محمد عبدالوهاب اثار الرئيس الامريكي ترامب كعادته الجدل في العالم بتصريحات مثيرة حول وجود القوات الامريكية من سورياوأفغانستانوالعراق. وليس مستغربا أن يكرر ترامب تصريحات حول نيته سحب قواته من تلك الدول وكان قد عبر خلال حملته الانتخابية عن نيته القيام بذلك مراراً. بالرغم من انتقادات وتحذيرات من داخل أوساط سياسية وعسكرية مختلفة في واشنطن لقراره. فهل سينجح ترامب في سحب القوات الأمريكية؟ رغم ما يملأ تلك الدول من ازمات معقدة. ترامب كشف انه يريد إنهاء حروب اللانهاية في أفغانستانوسوريا وشدد لا يمكن لأحد أن يجادله في مبدأ إنهاء تلك الحروب الطاحنة التي استمرت سنوات طويلة من دون جدوي. حرب أفغانستان دخلت عامها ال18 لتفوق مدتها أطول حرب أمريكية في التاريخ وهي حرب فيتنام.والتي امتدت عشر سنوات وهناك الحرب السورية والتي انهت عامها الثامن من القتال وشتات السوريين وحتي اليوم لا توجد رؤية للخروج منها. والواقع يؤكد ان القتال في سورياوأفغانستان لن يتوقف فقط بسحب القوات الأمريكية لو تحقق ونذكر ان باراك أوباما سبق ووعد خلال حملته الانتخابية عام 2008 بسحب القوات الأمريكية من العراق وفعلا قام بسحب غالبية القوات تحت شعار إنهاء الحرب في العراق. وفوجئت واشنطن ان الميليشيات المسلحة المدعومة من إيران ملأت الفراغ الأمني وتعتبر اليوم من أشد خصوم واشنطن. في الحالات الثلاث لا يمكن إنهاء النزاعات المسلحة من دون حلول سياسية جذرية. كما أن دولاً إقليمية مثل روسياوإيران وتركيا تترقب الموقف الأمريكي للتخطيط المستقبلي لوجودها في تلك الدول وروسيا تنتظر الفرصة لملء جزء من الفراغ الأمريكي وهو ما يقلق واشنطن. ترامب يسابق الزمن ليعلن أنه أنهي حرب أمريكا الأطول بافغانستان ليكون شعاره أمام الشعب الأمريكي في الانتخابات الرئاسية العام القادم. لكنه يصطدم بان الوضع في العراقوسوريا بات مرتبطاً مباشرة بإيران التي تعتبرها إدارة ترامب الخصم الأول في منطقة الشرق الأوسط وذلك يجعل من عملية الانسحاب علي ارض الواقع هي من الامور المستحيلة وان المأسآه السورية العراقية مستمرة في لعبة المصالح.