هناك خسائر لا يجنيها إلا الزوج وحده، عندما يطاوع شيطانه ويقتل أعز الناس لديه زوجته وأم أولاده، هذا ماحدث في جريمة الشرقية، بكل ما فيها من تفاصيل مزعجة، الجريمة كانت حديث أهالى مركز منيا القمح، الذي اكتشفها، أم الزوجة التي جفت دموعها حزنا وألما على ابنتها، قالت لنا: "عذاب من نوع خاص عاشته شيماء مع هذا الزوج متعدد العلاقات، غير القادر على الإنفاق على أسرته، تنفست آلاما وتكابدت أوجاعا كادت أن توقف قلبها، بسبب هذا الرجل، حاولت اجتياز تلك المآسي لكنها فشلت لأنها تحملت ما تعجز أن تتحمله الجبال من أوجاع وآلام الخيانة المتكررة إضافة إلى عدم قدرة الزوج على الإنفاق عليها وأبنائها، وكانت النهاية القتل والحرق على يد زوج مستهتر"، تفاصيل الجريمة فى السطور التالية . ليست الجريمة الأولى، ولن تكون الأخيرة فى ظاهرة قتل الأزواج لزوجاتهم، تعددت الأسباب فى كل جريمة عن الأخرى، لكن يبقى العنوان الرئيسي للحادث واحدًا، "زوج يقتل زوجته"، ومع اختلاف أساليب ووسائل الجريمة وتنوعها، إلا أننا بصدد جريمة بشعة، خطط الزوج فيها ودبر لقتل زوجته وأم أولاده بعد تيقنه استحالة الحياة معه. بداية الأمر، طلب الأب من ابنائه الأربعة الذهاب لجدهم، وبابتسامة خبيثة، وقلب عديم الرحمة، ووجه حاد الملامح، وعيون لامعة، أمرهم بهذا، حتى يخلو له الجو، ولا يكتشف أحد جريمته، وقبل الجريمة بدقائق، استرجع الزوج شريط ذكرياته مع زوجته التي كان يوما يحبها، الأن يخطط لقتلها، ومن ناحية أخرى قررت الزوجة الرحيل، لملمت حاجاتها، انتهت الحياة مع هذا الرجل الذي يخونها مئات المرات، حاولت تغيير شخصيته، نصحته مرارا وتكرارا، لكن وكما يقول المثل الصيني، الكيس الفارغ لا يستقيم أبدًا، فى اليوم الأخير، كانت تستعد للرحيل، بعد مشاجرة حادة مع زوجها، وهنا حاول الزوج إثنائها عن قرارها، لكن الزوجة قررت النهاية وطلبت الطلاق، هنا هدأ الزوج، وجهه تغير لونه، نظر بعينه لها، وكأنه شيطان، توقف عن الحوار معها، ثم دخل إلى حجرته، بهدوء أمسك إيشارب، أخفاه خلف ظهره لحظة خروجه من الحجرة، وفجأة انقض الزوج على فريسته، محاولا شنقها بالإيشارب لكنها هربت مسرعة، أغلق الزوج باب الشقة، والتقط سكينا بالقرب منه، وهي تتوسل له، أن يتركها تربي أولادها، لكن هيهات أن يفعل ذلك، طعنها عدة طعنات، سقطت على اثرها على الأرض، ولفظت أنفاسها الأخيرة، وسط بركة من الدماء التي أغرقت صالة الشقة. جلست الأم داخل منزلها، بقرية قطيفة العزيزية، قلبها يخفق، تشعر بحالة غريبة، تفكر فى ابنتها، شيماء.م، 36 سنة، أمسكت بهاتفها المحمول، اتصلت بها، مرارا وتكرارا، لكنها لم ترد، إزداد قلق وحيرة الأم على ابنتها، ذهبت لشقتها، سألت زوجها، لكنها شعرت بالريبة ناحيته، لأول مرة تشاهد زوج ابنتها ينظف الشقة، كما اشتمت رائحة غريبة داخلها، إزداد القلق والشك أكثر، سألته عن شيماء، فأبلغها أنها ذهبت للسوق، والأولاد فى منزل جدهم، وامعانا في خداع حماته، خرج الزوج بصحبة اثنين من أصدقائه، وبحوزتهم شيكارة وبعض المخلفات هكذا قال لها، زاعما أنه سيذهب لإلقائها فى المصرف! عادت الأم إلى منزلها وأبلغت أسرتها بما شاهدته، أسرعوا خلف الزوج، بحثوا فى كل مكان، وبعد رحلة بحث مرهقة، توصلوا إلى المكان الذي ألقى فيه الزوج ابنتهم، بعد أن حرقها، بالقرب من المصرف داخل "شيكارة"، على الفور تم إبلاغ اللواء جرير مصطفى، مدير أمن الشرقية، واللواء محمد والي، مدير المباحث الجنائية، وتم انتداب خبراء من الأدلة الجنائية، ونقل جثة الزوجة إلى المشرحة، وتحرر المحضر رقم 10747 جنح منيا القمح وبالعرض على النيابة أمرت بضبط الزوج مرتكب الجريمة وعمل التحريات اللازمه حول الواقعة. تم تشكيل فريق بحث، بقيادة الرائد محمد فؤاد رئيس المباحث ومعاونيه وإشراف العقيد جاسر زايد رئيس فرع البحث بالجنوب، أشرف عليه اللواء محمد والي، مدير المباحث الجنائية، والعميد عمرو رؤوف، رئيس المباحث الجنائية، وتم ضبط المتهم، أحمد.ص، 39 سنة، خباز، وبسؤاله عن سبب قتله وحرقه زوجته، قال أنها فى الليلة الأخيرة كانت تطلب منه مصروف المنزل ولم يكن معه أموالا وتشاجرا وبعدها ضربها وقتلها، وظل يردد ليتني طلقتها بدلا من قتلها، لكن ماذا يفيد الندم الأن؟!