في بيئة ريفية وعائلة من المزارعين وبين أحضان الطبيعة، وُلِد الكاتب السوداني الطيب صالح في 12 يوليو عام 1929، بقرية كَرمَكول الواقعة علي ضفاف النيل، ونشأ فيها حتي وصل للمرحلة الثانوية، وحينذاك انتقل إلي الخرطوم ليتابع دراسته ثم يلتحق بالجامعة، التي حصل منها علي البكالوريوس في العلوم، ومنها انتقل إلي بريطانيا ليستكمل دراساته العليا بجامعة لندن، إلا أنه غيَّر اختصاصه إلي الشئون الدولية السياسية. عمل صالح بعد التخرج في الإذاعة والتليفزيون، وتدرج في المناصب، كما عمل مندوبًا لليونسكو في دول الخليج لعشر سنوات. أما الكتابة الأدبية فبدأها أثناء عمله في مجلة »المجلة»، وكانت معظم قصصه تتحدث عن الحياة الريفية والعلاقات المعقدة بين أبناء الريف في شمال السودان، فكتب أول نص له بعنوان »نخلة علي الجدول» وأذاعه عبر إذاعة البي بي سي، وأعقبه ب »دومة واد حامد» الذي نُشِر عام 1960 بمجلة »أصوات» المتخصصة بالثقافة في لندن، ثم توالت أعماله، ومنها: »عرس الزين»، »الرجل القبرصي»، و»حفنة من التمور». في عام 1966 نشر الطيب صالح، الملقَّب بعبقري الرواية العربية؛ روايته »موسم الهجرة إلي الشمال» التي تمت ترجمتها عام 1969 إلي اللغة الإنجليزية، وتُرجِمت فيما بعد لأكثر من 30 لغة حول العالم. وقد أعلنت الأكاديمية العربية للآداب عام 2002 الواقعة أنها الرواية العربية الأكثر أهمية في القرن العشرين، كما تم اختيارها من بين أفضل 100 رواية في التاريخ في استطلاع للكتاب عام 2002. توفي الطيب صالح في 17 فبراير عام 2009 بلندن، وأطلقت جائزة تحمل اسمه بمناسبة الذكري السنوية الأولي لوفاته، في مجالات النقد والرواية والقصة القصيرة، تشجيعًا للفن والثقافة في السودان والوطن العربي. بالإضافة إلي جائزة الطيب صالح للإبداع الروائي التي يقدمها مركز عبد الكريم ميرغني الثقافي بمدينة أم درمان منذ عام 2002. تحل اليوم الذكري العاشرة لوفاة الكاتب السوداني الطيب صالح.