موفد وزارة الخارجية المصرية إلى جامعة"كازنو".. كازاخستان كانت نهاية القرن التاسع عشر وبداية القرن العشرين فترة حاسمة في تاريخ دولة كازاخستان، حيث كانت الظروف قاسية في هذه الفترة من استعمار الحكومة القيصرية لكازاخستان، وقد أثر هذا الوضع على المثقفين والمتعلمين والمفكرين، وتعددت طرق النضال، وكان الجانب الرئيس من الرغبة في النضال هو التعلم والمعرفة، وتدريجيًا ظهرت أفكار التحرر الوطني ضد السياسة الاستعمارية؛ حيث كانت مملكة روسيا على أعتاب الهزة البرجوازية الديمقراطية الأولى. إذا أخذنا بعين الاعتبار مسألة الفترات الانتقالية والمستويات الهيكلية المختلفة في تاريخ تطور التعليم في الأراضي الكازاخية من أواخر القرن التاسع عشر والنصف الأول للقرن العشرين (1861-1930) نجد هناك تراثًا فريدًا من نوعه، ومما لا شك فيه أن هذا التراث سيكون مكملاً للأفكار العاكسة لتطوير نظام التعليم في كازاخستان.. ولا نستطيع أن ننكر الواقع أن الشعب الكازاخي قبل ثورة أكتوبر أي قبل فقدان استقلاله السياسي والأيديولوجي في أيام السياسة الاستعمارية، كان لديه مدراس متميزة ومؤسسات تعليمية راقية ووافية تدرس تاريخ تطور الأمة الكازاخية، وفي هذه الفترة التاريخية، فيمكن تقسيم المدارس إلى ثلاث مراحل، استنادا إلى البيانات التاريخية والوثائق الأرشيفية: المرحلة الأولى (1861-1890) هي العمل الاستعماري في مجال التعليم، حيث ظهرت المدارس الابتدائية، والروسية الكازاخية (المختلطة)، ونموها جنبا إلى جنب مع المؤسسات التعليمية مع النظام التعليمي الإسلامي القديم. والمرحلة الثانية (1891-1916) هي تطوير المدارس الروسية الكازاخية في قضايا تنظيم الدراسة باللغة الأم لكل أمة، وأساس تأسيس المدارس الوطنية الكازاخية. والمرحلة الثالثة (1917-1930) المدرسة الوطنية الكازاخية في نظام التعليم الجديد والمدرسة في المجتمع السوفيتي والابتكار (الحداثة) في التعليم. وإذا استمر الحديث عن المؤسسات التعليمية التي كانت تعلم المبادئ الإسلامية وتطبيقاتها التربوية، وكانت تدرس في هذه المدارس علوم اللغة العربية، أي بداية من الأبجدية، وعلم النحو، وعلم الصرف، وعلم الأصوات، والأدب العربي الفارسي، وأساسيات الشريعة الإسلامية وتعليم الواجب الإسلامي، والقانون الإسلامي، والقانون، وعلم الميراث، وأساطير وقصص من "قصص الأنبياء" وقواعد تفسير القرآن الكريم. وفي الوقت نفسه، تم تدريس علوم المنطق والميتافيزيقا والأخلاق وعلم الجمال وعلم الفلك والحساب والرياضيات والجغرافيا. ليس سرًا أن السياسة الاستعمارية سعت إلى القضاء على العملية الثقافية المتجذرة في المجتمع الكازاخي، ومع ذلك، فإن التاريخ يشهد أن الشعب الكازاخي ربا المثقفين والمتعلمين، الذين هم على دراية باحتياجات الشعب الكازاخي، ومنهم رجال آلاش الذين فكروا في دفع شعبهم إلى الطريق الصحيح وإلى مستقبل أكثر إشراقا، دعوا إلى معارضة سياسة الحكومة القيصرية، مثل أخميت بايطورصينولي وآليخان بوكيخانوف.. فقد كان الهدف الرئيس للمثقفين الكازاخ مقاومة السلطات الملكية لسياسة التنصير والتحول إلى روسيا، وكان أحدها في عام 1902 ضد نظام "الزعيم الفلاحي" الذي حظر استخدام اللغة العربية وكتابتها في المدارس الرسمية للبلد.