يثري أفكارهم ويمنحهم الثقة، وحصل المبدعون المصريون علي ست جوائز في مجال القصة والمسرحية وأدب الطفل بينما تفوق العراقيون في مسابقة الشعر والسوريون في مسابقة الرواية، وحصدت المغرب جوائز في النقد، لقد نجحت جوائز الشارقة للإبداع العربي منذ انطلاقها عام 1996 في اكتشاف أكثر من 400 مبدع فازوا بجوائزها وقد انحازت منذ اللحظة الأولي لشباب المبدعين وحددت أعمار المتسابقين »من 18 الي 40 عاما» لتمنح فرصة اصدار كتابهم الأول فالفائز بها يحظي بتقدير أدبي ومادي حين يجد ابداعه صادرا في كتاب مما يجعلهم ينطلقون يواصلون مشوارهم الإبداعي بعدما وضعتهم علي الطريق الصحيح، وقد فتحت أبوابها امام المبدعين من كافة أنحاء الوطن العربي من خلال لجان تحكيم من النقاد لتصبح جوائزها بمثابة تقييم لحالة الإبداع الثقافي العربي خلال عام،وفي ظل أمواج التطرف والإرهاب التي تتربص بعالمنا العربي تصبح الثقافة أحد أهم الأسلحة التي يمكن أن نواجه بها كافة أشكال التطرف الفكري.